منوعات
أخر الموضوعات

حكايات مرعبة عن إليزابيث باثورى “ملكة الدم”

تقرير: أماني جمال

كانت “الكونتيسة إليزابيث” من أصول مجرية نبيلة الأصل، مالكة للثروة والسلطة، حيث امتد نفوذه عائلتها إلى المجر، سلوفاكيا، وبولندا, وتميزت عائلة “باثوري” بتاريخ مظلم موحش بالإضافة لإمتلاك ثروة ضخمة استخدمتها العائلة في إنجازات عظيمة حققت بها فوائد تغفر لها جزء من تاريخها الدموي؛ فكان الجد الأول للكونتيسة “إليزابيث باثوري” والذي يدعى “إستيفان باثوري” قائدًا مخلصًا لفلاد الوالاشي.

و بعدما انتهى عصر “فلاد الوالاشي” بسنوات بعدما قتل في إحدى المعارك على يد الأتراك، بدأ “إستيفان باثوري” جد عائلة “باثوري” بالقتال، والنضال، للحصول على الحكم، وقد نال مبتغاه، وبدأ عصر أسرة آل باثورى, واستمر حكم أسرة آل باثوري سنين عديدة مسجلًا عصرًا من آخر العصور المظلمة، فإن الجد “ستيفان باثوري” قد ساعد “فلاد الوالاشي” على استعادة الحكم و على ممارسة الوحشية على شعبه, وبعد وفاته استلم ت أفراد أسرة “باثروي” هذه الممارسات الوحشية علي الشعب, خاصة أنهم كانوا غريبى الأطوار يعيشون حياة الظلمة، وغموضهم المرعب على الرغم من مكانتهم المرموقة.

وقد كان بين أفراد “باثوري” من هم من عبدة الشيطان، واشتهر أحد أفراد الأسرة بأنه عبد الشيطان علناً، وأقام مصلى خاص به، وكان منهم أيضاً من العباقرة الشريرون سيئي السمعة، ومنهم من كان مهووس بالجلد، وتقطيع الأجساد البشرية؛ بالإضافة لأفراد آخرين كانوا مجانين، ومفسدون لا يرتاح لهم بال إلا بعد رؤية الدماء والجثث المشوهة وسماع صرخات التعذيب والتخويف.

يرجع بعض المهتمين بتاريخ هذه الأسرة إلى أن سبب الجنون، والإختلال العقلي المنتشر بين أفراد العائلة يعود إلى أسباب وراثية قديمة ناتجة عن قاعدة السمو النسبي المهم عند آل “باثوري” مما أدى إلى حفاظ الأسرة على التزاوج الداخلي بشكل مستمر حفاظًا منهم على النسب النبيل لأسرة آل “باثوري” العريقة؛ إلا أنه في بعض الحالات النادرة كما سنرى يتم الإرتباط بأفراد من خارج آل “باثوري” بشرط أن يكونوا من نسب راقي، وعريق, ففى عام 1560 بعد مائة سنة من موت “فلاد الوالاشي” وفي أسرة ذات ثراء، وملك كبير ولدت “إليزابيث باثوري” في أقدم وأغنى العوائلِ البروتستانتية في ترانسلفانيا، من أبوين أصابهما جنون آل “باثوري”, فكان والداها البارون والبارونة “جورج،وآنا باثوري” غريبي الأطوار بشكل أثار حفيظة كل من يعرفهم من خارج آل “باثوري”؛ فأحيانًا عند حضور بعض الضيوف من البلدان المجاورة من الأمراء، والملوك في قصر البارون “جورج باثوري”، يجدونه يتصرف معهم بأدب وبطريقة راقية جدًا تدل فعلًا على مكانته، وأصله النبيل هو وزوجته “آنا” وتمحي كل الشائعات السيئة التي تدور حولهم.

ولكن فجأة ينقلب الحال إلى ما يستحيل تصديقه؛ فيبدأ الجنون المطلق يطبق على المكان حيث يتحول “جورج باثوري” إلى شخص له تصرفات المفسدون عقليًا بصراخه الغير طبيعي، وضحكه الهستيري الذي تشاركه فيه زوجته البارونة”آنا”، وبكائه بلا داعي وفجأة يعودون إلى ما كانوا عليه من التعامل الراقي، والأدب في الحديث.

وقد اختلفت السجلات الرسمية في إثبات انتساب “آنا” إلى أسرة آل “باثوري”؛ وذلك لتصرفاتها المعقولة نسبيًا على الرغم من بعض الأمور السيئة التي كانت تفعلها، والتي حللها الباحثين على أنها ناتجة عن تأثير سلبي اكتسبته “آنا” من العيش في وسط عنيف، ومتناقض كوسط آل “باثورى”.

عندما كانت”إليزابيث” في السادسة من عمرها حضرت حفل فخم أقامه والدها البارون للتسلية، والمرح فكان جميع من في القصر مشغول بالرقص، والضحك، بينما كانت تلهو مع قطتها بالقرب من والدتها، وبينما هم على حالهم هذا هجم على القصر عصابة من الغجر، ومن بعدها لم تعلم “إليزابيث” ماذا حدث؟, فما تتذكره سوي صراخ الناس، وصوت والدها الغاضب، وحرس القصر ينتشرون في المكان بسرعة، ولم تتمكن من معرفة ما الذي جرى؟ فقد أدخولها لغرفتها، وأغلق الباب عليها، وحينها اتجهت لنافذتها وحاولت أن تشاهد أي شيء لكنها لم تستطع.

في صباح اليوم التالي خرجت من القصر مسرعة إلى الفناء الكبير؛ لتشاهد والدها، وعمها يقتلون أشخاصًا كثيرين، ومن بينهم طفل في عمرها قتله والدها ببشاعة، أخبرتها الخادمة: أنهم غجر هجموا على القصر أثناء انشغال الجميع بالحفل؛ لكن ما رأته “إليزابيث” من التقتيل، والتعذيب على يد والدها كان أكبر من أن تتحمله طفلة في عمرها، لقد قضت اليوم بطوله تبكي على ذلك الطفل المسكين كيف استطاع والدها أن يقتله بهذا العنف.

عندما بلغت “إليزابيث” التاسعة من عمرها، أقام الفلاحون ثورة؛ فوقعت جرائم اغتصاب، وتعذيب، وشاهدت عندما كانت تختبيء خلف شجرة المزارعين، وهم يعتدون على أختيها، ويقتلوهما، وبعد أن خمدت الثورة تم تعذيب المزارعين أمام عينيها، وعندما كانت في الحادية عشر من عمرها بدأت تدرك أسلوب الحياة القاسي، والعنيف الذي تتميز به عائلتها.

تذكر”إليزابيث” حكاية حدثت لخادمة كانت تعمل لديهم في القصر عندما كانت صغيرة؛ فتقول: “قام والدي بجرها خارج القصر،  بعد أن قام بمعاقبتها بشدة، لقد رماها إلى ثلج الشتاء البارد، وبعدها صب الماء البارد عليها باستمرار حتى ماتت”.

وذات يوم قرر والدها البارون”جورج” إرسالها لزيارة عمتها الكونتيسة “كلارا باثوري” في قصرها الفخم القابع في المجر؛ فسارعت “إليزابيث” بالذهاب إلى عمتها لتجد التسلية، والمتعة التي تفتقدهما في حياتها بقصر أبويها؛ رحبت بها عمتها بسعادة كبيرة، وأقامت لها حفل فخم على شرفها، حضرها أناس غريبو الأطوار لم تشاهد “إليزابيث” مثلهم من قبل، فالجميع هنا يرتدي الثياب الغريبة، وبعضهم عراة لا يرتدون شيئًا، يتحدثون عن السحر، وعن الشيطان نفسه، يشربون سائل غريب عرفت “إليزابيث” فيما بعد بأنه دم بشري!.

لم تعلم “إليزابيث” بأن عمتها العزيزة “كلارا باثوري” ذات الصوت الموسيقي كانت تملك سمعة سيئة جدًا، ولها حاشية كبيرة من البارعون في السحر، وعلم الخيمياء، والتنجيم، ولم تكن تعلم أيضًا بأن عمتها على ما يبدو انغمست في السحاقية، ولها تاريخ في قتل الخدم بهوسها المفرط بالجلد، وهذه كانت نقطة البداية لمشوار الكونتيسة مع التعذيب، والطرق المستخدمة لذلك.

كانت “إليزابيث” تتلذذ في تعذيب النساء الصغيرات، وخاصة العذراوات منهن، وكان الذي يساعدها في ذلك خادمها المطيع “جانوس يوفاري”، وكانت قد استخدامت طرق كثيرة في التعذيب ومنها: قطع أصبعهن بالمقص،غرس دبابيس في شفتهن العليا، والسفلى، وفي أجزاء من أجسامهن وتحت أظافرهن، وضع الفتيات أيام الشتاء في الصقيع والبرد، وسكب الماء البارد عليهن وجعلهن يتجمدن حتى الموت، إرغام الفتيات على لمس نقود محمرة من شدة التسخين, وكانت “إليزابيث” تضع يدها في فم إحدى الفتيات، وتسحب زوايا فمها حتى تتمزق، تترك الفتاة تكمل واجباتها بالقصر، وهي عارية على مرأى الرجال.

بعد أن بلغت “إليزابيث” 43 عامًا بدأت التجاعيد تزحف إلى وجهها، فاستعانت بأطباء عديدين، لكن ذلك لم يجدي؛ فأشارت عليها إحدى الساحرات بشرب دم فتاة عذراء، وعلى الفور أمرت حراسها بجلب فتاة عذراء كل يوم من أجل أن تشرب دمائهن، وفي جوف الليل كانت الكونتيسة، وأصدقاؤها يجوبون الأرياف، بحثًا عن فتيات، لاستخدامهن في حمامها الدموي، والدم الأفضل تحتفظ به مشروبًا لها، ويقال أنها كانت تأكل لحوم الفتيات، لتكسب جسمها شبابهن، وكانت تدهن بشرتها، بدمائهم ظنًا منها أن ذلك يوقف زحف التجاعيد، ويحافظ على نضارة بشرتها.

 بعد مرور 5 سنوات لم تلاحظ “إليزابيث” أي تقدم، فاستشارت ساحرتها، فأخبرتها أن دم بنات الفلاحين لا يجدي، وعليها بأخذ دم الفتيات صغيرات السن من الأسر المالكة، عندها كانت “إليزابيث” تختطفهن، أو تدعوهن وتغتنم الفرصة المناسبة، لقتلهن وشرب دمائهن, حتي وصلت أخبارها إلى الإمبراطور المجري “ماثياس” الذي أمر بإحضارها، وبالطبع لا يمكن أخذ القصاص منها بحكم أنها من الطبقة الأستقراطية، لكن البرلمان سن قانونًا جديدًا حتى لا يمكنها الإفلات بفعلتها بعد أن اعترفت في التحقيقات أنها قتلت 600 من الفتيات الفقيرات، و25 من العائلة المالكة، وتم الحكم على مساعديها وساحرتها بالإعدام حرقًا، أما هيا فقد أفلتت من الحكم بسبب أصولها النبيلة، لكنها حبست في غرفة في قصرها وكانت تأكل الفتات الذي كان يدفع إليها من خلال القضبان، ولكنها قتلت على يد أحد حراسها، في 21 أغسطس 1614 عن عمر يناهز 54 عاماً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق