مقالات
أخر الموضوعات

“لمة رمضان”.. في خبر كان

بقلم: دينا مسعد

“مرحب شهر الصوم مرحب لياليك عادت في أمان .. بعد انتظارنا وشوقنا إليك جيت يا رمضان”.. كلمات حين تسمعها يرقص قلبك فرحًا بها, فرمضان شهر مليء بالنور والطُهر والعطر، شهر يأتي ليجدد روحنا ويزيد من تحملنا وصبرنا، شهر تُزين فيه الشوارع ولا تنطفئ فيه الأضواء أبدًا، ترى فوانيسه مُعلقة في كل مكان، شهر من جماله لا تكفيك الكلمات لوصفه.

يهل علينا من كل عام شهر رمضان شهر الخير والبركات، الشهر الذي يقربك إلى الله سبحانه وتعالى، ويبرز فيك أفضل ما لديك من صفات، تكثر فيه العبادات وتنفتح فيه السموات لتصعد إليه الدعوات، أمّا عن الذكريات فهو مليء بها وأجمل ما به هو أنه يذكرنا بما مضى من آيامنا وحياتنا الجميلة، أتذكر دائمًا تعليقنا لزينة رمضان في شارع منزلنا بابتسامة جميلة، أتذكر أخي وشجاره معي من منّا سيذهب لشراء الزينة، أتذكر غضبي حينما أخذ فانوسي ليلعب به، وسباقنا على زجاجة الماء لنشرب قبل آذان الفجر رغم أننا لا نريد، ونصيحة أبي على السحور بأكل طبق الفول حتى لا نشعر في صيامنا بالجوع.

وأجمل الذكريات التي كان يكتمل بها رمضان “فطوطة” و “بوجي وطمطم” و “بكار ورشيدة” وفوزاير رمضان العديدة، ولا ننسى مائدة الطعام التي يوجد عليه ألذ وأشهى الأصناف وانتظارنا بحماس ولهفة لضرب مدفع رمضان.. أتذكر كل هذا ولا أنسى شيء على الأطلاق أتذكر فرحتنا وبهجتنا بقدوم هذا الشهر، ولكنني لا أستطيع أن أتغلب على شعور الحزن بداخلي حينما يأتي من دون وجود أكثر ما كان يجعل له بهجة وفرحة.. ولمة العائلة التي تفرقت بعد موته.. فأصبحت “لمة رمضان” في خبر كان.

أكثر ما يحطمنا هو فقدان شخص عزيز عليك كانت الفرحة تكتمل بوجوده، لك معه ذكريات في كل يوم وفي كل شهر وفي كل مناسبة.. كان يجلس بجوارك على المائدة من قبل، كان جزء من العائلة، وكان أساس لمتها.. كم هو مؤذي ألم الفراق، فيرتاح من رحل عن الدنيا ولكن يظل الحي قلبه محطمًا في كل ذكرى تأتي وتذكره به، فلنا في فراقه ألمًا لا يزول ووجعًا لا ينتهي، ما أصعب هذه اللحظة التي تنظر فيها إلى مكانه المعتاد في المائدة وتراه فارغًا فتختلط مشاعرك بالبكاء والأنين وترى دموعك متحجرة في العيون ويحترق قلبك من الحسرة والألم تتمنى لو أن هناك مكانًا تُباع فيه السنين لتشتري السنوات الماضية وترجع القلوب وتُعيد الحنين، ولكنه رحل ولن يعود كل ما يمكنك فعله هو تذكره فقط وتذكر اسمه الذي حُفر في قلبك ووجدانك فربما عجزت الروح عن لقائه وعجزت العين عن رؤياه ولكن صعب للقلب أن ينساه، ربما صارت بعده لمة رمضان في خبر كان ولكن ما سيسعده هو دعائك له في كل مكان.

رحمة الله على من رحل عنا وفارقنا وترك لنا الألم فقط في كل ذكرى كانت به تجمعنا، جعل الله حياته أفضل في نعيم الجنة.. ستأتي علينا الذكريات كثيرة ولن تنتهي فلا تضيعها بألمك من الفراق، فقط قم بالدعاء لمن رحل عن عالمك وتذكره دائمًا.. فالذكريات نعمة من نعم الله علينا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق