مقالات
أخر الموضوعات

كنتَ حبيبًا!

بقلم: أية سمير

كنتَ لي حُلمًا ذات يوم, كنتُ أكتب لأجلك, أحلم لأجلك, أجاهد صعوبة الأيام من أجلك؛ لأنك كنتَ لي حبيبًا, هل تعلمُ أني كنتُ أستيقظ كل صباح على أمل رؤية وجهك؟, وأتفاءل وأبتهج لأنَّنا معًا على الأرض نفسها!, مؤكدٌ أنكَ لم تقدِّر أني كنتُ أستمدُّ تلك الطاقة التي تجعلني أستمر بلا امتعاض .. كنت أستمدها منك.

كنت لي يومًا حبيبًا, أحببتكَ بمثالية, أحببتكَ حبًّا غير مشروط، وأثبتَتْ لي المواقف حماقة اختياري! .. كنتَ لي حبيبًا، ولم أكنْ لك سوى ذكرى جميلة, كنتَ لي إثمًا عظيمًا، وأنا عفيفة .. قلبي وعقلي لا يحتملان الذنوب؛ فقررتُ التوبة عنك, وأدركتُ مؤخَرًا حجم الخطأ الذي اقترفته بحق نفسي، وطاقتي، ونقاء قلبي، وندرة مشاعري، وبحق الأيام والليالي التي أرهقتها معي من أجلك!.

لا بأس! فكل ما حدث قد أوضح لي حقيقة نفسي وقيمة وجودي، وأنا ممتنَّة لكل ما زادني نضجًا ووعيًا، فلا بأس الآن!, لأننى ممتنة لكل ما يحدث، وكل الأحلام والتقدير الذي ينبع من ذاتي؛ فتلك الثقة وحدها أنقذتني من خوض تجربة غير متكافئة.

لقد تعلمتُ منذ طفولتي تقديرَ الصواب والاعتراف بالخطأ مهما كانت النتيجة، فكما اعترفتُ بخطأ حبك، أعترف الآن لنفسي بأني تخطيتكَ تمامًا، وبلا ندوب؛ ولذلك فأنا أمتلك الشجاعة الكافية لأكتبَ عنك.

لقد كنتَ لي حبيبًا في الماضي، والآن ألهمني الله القوة لأن أتخطاكَ وأن ينعم قلبي ونفسي بالسلام, في الحقيقة أنا لا أكرهك إطلاقًا، حاشاهُ قلبي النقي أن يشوبه ذرة كره لأي شخص كان, وأنا كذلك لا أحبك؛ لقد وضعتكَ في الموضع الذي يليق بك, لقد صرت غريبًا كما ينبغي لكَ أن تكون, كنتَ لي كل الأشياء القيِّمة، والآن أنت والعدم شيء واحد .. أنت اللاشيء, لا أكنُّ لكَ أي مشاعر, لا بالكره، ولا بالحب، ولا تدِين لي بشيء، ولا أدين لك بأي ذكرى.

كنتَ لي رفيقًا ذات يوم أتكئ على وجوده وألجأ إليه, في لحظات الضيق تنهال من قلبي الكلمات، والآن أدركتُ, وتذوقتُ منكَ الخذلان, أيقنت أنك لم تكن نِعْم الرفيق، ولم تصُنْ وُدَّ الصداقة!, أعترف أنني حزنتُ عليك لبعض الوقت، ولكن لوعيي بأن الحياة تستمر دون أي أحد، مضيت في طريقي، وامتننتُ لحكمة التجربة، وتعلمت أن أنتقي رفقاء يشبهون روحي وقلبي, لا يكذبون ولا يخونون، ولا يتركونني في منتصف الطريق أبدًا.

كنتَ لي رفيقًا، والآن أنت مجرد وجه أراه في طريقي, غريب كالغرباء  .. كنتَ لي حبيبًا ورفيقًا أتقاسم معه حلو الأيام فقط، وأحجب عنكَ ما يُضيق صدرك ويسبب لك الحزن, كنتُ أظنُّ أنك لي وطنًا! حسنًا لا بأس! خدعَتني الظنون واكتشفت حماقة ظني, لم تكن لي وطنًا ولا حبيبًا, أنت في الحقيقة لا تستطيع أن تكون وطنًا حتى لنفسك!, كنتُ أنتَ وكنتَ أنا، والآن أنا أصبحتُ أنا لقلبي السلام، وأنت صرت العدم .. فليس كل من نظنه حبيباً قد يصبح رفيقنا للأبد, فحكم عقلك وقلبك فيما قد تختاره حبيباً لك قبل أن تعطيه مشاعرك وأحلامك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق