هو وهي
أخر الموضوعات

التدريس فن وليست مهنة .. والمعلمون: لابد من تكوين صداقات مع طلابنا ليُحبوا المادة العلمية

تقرير: سارة محمود

“قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا .. كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا” .. مهنة التدريس هي سامية ومصدر لفخر كل من يحملها، فهم بهذا العمل يؤدون رسالة قام بها خيرة الخلق الأنبياء، فهم خليفتهم فى ايصال العلم والمعرفة, وأهم ركيزة فى العملية التعليمية هو المعلم فمتى كان قريبًا من طلابه يكون ذلك دافع لهم للإقبال عليه وعلى المادة العلمية والتعمق فيها بشكل أكبر ومن ثم التفوق وإطلاق العنان للإبداع, فهناك الكثير من المعلمين المفضلين لدى طلابهم حيث يرونهم القدوة والأخ والمعلم والرفيق الحكيم الذى يساعدهم فى مشوارهم التعليمي ويذلل لهم صعاب هذا الطريق, مما يؤدي إلي محبتهم في مادة هذا المعلم العلمية والإقبال علي الدراسة و المذاكرة.

في البداية تُطلعنا “أسماء العوضى”, معلمة لغة إنجليزية للمرحلة الإبتدائية, بأنها تعمل في هذه المهنة منذ 12 عامًا حيث تقوم بتدريس الأطفال, ولم تجهد أو تفقد شغفها يوما لتعليم هؤلاءالتلاميذ، بل تحتفظ بتلك الرغبة فى ممارسة التدريس لكونها تريد أن تغرس حب تعلم اللغة لدى الأطفال الصغار، مضيفة بأنها تهتم بتحضير مسبق للدرس الذي ستقوم بشرحه وتعد أبسط الطرق لطرح المعلومة التي سيكون الطفل قادرًا على استيعابها, وتقدم المعلومات لهم بوجه مبتسم فلا ترسم ذلك الوجه العبوس للطلاب لتضيف عليهم المزيد من الجدية أو الالتزام، بل تسعى لخلق جو هادئ ملئ بالدفء لكي لا يكره الطفل قدومه للمدرسة.

ونوهت أيضا, إلي أنها تهتم أيضا التعرف على مهاراتهم وإدراك من يستوعب سريعًا ومن يواجه مشاكل فى تلقي المحتوى المطروح، وبالتالي تحاول التبسيط شيئًا فشئ، وهنا يشعر كل طفل بقربها منه و حرصها على أن يشارك بفاعلية، ويتم التعامل معهم بمبدأ الثواب والعقاب فمثلًا عندما يصيح التلاميذ ويخرجون عن الإطار الرسمي للحصة تحاول تهدئتهم بمكافأة بسيطة كحلوى مثلًا أو شئ محبب لقلوبهم، وتقوم بإضفاء بعض من الأجواء المرحة للفصل ببعض الألعاب الخفيفة؛ لتساعدهم على معاودة التركيز مرة أخرى، مؤكدة بأنه يجب على المعلم أن يتقرب لطلابه و يحاول بناء مشاعر جيدة معهم حتى لا ينفر الأطفال من المدرسة ومن التعليم ككل.

وفي هذا الصدد, يقول ” أيمن النجدى”, أستاذ اللغة الأجنبية للمرحلة الثانوية, بأنه يعمل في هذه المهنة منذ قرابة 30 عامًا, ولم تفقد المهنة بريقها بالنسبة له بل أنه يراها عملية ممتعة و يكتسب شغفًا أكثر بها بمرور الوقت وخاصة مع رؤيته للأجيال التى درّس لها فى مراكز مرموقة, مضيفا إلي أنه فى بداية التعيين كان لابد من التحضير والاطلاع الجيد على المحتوى التعليمي، ولكن بعد التمرس فى المهنة لم يحتاج إلى تحضير مسبق لكل حصة بل يكفي فقط أن يتعرض لما هو جديد من آن لآخر؛ لمواكبة التجديدات القائمة فى نظام التعليم.

لافتاً إلى ضرورية احترام عقلية الطالب في هذه المرحلة فهو لم يعد طفلًا، بل يجب معاملته كإنسان مسئول وإعطائه شعور بأنه جدير بالثقة والاحترام فالتدريس فن، لذا يجب في البداية أن يكتسب الطالب ثقتك واحترامك؛ ومن ثم فأنه سيكون قريبًا منك ويضعك في مكانة سامية ويكون لديه شغف لحصتك ووقت تواجدك معه فلا تجعل علاقتك به مجرد معلم وتلميذ  بل تسمو إلى كونك مُلهم له، كما يجب أيضا أن يدرك المعلم طبيعة المرحلة السنية للطالب فهو فى طور التمرد ومحاولة خلق هوية له فبفهمك لتلك المتغيرات التي تحدث له يجعلك أكثر قربًا لتفكيره وفهم انفعالاته فلا يجب أن يفرض نفسه بالإكراه أو التعامل الفظ مع الطلاب أو يُنّصب نفسه على أنه الآمر الناهي على الطلاب؛ لأن المحتوى الذي تُدّرسه لهم موجود فى مصادر أخرى فهذا لا يعطى لك الحق في التحكم في الطالب أو معاملته بشكل ينتقص منه أو يشعره بالإهانة، بل يجب إعطائه مساحة من الحرية للتعبير عن رأيه.

أيمن النجدي

ومن جهة آخري, تقول ” يمنى عاطف”, الدكتورة بقسم الاعلام كلية الآداب, بأنها تمارس مهنة التدريس منذ أكثر من 15 عام وكأنه لم يمر عليها هذا الوقت, لأنها في كل يوم بطاقة متجددة وأساليب مختلفة مع الطلاب وهذا من خلال التعرض كل عام لطلاب جدد- أي شباب جديد التحق بالجامعة- مفعم بالحيوية والنشاط الذي تمتاز به تلك المرحلة من العمر, بالإضافة إلي أنها تتعلم من طلابها مثلما يتعلمون منها، مشيرة إلي قيامها بتحضير مسبق لكل محاضرة واختيار الأسلوب المناسب لتوصيل المحتوى بشكل سلس وواضح، وتبعًا لتطور أساليب التدريس فلابد أن يطلع المعلم على كل ما هو جديد لكي يستطيع مواكبته مضيفة إلى أنها تفضل التدريس وجهًا لوجه لما يمتاز به من فاعلية كما أنها من خلال المحاضرات تتعرف عليهم بشكل أكبر فهم بالنسبة لها مصدر لطاقة إيجابية تجعلها في حالة أفضل.

وأشارت ” يمنى”, إلي أن العلاقة بينها وبين طلابها قائمة على الاحترام المتبادل الممزوج بالصداقة فهى تجمع بين الجد والبساطة حيث تقوم دائمًا بحثهم على التعامل المباشر معها وترد على استفسارتهم فى أي وقت، كما تسعى في المقام الأول إلى توصيل المادة العلمية للطلاب وأيضًا تحاول غرس آداب الحوار وأخلاقيات التعامل الجيد فتكون المحاضرة بذلك مزيج من العلم والثقافة العامة.

يمني عاطف

أما عن ” محمد خليل”, المدرس المساعد بقسم الإعلام, يقول بأنه التحق بركب التدريس لرغبته فى العمل الأكاديمى والبحث العلمى، والمتعة التي يجدها في العملية التعليمية لديه خاصة في وجود الطلاب أنفسهم وتواجده معهم سواء داخل” السكاشن” العملية أو من خلال مشاركته معهم في الأنشطة الطلابية فهو مشرف على أسرة طلابية وأيضًا يفضل اصطحابهم في الرحلات التي تجريها الجامعة, ويري أن قربه منهم يجعله يعيش معهم حياة الطالب الجامعي التي تكون فى الأغلب أكثر مراحل الحياة متعة.

وأشار بأنه يقوم بوضع الخطة العامة التي سيقوم بناءًا عليها بشرح الأجزاء المقررة، ويفضل أن يكون اللقاء الأول مع الطلبة بالمناقشات المفتوحة حول الحياة الجامعية والطريقة التي يتعامل بها معهم حيث البساطة في التعامل فبإمكانك السؤال عمّا شئت فى أى وقت فيكتسب الطالب ثقة في نفسه وبالتالي يتشجع ويشاركه الحوار، كما لديه قناعة بأن المحتوى المقرر على الطالب موجود بشكل أو بآخر فالإنترنت لم يترك شيئًا، وبالتالي فإن تواجده مع الطلاب هو فرصة للنقاش وطرح الأفكار والتساؤلات والتدريب العملي المبسط بالإضافة إلى كونه صديق لهم بعيدًا عن الجامعة وذلك بحكم السن المتقارب بينهم.

محمد خليل
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق