مقالات
أخر الموضوعات

عائلتي

بقلم: دينا مسعد

“بيت العز يا بيتنا، على بابك عنبتنا، فيها خضرة وضليلة بترفرف ع العيلة، وتضلل يا حليلة يا حليلة من أول عتبتنا، يا بيت العز يا بيت السعد يا بيت الفرح يا بيتنا”.. كلمات بسيطة تغمرني الفرحة عند سماعها، يرتجف قلبي حينها، فهي ليست مجرد كلمات فحسب، بل هي وصف لأعظم النعم التي قد ينعم الله بها علي عباده، إنها ملخص بسيط لدفء العائلة.

العائلة التي يحتويها أربعة جدران ويجمعها سقفًا واحد، هي كيان أي إنسان، هي منبع الحب والحنان، هي الشجرة التي تظلل علينا جميعنا وعلى كل من يقف تحتها, فجيش المرء عائلته، وإنني دون عائلتي عدم، فعائلتنا بالنسبة لنا هي الوطن الذي نكون بدونه في غربة، وهي عالمنا الصغير الذي يحتوينا عندما ترهقنا هموم الحياة، هي الانتماء الأول لنا، وكنزنا في الحياة، الكنز الذي يستحق أن نضعه بين جفوننا وتغلق عليه، هي أيضًا من يُشاطرنا حزننا قبل فرحنا، ألمنا وهمّنا.

فالعائلة هي الأمان والمأمن، السكن والمسكن، الدفء والملجأ، هم سكينة الروح وطمأنينة القلب، هم الملاذ الأول، فلو كنت أعلم منزلة أعظم من الشكر لأسديتها لعائلتي، ولكنني لا أملك أن أقدم لهم سواه، فشكرًا على كل مساندة لي عند وقوعي، على كل ابتسامة أعانتني على استكمال طريقي رغم الصعوبات، شكرًا على كل نصيحة ساعدتني على اختيار الأفضل لي دائمًا، شكرًا على كل فرحة حقيقية رأيتها في أعينكم وقت نجاحي، أنتم لي الحياة ولا حياة بدونكم.

أمّا عنك يا أبي يا من كنت سببًا في وجودنا في هذه الدنيا، يا من رأيت ضوء الحياة من خلاله، لا أعلم كيف أشكرك ولكنك ستبقى لي دائمًا وأبدًا قدوتي مهما تعاظم الناس من حولي، يا من تجرّعت المرّ لتسقينا العسل شهدًا، دُمت لنا سندًا نباهي به الجميع, وأنتِ يا أمي النور الذي يضئ حياتي والمنبع الذي أرتوي منه حبًا وحنانًا، أولى نظراتي، وبلسم قلبي الشافي، نبراسي الذي ينير دربي، يا من تعلمت على يدك الخير كله، أدامك الله تاجًا فوق رأسي إلى الأبد, أمّا عنكم يا إخوتي يارفقاء دربي، أنتم رمز الطمأنينة، والحضن الواسع الذي يمتلئ بالصخب والضحكات والابتسامات، فقيل عنكم “ومالمرء إلا بإخوانه كما يقبض الكف بالمعصم، ولا خير في الكف مقطوعة، ولا خير في الساعد الأجذم”، أنتم أكبر من مجرد كلمة وأكثر من أن تحتويها عبارات صغيرة، أحبكم بصفائكم ونقائكم.

شكرًا عائلتي، شكرًا لكم جميعًا، يا من أرى فيكم الدعم دائمًا، أعلم جيدًا أنني لن أجد حبًا كحبكم لي ولن أرى أمانًا كأماني بجانبكم، فإنني أفتخر بكونكم عائلتي وأهلي, فاللهمّ ابعد عن عائلتي متاعب الدنيا وهموم الحياة، ولا تذقهم طعم الحزن ولا دموع الضيق، اللهمّ أرح قلوبهم واسعدهم سعادة لا تزول واحفظهم لي، اللَّهُم اسعد قلب أبي في كل حين، وارزق أمي عافية تصاحبها كظلها، واجعل إخوتي من سعداء الدنيا والآخرة، اللهم عائلتي وعافيتهم وضحكتهم وصوتهم وجوارهم، فإنني بهم أستقيم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق