مقالات
أخر الموضوعات

أنتِ أقوى

بقلم: إيمان شهاب

صفية زغلول، سهير القلماوي، لطيفة النادي، سميرة موسى، هدى شعراوي… وغيرهم الكثير من السيدات المصريات اللواتي تفوقن وأثبتن ذاتهن في مجالهن، فلم يقفن عند نظرة المجتمع ولا إلى جنسهم بأنهن سيدات لا رجال، بل كسرن هذين الجانبين ليصبحن رمز للقوة والنجاح والتفوق وليثبتن أن كلمة القوي لا تطلق على الرجال فقط بل أيضاً على النساء، فإنها قادرة على فعل أي شئ مهما كلفها الأمر في تحقيق ما تريده والوصول لمرادها ولا تظل عند نقطة الصفر.

مجتمعنا المصري ما زال يخرج من جفونه وثناياه سيدات قدوة لغيرهن حتى في يومنا هذا، وهؤلاء السيدات ليس لديهن قوة خارقة ولا يتصفن بالخوف، بل يمكن القول أيضاً بأن ظروفهن كانت أصعب مما نحن نعيشه الآن وعلى الرغم من ذلك فأنهن وصلن لقمة أحلامهن وها هي النتيجة أصبحن ذكرى وتاريخ ندرسه ونحاول تقليدهن.. أما اليوم الفتيات والسيدات أغلبهن -إلا من رحمه ربه- ليس لديهن أحلام يسعون لتحقيقها وكل ما يفكرن فيه ما هي إلا أحلام ساذجة أو أحلام دنيوية بعيداً عن العلم و العمل، فما الفرق بينكن وبين سيدات الماضي لكي لا تكونوا مثلهن بل أفضل منهن؟!.

“المرأة هي مكونة المجتمع ولها عليه تمام السلطة، حيث لا يعمل فيه شيء إلا بها ولأجلها”.. هذه الجملة أعظم ما قاله الكاتب الإنجليزي الشهير “وليم شكسبير” عن المرأة، بأنها عنصر هام في المجتمع بقوتها ووجودها الذي لا يمكن للمجتمع أن يقوم من غيرها، ولكن منذ قديم الزمان والمرأة تعاني من اضطهاد وظلم والاستقواء على ضعفها لكونها كائن مليء بالمشاعر والرقة، فقديماً كان يتم دفنهن عند ولادتهن لظنهم أن ولادتهن عار على والديهن.. وبعد هذا الزمن كانت من الجواري التي تباع في الأسواق وكلما كانت أجمل كلما بهظ ثمنها، ثم أصبحت للزواج فقط حتى لم يكن لديها الحق في اختياره أو رؤيته كما أنها لم تنال حقها في التعليم، ولكن الآن أصبح لها كافة الحقوق والصلاحيات وحرة فيما تقرره وتختاره بعدما نادي “قاسم أمين” بتحريرها، وبعد كل ذلك ومن كل هذه المعانات التي واجهتها لم تتغير أيضاً نظرة المجتمع تجاهها إلا قلة حتى ولو أثتبوا في العلن من أنهم ينصرون المرأة ولكن بداخلهم يستحقرون المرأة ويقللون من شأنها في كل خطوة تخطوها.

قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: “رفقاً بالقوارير”, وعن حديثاً آخر قال:”استوصوا بالنساء خيرا” فقد نادى الرسول بتكريم المرأة والرفق بها فمن مسؤولية المجتمع الحفاظ عليها، فمن أنتم لكي تقللوا منها وتستهينوا بها من ضرب وتذليل وإهانة وتحرش واغتصاب والنظر لها كأنها قطعة من اللحم أو إنسانة تثبت من خلالها أنك رجل يضربها أشد الضرب ظناً بأنك كذلك رجل وما هو إلا ضعف لأنك تستقوى على الأضعف.. أين نحن من ذلك، وأين دوركم لتأدية ما وصاكم به رسول الله؟!، ولماذا وصلنا إلى هذه النقطة وكيف؟! مهما كان السبب لا بد أن نقف ونفوق من الغفلة التي نعيش بها وبالأخص أنتن أيتها السيدات مهما واجهتن أو عانيتن اكسري هذا الخوف بقوتك وإرادتك وإيمانك بالله فأنتي أقوى بذلك ولا تيأسي أو تستسلمي لوضع غير مريح مهما كان.

سيدتي العزيزة.. كوني قوية بنفسك وبذاتك وبدينك وبأخلاقك ومهما حدث تكلمي ولا تصمتي إذا كان هناك من يضربك ويهينك لا تستسلمي وتتقبلي هذا الوضع، وإذا وجدتي أحداً ما يتحرش بيكي لا تخجلي واعلني الحرب عليه، وحلمك مهما كان غريب أو غير مُقنع وعارضوكي كل من حولك لا تتأثري كافحي وسيكون الله فى عونك ويحقق لك حلمك، وأنت أيها المجتمع لن أقول لقد تغير الزمن بل سأقول افعلوا ما يمليه عليكم ضميركم و ما حثه الرسول فينا وديننا عن المعاملة بشكل عام والمعاملة مع المرأة بشكل خاص، وإذا كان لكل منا ضمير يراعيه في كل تصرفاته كنا تغيرنا من قديم الزمان ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ ولكن أين نحن من هذا الضمير؟! مع الأسف لا أراه أبداً، لذا لا تنتظري أيتها المرأة هذا التغير وافعلي أنتِ وابدأي بالتغير وكوني قوية يكونوا لكِ أقوياء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق