مقالات
أخر الموضوعات

تحدى الصعب بالشكر

بقلم: سها سمير

أصدقائي الأعزاء، ويتجدد لقاؤنا الأسبوعيّ مع قصة جديدة من الواقع, واليوم ستكون قصتنا عن إعلان لإحدى دور السينما أنَّ فيلمَ مدته 8 دقائق قد فاز بلقب أفضل فيلم قصير في العالم؛ فتقرر عرضه في هذه السينما, ونرى أنه قد احتشد أكبر جمع من الجماهير لمشاهدته، فالدعاية كانت جاذبة.

يبدأ الفيلم بلقطة لسقف غرفة خالية من أي ديكور، وخالية من أي تفاصيل، مجرد سقف أبيض, مضت 3 دقائق دون أن تتحرك الكاميرا، ولم تنتقل إلى أي مشهد آخر، أو أي جزء آخر من السقف بالغرفة نفسها, ومرت 3 دقائق أخرى دون أن تتحرك الكاميرا، ودون أن يتغير المشهد, فبعد 6دقائق مملة بدأ المشاهدون في التذمر, ومنهم من كان على وشك مغادرة قاعة العرض، ومنهم من اعترض على مسؤولي الدار؛ لأنه ضيَّع وقته في مشاهدة سقف.

وفجأة، وقبل أن يهمَّ الأغلبية بالانصراف، تحركت عدسة الكاميرا رويدًا رويدًا على حائط خالٍ من أي تفاصيل أيضًا، حتى وصلت للأسفل نحو الأرض، هناك ظهر طفل ملقًى على سرير، يبدو أنه معاقٌ كليًّا بسبب انقطاع الحبل الشوكي في جسده الصغير, انتقلت “الكاميرا” شيئًا فشيئًا إلى جانب سرير المعاق؛ ليظهر كرسي متحرك بدون ظهر, ثم انتقلت الكاميرا إلى موقع الملل والضجر، إلى السقف مرة أخرى.

لتظهر جملة “لقد عرضنا عليكم 6 دقائق فقط من النشاط اليوميّ لهذا الطفل, فقط 6 دقائق من المنظر الذي يشاهده هذا الطفل المعاق في جميع ساعات حياته، وأنتم تذمرتم ولم تصبروا لتلك الدقائق المعدودة ولم تتحملوا مشاهدته؛ لذا اعرفوا قيمة كل ثانية من حياتكم تقضونها في العافية، واحمدوا ربكم على كل نعمة أنعم بها عليكم لا تشعرون بوجودها إلا إذا فقدتموها”.

يجب أن نعلم أن هناك كثير من النعم في حياتنا لا نشعر بها، وهناك كثير من الأبطال حولنا، برغم كل الصعوبات، قابلين للتحدي بشكر وابتسامة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق