“أماني ربيع” .. سيدة مصرية أثبتت أن السن مجرد رقم

حوار: أحمد الدخاخني

كثيرًا من الناس يعتقدون أن ممارسة الرياضة تحتاج إلى مرحلة عمرية معينة، وعندما تنتهي هذه المرحلة فإن ممارسة الرياضة بعدها شبه مستحيلة، ولكننا إلتقينا بسيدة مصرية أثبتت أن السن مجرد رقم.

الكابتن”أماني ربيع” بطلة مصر والعالم في كمال الأجسام، تبلغ من العمر 59 عامًا وبدأت بممارسة رياضة القوة البدنية و عمرها 54 عامًا؛ و علي الرغم من السن الذي بدأت فيه بممارسة ألعاب القوة إلا أنها حازت علي العديد من البطولات حتي وصلت لبطولة العالم في كمال الأجسام و كسرت كلمة مستحيل, لذا التقينا بها تليفونيا _نظرا لظروف البلد من فيروس كورونا_ لتحكي لنا عن مسيرتها الرياضية ونجاحها في تحقيق البطولات المحلية والعالمية.

• في البداية حدثينا عن مسيرتك الرياضية؟

منذ صغري وأنا ملتزمة بممارسة الرياضة، وكانت بدايتي ممارسة لعبة التنس وحققت فيها ميداليات، ثم دخلت في لعبة السباحة وكنت متفوقة فيها أيضًا، وعندما دخلت الجامعة مارست ألعاب أخرى مثل: كرة السلة واليد والطائرة، ثم انتقلت إلى رياضة رفع الأثقال.

• ما السبب وراء اختيارك رياضة رفع الأثقال وعدم الاستمرار في ألعاب أخرى؟

عندما انتقلت إلى رياضة رفع الأثقال لاحظت قلة النساء فيها علي عكس الألعاب الأخرى التي مارستها قبل ذلك والتي تمارسها النساء بكثرة، أما  لعبة رفع الأثقال سواء في البلاد العربية أو في البلاد الأجنبية فيقل تواجد النساء فيها؛ لذلك قررت الاستمرار في هذه اللعبة، وكان من الصعب الاستمرار في السباحة وتمارين الحديد معًا، ومدربي السباحة أقنعوني بأن تمارين الحديد لا تؤثر على أدائي في السباحة ولكن مع الأسف أثرت؛ لأنها مجهود كبير وشاق بجانب سني، ومدرب تمارين الحديد الذي يتابعني وهو بطل العالم الكابتن “محمد سعيد”  كان قلقًا على نبضات قلبي؛ بسبب تمارين السباحة رغم أن هناك من يعتقد أن السباحة تمارين سهلة وخفيفة لكنها عكس ذلك، كذلك تحدثت مع أولادي الذين تجاوزوا سن الثلاثين من أعمارهم الآن و أقنعوني بالاستمرار في تمارين رفع الأثقال بدلًا من السباحة؛ لأنها مختلفة بالنسبة لي وللسيدات بشكل عام، وأحافظ دائمًا علي أن أفصل حياتي الرياضية عن حياتي الزوجية وأحاول جاهدة ألا أقصر فيهما، والسبب الآخر كان الكابتن يقوم بتشكيل فريق للأولاد، فسألته فتاة لو يوجد فريق للفتيات حينها فكر الكابت في كيفية جعل كلًا من الزوج والزوجة والأولاد يمارسون تمارين رفع الأثقال، لذا رشحني في تنفيذ هذه الفكرة التي كانت غريبة بالنسبة لي؛ لأنه كان يراني أمارس تمارين رفع الأثقال باجتهاد.

• من المؤكد واجهتي صعوبات وعقبات للوصول إلي حلمك، فما هي؟

في بداية ممارستي لرياضة رفع الأثقال كانت هناك منافسة بيني وبين الفتيات اللاتي هن أصغر مني سنًا، على سبيل المثال: لو أردت تحقيق بطولة الجمهورية كان لابد من المشاركة مع الأعمار الصغيرة كالعشرينات وأنا عمري 59 عامًا، فلو قمت برفع حديد وزنه كيلو فالفتاة الصغيرة ترفع وزن 2 كيلو وربما أكثر، لذلك كانت المنافسة صعبة، و لكني شاركت في 40 بطولة و كنت أشعر حينها بالقلق قبل خوض البطولات، فعلي الرغم من أنني أرى من يشجعني ويصفق لي ويري أنني أحقق مالم يحققه أحد، إلا أن هناك أيضًا من يتمنى خسارتي، وأنا أمارس هذه الرياضة لإنني أحبها وأحب الألعاب الثقيلة، وليس الهدف منها المبارزة، ثم أن أرقام هذه اللعبة ليست ثابتة حيث من الممكن أن ترتفع أو تنخفض، لكن الأمور على مايرام مادمت أواظب على التمارين.

• ماهي البطولات التي حققتيها من خلال هذه الرياضة؟

حصلت على 30 ميدالية ذهب في بطولة الجمهورية، وشاركت في البطولة العربية أكثر من مرة وحققت فيها 4 ميداليات ذهبية، بالإضافة إلى مشاركتي في بطولة مستر أولمبيا بمدينة “لاس فيجاس” الأمريكية وحصلت على ميدالية ذهبية وأخرى برونزية.

• من له الفضل في دعمك و تشجيعك في مسيرتك الرياضية؟

الفضل يعود إلى الكابتن”محمد سعيد” ليس لأنه مدربي فقط ولكن لولاه لما علمت أي شيء عن هذه اللعبة، خاصة أن مدربي قد حصل على ميداليات من بطولة العالم وعندما ذهب معي أنا و 6 آخرين مصريين إلى”لاس فيجاس” كان مسئولًا عنّا ولعب معنا أيضًا، فكان فضل الله علي أنه رزقني بهذا المدرب، وأيضًا زوجي وأولادي الذين كانوا يشجعونني دائمًا على أن أثبت ذاتي واستمر في النجاح نحو ممارسة الرياضة وخاصة تمارين رفع الأثقال وكذلك أقاربي.

• من وجهة نظرك، كيف ينظر المجتمع المصري إلى المرأة التي تمارس الرياضة؟

أنا أرى كثيرًا من النساء والفتيات تمارسن كل أنواع الرياضة و لا توجد تفرقة بين الجنسين، ولكنني في بعض الأحيان أرى علي سبيل المثال فتاة تقوم بممارسة السباحة وتفوز بميداليات، ثم بعد ذلك تقوم والدتها بمنعها من الاستمرار فيها، لا أعلم لماذا سمحت لها بممارسة هذه الرياضة مادام لن تسمح لها عند كبر سنها؟! بل كان من الممكن أن تجعلها تقوم بممارسة أي لعبة أخرى غير السباحة لكي تستمر فيها دائمًا، أما بالنسبة لتمارين الحديد فتمارسها بعض النساء؛ لتحقيق بطولات والبعض الأخر لأغراض بدنية وصحية مثل ضبط فقرات الظهر أو شد البطن أو الاهتمام باللياقة البدنية، ثم أن من يمارس أي رياضة أخرى مثل السباحة وألعاب الكرة يذهب أولًا لتمارين الحديد و لذلك من وجهة نظري أنها تقوم بضبط اللياقة البدنية وتساعد على ممارسة أنواع أخرى من الألعاب بشكل أفضل، كما أنها تفيد الحالة المزاجية وتعطي شعور بالسعادة بشكل كبير، وكان أصدقاء زوجي يسألونه دائمًا بدهشة كيف تمارس زوجتك رياضة الحديد؟ ثم تعودوا بعد ذلك، وبدأت ممارسة الحديد منذ أربع سنوات فقط أي كان عمري 54 عامًا، وأنا لا أهتم بنظرة المجتمع مادام ملابسي الرياضية محترمة وتعاملي مع الناس محترم.

• ماهو النظام الغذائي الذي تقومين به للحفاظ على لياقتك البدنية؟

أنا أقوم بتناول الطعام الصحي وأحافظ على وزني، ولكن الأهم هو الابتعاد عن السكريات؛ لأنها مع ممارسة تمارين الحديد تتحول إلى دهون لذلك يتم منع السكريات، ومنذ بدايتي في ممارسة هذه الرياضة وطعامي بزيت الزيتون، والتزم بنصائح المدرب بتناول البروتين وهناك أيضًا طبيبة تتابعني؛ لترى وزني هل هو حديد أم دهون؟، فإذا كان حديد فإنها تسمح لي بتناول المكسرات والنشويات، كما أنني التزم بالنصائح قبل وبعد التمارين بقدر الإمكان؛ لأن هذه الرياضة تشعرني بالجوع وتحرق كثيرًا من السعرات الحرارية، وأحيانًا أقوم بتعويض السكريات عن طريق تناول الفاكهه مثل: الموز، التفاح، وملعقة العسل والبلح التي تعطيني الطاقة حتى لا أشعر بالاحتياج إلى تناول السكريات.

• ماهي الأمور التي تتجنبيها لأنها تضر بالصحة بجانب السكريات؟

هناك من الرياضيين من يتناولون حقن وجرعات من المكملات الغذائية لبناء العضلات وهذه الأشياء مضرة جدًا بالطبع، وعندما كنت ألعب في الولايات المتحدة رأيت فتيات وكأنهن متحولات لرجال، لكن هناك من الناس من يحبون هذا الشكل رغم أن هدف الرياضة هو تقوية الجسم و الاهتمام بالصحة وليس الضرر، ومن الجيد أن هناك تحليل طبي أثناء التمارين، بجانب أنني أهتم بالصحة العامة عن طريق الطعام، فلو نصحني الكابتن بخمس أنواع من الفواكه فإنني أقوم بشرائها ولذلك أهتم بتناول الطعام والأشياء الطبيعية؛ لأن ملابس الرياضة التي أرتديها تحتاج إلى جسم منضبط وإلا سوف أشعر بالاختناق منها.

• نرى اللياقة البدنية بالنسبة للشباب في هذه الأيام ليست جيدة بماذا تنصحين الشباب؟

اللياقة البدنية الجيدة تحتاج إلى المواظبة على تمارين الرياضة على الأقل شهر؛ فهي تعطي للشباب ثقتهم في أنفسهم، فالشاب الذي يشارك في البطولات ويحصل على أول ميدالية يصبح في قمة السعادة، وبعض الأمهات ترسل أبنائها إلى المدرب لأنها لا تستطيع السيطرة عليهم، فيقوم المدرب بالاهتمام بهم في التمارين فتصبح أخلاقهم أكثر تهذيبًا، وعندما كان ابني بكلية الهندسة بجامعة القاهرة وهو يلعب تايكوندو بمنتخب مصر في يوم الاحتفال بالرياضة ذهبت مع ابني وكان المسرح كبير وممتليء بالأهالي، رأيت الكثير من الطلاب لم يمارسوا الرياضة من قبل فحزنت؛ لأنني لم أتصور أبدًا أن الأهالي  ستترك أبنائها هكذا دون ممارسة الرياضة، وأنصح الشباب بممارسة أي نوع من أنواع الرياضة وليس شرطًا تمارين الحديد؛ لقضاء وقت الفراغ فيما هو مفيد لهم ولبدنهم، وأنا أثناء تدريبي لم أكن أهتم بمن جاء من أعضاء فريقنا، لكن أقوم بممارسة الرياضة بنفسي دون انتظار أحد ومن الطبيعي المكسب والخسارة و لا أنصت لمن يتحدث فيما هو سلبي.