مقالات
أخر الموضوعات

فلذة كبدي

بقلم: دينا مسعد

خلقنا الله في الحياة ومتعنا بالكثير من النعم التي لا يتمكن أحد من عدها وإن عاش فوق عمره عمرًا آخر، وإن فتشت عن أعظم هذه النعم في الحياة ستجد أولادك فلذة كبدك أعظم نعمة في هذه الدنيا، فإنهم زينتها كما قيل عنهم في القرآن الكريم لا يوجد أغلى منهم في قلبك ولا يوجد أقرب منهم إليك هم المصباح الذي ينير لك دربك ويضيء لك كل عتمة.

إن بحثت بداخلك عن مشاعرك تجاه أولادك ستجد حبًا لا يوجد مثله حب في حياتك كلها، ستجد حبًا شعاره الأول والآخير هو العطاء، فدائمًا ما تجد نفسك تبذل قصارى جهدك من أجل سعادتهم ورسم البسمة على وجوههم من دون أن تنتظر منهم أي شيء، تعمل جاهدًا من دون كلل أو ملل لتوفر لهم كل سبل الراحة وتؤمن لهم حياتهم وتجعل لهم ماض يشرفهم ومستقبل يطمئنون فيه، ولكن هل يقدّر أولادك كل هذه التضحيات؟.

هناك الكثير من الأبناء لا يقدرون نعمة وجود الأب والأم في حياتهم تلهيهم الدنيا عن تقبيل أيديهما ومحاولة نيل رضاهما، تجد ابنًا عاق لوالديه رغم علمه الشديد بأنه فلذة أكبادهما وعلى الرغم من هذا العقوق إن سألت الأب أو الأم بماذا تدعو الله من أجل ابنك؟ سيخبرك بأنه يتمنى من الله أن يهديه ويعطيه كل الخير.. فهذا هو قلب الأب وكذلك الأم، لقد جعل الله في قلوبهما رحمة بأولادهما تفوق حد الخيال، فهم فلذة أكبادهما ونور عيونهما وعكازهما في هذه الحياة.

تذكر دائمًا أن من أكرم والديه سرّ بأولاده، فكن رحيمًا بهما ولا تدع حياة الدنيا ومتاعها تغض بصرك عن من أنجبك لها، لا تنسى يومًا أن والديك رغم حزنهما إن أحزنتهما دائمًا يفكران بك وبما فيه مصلحة لك، لا أب يكره ابنه ولا الأم أيضًا، دائمًا يتمنان لك الخير، هما فقط من يرغبان بك بأن تكون أفضل منهما، وما كنا نسمعه دائمًا اتضح أنه حق فالرجل يود أن يكون متفوقًا على الجميع دائمًا ولكنه يريد أن يكون ابنه أعلى مرتبة منه، فأنت وحدك من يطلق عليه كلمة فلذة كبدي من والديك، واتبع قول الله سبحانه وتعالى (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23)) فاللهمّ إني أعوذ بك من أن أكون عاقًا لوالدي وأسألك أن تجعلني دومًا بارًا بهما، واللهمّ اجعلني أمًا صالحة لآبنائي فلذة كبدي واجعلهم ذرية صالحة يالله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق