بقلم: شريف شاكر
الكثير من علماء العرب المسلمين لم يتحدثوا عن النبي، مثلما تحدث الغرب عنه، وهذا وإن دلَّ فإنما يدل على أن هؤلاء الغربيين ينظرون إلى الإنسان من الناحية الشخصية والعقلية والفكرية، إلى كيانه وعقبريته وطريقة تفكيره، والإنجازات والانتصارات التي حققها، ولا سيَّما الناحية التي يؤثر بها على الأرض، لا من الناحية الدينية أو العِرقية فحسب، كونه مسلم عربي، وهذا على خلافنا نحن العرب، رغم أنهم ينظرون إلي العرب –عامة- نظرة دونية استحقارية، ويصفونهم بأنهم رجعيين، جهلاء، يسيرون خلف الأهواء، وينظرون إلى الوراء في أغلب الأحيان، فهم يروننا مجرد ظاهرة صوتية، وأن العرب أمة تعشق التخلف حد الجنون، وأن جميع مصادر الطاقة لدينا لا نملك إلا حق النوم فوقها، وأننا أمة تعشق التغريب وتهوى التقليد حتى النخاع، وأننا أمة تفتقر إلى عامل اللغة لمسيرة ركب الحياة والحضارة، وأن أكثر ما يشغلهم المأكل والملبس والترفيه، وهذا حال كثير منا في الوقت الحالي.
فهو وضع يختلف عما كان العرب عليه سالفًا، فالغرب عرف ودرس الشخصية المحمدية، فمدح وأثنى عليها كما يراها تستحق تمامًا، في حين قابلها بعض العرب المسلمين بالتجاهل والتغافل قولًا وعملًا، قولًا بالتجاهل في الحديث عنها في المجالس، وعملًا بهجر سنتها، وهناك أمثلة لأقوال ذُكرت على ألسنة كثير من علماء الغرب ومنها:”مايكل هارت” (مؤلف كتاب الخالدون المئة): “إن اختياري “محمدًا” ليكون أول أهم وأعظم رجال التاريخ، قد يدهش القراء، لكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين الديني والدنيوي، فهناك رسل وأنبياء وحكماء بدعوا رسالات عظيمة، ولكنهم ماتوا دون اهتمامها، أو شاركهم فيها غيرهم، أو سبقهم إليهم سواهم”, وألَّف “مايكل” كتاب “الخالدون المئة”، ووضع على رأسهم سيدنا “محمد” -صلى الله عليه وسلم- قبل “إسحق نيوتن” والمسيح “عيسى” (مع العلم أن الكاتب مسيحي).
“غوستاف لوبون” المؤرخ الفرنسيقال عن محمد: “محمد من أعظم رجال التاريخ”, و”توماس” قال: “إني لأحب محمدًا لبراءة طبعه من الرياء والتصنع”, و”تولستوي” الأديب الروسي الشهير قال: “شريعة محمد ستسود العالم لانسجامها مع العقل والحكمة”, و”جورجو ويلز” الأديب البريطاني قال: “محمد أقوى من أقام دولة للعدل والتسامح”, أما “جورج برنارد شو” الأديب الإنجليزي الشهير قال: “إن العالم أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير محمد؛ حيث لو تولى محمد أمر العالم ليوم، لوفق في حل مشكلاتنا، بما يُؤمَّن السلام والسعادة التي يرنو السلام إليها”, وقال أيضًا: “لم يسجل التاريخ أن رجلًا واحدًا -سوى محمد- كان صاحب رسالة، باني أمة، مؤسس دولة، هذه الثلاثة التي قام بها محمد كانت وحدة متلاحمة، وكان الدين هو القوة التي توحدها على مدى التاريخ”.
الملك “هرقل” عظيم الروم قال أيضاً عن محمد: “لو كنت عنده لغسلت عنه قدمه”, أما “ويل ديورانت” مؤلف مجموعة قصص الحضارة الأمريكية قال: “إذا ما حكمنا على العظمه بما كان للعظيم من أثر في الناس، قلنا إن النبي “محمدًا” هو أعظم عظماء التاريخ”, وشهادة من “موريس بوكاي” جراح فرنسي عن محمد: “قرأت القرآن بإمعان، وجدته هو الكتاب الوحيد الذي يضطر المثقف بالعلوم العصرية أن يؤمن بأنه من الله، لا يزيد حرفًا ولا ينقص”, وعن “ليوتو لستوي” الأديب الروسي: “يكفي “محمدًا” فخرًا أنه خلَّص أمة ذليلة دموية من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريق الرقي والتقدم وأن شريعة “محمد” ستسود العالم لانسجامها مع العقل والحكمة”, كما قال “غاندي” الزعيم الهندي: “محمد” يملك بلا منازع قلوب ملايين البشر”, وقال “دافيد فيا” لاعب كرة قدم أسباني أيضاً: “الإسلام دين مشاكل، هكذا علموني في المدرسه، ولكن بعد ما لعبت مع “أبيدال” و”توران” عرفت أنه دين تسامح”, وعن “ستانلي لين بول”: ” كان أكثر المدافعين إخلاصًا عن من دافع عنهم، وكان أكثر الناس لطفًا ورقة في كلامه، غمر كل من رآه إحساس بالوقار والتبجيل، وقد أحبه كل من اقترب منه، ومن وصفوه قالوا عنه إنهم لم يروا له شبيهًا من قبل ولا من بعد، كان قليل الكلام، لكنه حين يتحدث فإن كلامه يكون توكيديًّا متأنيًا، بحيث لم ينسَ أحد ما قاله”.
من كتاب “آفاق جديدة للدعوة” للعلامة “أنور الجندي” قال عن رسولنا الكريم: “ولقد بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان، فوجدته في النبي العربي “محمد” -صلى الله عليه وسلم-“, كما قال “جوته” الملقب بأمير الشعراء الألمان: “إننا أهل “أوربا” -بجميع مفاهيمنا- لم نصل بعد إلى ما وصل إليه “محمد”، وسوف لا يتقدم عليه أحد….” من كتاب “شمس الدين تسطع على الغرب” للكاتبة “سيغريد هونكه”, أما “مهاتمان غاندي”: “أردت أن أعرف صفات هذا الرجل الذي يملك بلا منازع قلوب ملايين البشر. لقد أصبحت مقتنعًا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته، مع ثقته المطلقة في ربه ورسالته. هذه الصفات هي التي مهدت الطريق، وتخطَّت المصاعب وليس السيف، بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول وجدت نفسي آسفًا لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة”.
ولم يكفوا الغرب عن هذه الأقوال فقط بل قال أيضاً “تولستوي” الروائي الروسي الذي كتب في مقالات عديدة أنه أحد المبهورين بالنبي “محمد” -صلى الله عليه وسلم-: “إن محمدًا هو مؤسس ورسول، كان من عظماء الرجال الذين خدموا المجتمع الإنساني خدمه جليلة. يكفيه فخرًا أنه هدى أمة برمتها إلى نور الحق، وجعلها تجنح إلى السكينة والسلام، وتؤثِر عيشة الزهد، ومنعها من سفك الدماء، وتقديم الضحايا البشرية، وفتح لها طريق الرقي والمدنية، وهو عمل عظيم لا يقدم عليه إلا شخص أُوتي قوة، ورجل مثله جدير بالاحترام والإجلال”.. فها هم علماء الغرب قد عرفوا قدر نبينا، وذكروا ما يرونه حقيقة في شخصيته, بأنها شخصية تجلت فيها كل الصفات، القائد والقدوة، القوة والقدرة، والعظمة والتعظيم، الجدارة والاستحقاق، فأين نحب العرب -خاصة المسلمين- مما قاله هؤلاء؟!.