مقالات
أخر الموضوعات

بالحجم العائلى

بقلم: إيمان شهاب

فى نهاية يومًا مرهق تغيب فيه الشمس لتخرج من نافذة بيتنا وتودع أشعتها طاولة كبيرة وعريضة فارغة لكنها تتجهز لتمتلئ بكل ما طاب ولذ، بين ضجيج بل أحلى ضجيج من صوت أطفال لكبار يعلوه صوت الشيخ الشعراوى ومن ثم الدعاء حتى يأتي صوت المدفع لينهض الجميع ويذهب ناحية هذه الطاولة التي امتلأت بفضل هذا اليوم.

أيام وسيشرق علينا شهر نفتقده بشدة وننتظره بفارغ الصبر من السنة إلى السنة، هو شهر تستطيع أن تخرج منه كإنسان جديد فيه كل الروحانيات والسلام النفسي الذي قد تعيشه فى لياليه، أيام وليالي لا تجد فيه لحظة فارغة من سرعة يومه فهكذا “اليوم الحلو بيجري بسرعة”.. ومهما تحدثت عنه لن يكفيه الكلمات لن توصف حبنا وشغفنا واهتمامنا بهذا الشهر الذي يكرمه الله علينا في كل عام ألا وهو شهر الخير.. شهر رمضان.

في العام السابق فقدنا الكثير من أحبابنا وفارقنا العديد من أقاربنا وابتعدنا عن أهلنا وغيبنا عن أصدقائنا، ولكن حان الوقت لنجتمع من جديد مهما كان، فطوال السنة ننشغل بالحياة ونسير مع مجراها، لكن في رمضان نترك كل هذه المشاغل لنتفرغ لرمضان ولعائلتنا، فهو المنقذ لصلة الرحم الذي يجعلنا نعود إليهم فيه ونقوي هذه الصلة بالعزومات والزيارات المستمرة التي لا تنتهي.. فهل هناك أجمل من هذه الحياة؟.

هذا العام نود بألا نفارق أحد من جديد بل تعود علاقتنا معهم مرة أخرى، وكل من ابتعدنا عنهم نجتمع ثانية لنجلس على هذه الطاولة ونملؤها جميعًا بالضحكات والتسامر والكلام الذي لا يتوقف فهذه اللمة هي من ستحلي الآكلات على الطاولة وستعطي لها طعم لأننا سنتواجد بالحجم العائلي عليها وليس بمفردنا.

أتمنى من الله بأن يأتي شهر رمضان علينا ونحن في أحسن حال وتخرج منه كل البيوت متحدة ومتعاونة وتعود صلة الرحم وكل أحبابهم المفترقين عنهم يعودوا إليهم ولا يفرقهم شيء مرة أخرى، وأتمنى أن يخرجنا الله من هذا الشهر وهو غافر لنا كل الذنوب وراضي عنا نحن وعائلتنا من كبيرها لصغيرها حتى نجتمع معًا ليس في الدنيا فقط بل في الاخرة أيضًا في الجنة بإذن الله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق