هو وهي
أخر الموضوعات

“آه يا غربة” .. الكورونا عائق أمام المغتربين

بسبب وقوف حركة الطيران أثناء جائحة كورونا .. المغتربون يقولون: عيشنا أصعب أيام حياتنا

تقرير: أية صالح

لا شك بأنه لو كان جاء أحد ما وقال لنا بأنه سيأتي يوماً من الأيام ويظهر وباء عالمي يمنعنا من السفر والخروج وأيضا من رؤية أحبابنا خوفاً عليهم وعلى أنفسنا، بالتأكيد كنا لن نصدق كل هذا لكنها الأقدار فكانت للطبيعة رأي آخر بظهور الكورونا، التي زادت علي أعباء المغتربين عبئاً آخر فبدلاً من أن كان همهم الغربة وصعوبتها جاءت الكورونا لتُكمل عليهم صعوبة الغربة وتفرقهم عن أهاليهم, ولكن ستمر الأيام حتماً لا محالة وسينتهي كل هذا قريباً لكن الذي لن ينتهي هي قصصنا التي ستكمن في قلوبنا عن الأوقات التي مرت علينا في مواجهة كل هذا وتركت فينا أثرًا صعباً وذكرى سيئة لا تنسى.

تحكي لنا “زينب محمد” ذات الاثنين و العشرون عاماً, والتي اغتربت بعيداً عن أهلها لتدرس في جامعة الأهرام الكندية في مصر, قائلة: “تركت أهلي في السعودية و جئت أنا وأختي التي تبلغ من العمر تسعة عشر عاماً إلى مصر لنظل بمفردنا، وأتذكر تلك الفترة التي كانت قاسية إلى حد ما علينا لوقوف الطيران بسبب جائحة كورونا و من ثم تعطيل الدراسة في مصر و أهلنا هناك في بلد أخرى، فوجدت نفسي أنا و أختي بمفردنا في مواجهة الإجراءات الاحترازية و بوقوف الطيران الذي جعلنا لم نستطع المغادرة”.

واستكملت قائلة: “إن الأمر كان غير هين لكن مر بكرم الله و لطفه، فقد ظل هذا الوضع لمدة ستة أشهر و نصف حتى فتح الطيران, وفي خلال الستة أشهر ذهب كل الطالبات المقيماتفى السكن إلى بيوتهن, وأصبحت أنا و أختي بمفردنا في السكن خلال هذا الوقت ولم نكن نستطيع الخروج من السكن خوفاً من الكورونا، فلم أكن أري الشمس إلا من الشباك، وكنا نطلب احتياجاتنا من الطعام من خلال خدمة التوصيل و نقوم بتعقيمه جيداً, علي الرغم من كل ذلك إلا أنني كل يوم كنت أنتظر أمل بأن الطيران يفتح من جديد، باتت الشهور تتوالى واحد تلو الأخر فكنا لا نخرج إلا للضرورة”.

زينب محمد

أما “مريم أدهم” ذات الثالثة و العشرون من عمرها, تقول: “كنت في زيارة لأهلي في السعودية بعد انتهاء دراستي في مصر، فذهبت في أجازة لرؤية والدي و والدتي, وإخوتي الأصغر وهما “لينا و عبد الرحمن”, و تركت اثنتين من أخواتي البنات هنا في مصر لإكمال دراستهما الجامعية، وبعد ذهابي للسعودية قررت والدتي النزول إلى مصر لتطمئن على أخواتي البنات و وتركتني في السعودية مع والدي و أخواتي الأصغر، وعندما تم إيقاف الطيران نزل علينا هذا الخبر كالصاعقة, لأننا لم نكن نعلم ماذا سنفعل في غياب أمي, وكيف سأتعامل مع أخواتي الأصغر الذين يحتاجون إلى رعاية و اهتمام ؟!”.

وتابعت “مريم” قائلة: “إن هذا الأمر لم يكن هين لأن أخواتي الأصغر كانوا يدرسون في الصفوف الإبتدائية و الإعدادية والإمتحانات كانت علي الأبواب فكانوا بحاجة إلى رعاية خاصة و رعاية تربوية و دور إرشادي وكل ذلك كنت أحاول أن أقوم به في غياب والدتي, وبسبب انشغالي معهما نسيت نفسي ونسيت ما كنت أريد أن أفعله وأخطط له في حياتي لعدم سماح الوقت، وعلى الرغم بأن التجربة كانت قاسية إلا أنني استفدت منها عدة أشياء منها تحمل المسؤولية و الإصلاح كما وصفني والدي حينها “بأنني كنت النور وسط العتمة”, لأن هذه الفترة قربتني من والدي أكثر, وبعد فترة تم فتح الطيران و عادت والدتي إلى السعودية و انتهت فترة كنت بها الأم والأخت وانتهت المعاناة الممتعة”.

“البحث عن الرزق و لقمة العيش ليس به تراجع حتى عندما نخاف سنكمل أيضاً الطريق”, هذا ما قاله “محمد أحمد إبراهيم” الذي يبلغ من العمر خمسة و عشرون عاماً, حيث يعمل في أحدى شركات الأغذية في الإمارات وتحديداً دبي، فيقص علينا حكايته قائلاً: “وصلت الإمارات قبل حدوث فيروس كورونا بأربع شهور، فكان كل شيء بخير، حتى أعلنت الدولة ذات يوم حظر تام و أشادت بأن على الجميع الالتزام بالمنازل و وقوف جميع المواصلات العامة و أغلقت المطاعم التي كنت أعمل فيها و أنتظر آي مواصلة توصلني إلى منزلي لكنني لم أكن أجد إلا بعد ساعة كاملة من الانتظار أقرر المشي لمسافة تصل لحوالي 7 كيلو متر حتى أصل إلى منزلي، وعند وصولي للمنزل حدثني مديري على الفور ليخبرني بأنه لا يوجد عمل في الغد”.

وأضاف قائلاً: “بعد أيام ذهبت إلى العمل بمواعيد محددة مع مراعاة كافة الإجراءات الاحترازية، ولكن بعد ذلك شعرت بعدة أعراض لفيروس كورونا و ذهبت على الفور إلى الطبيب فطلب تحاليل وأشعة فقمت بإمضاء إقرار بأن ألتزم بالمنزل لمدة ١٤ يوماً، وأظل ١٤ يوماً وحيداً في السكن و مغترب عن أهلي ولكن بفضل الله بعد عدة أيام ظهرت نتيجة التحاليل و كانت سلبية, وبعدها اهتممت بإرتداء الماسك و بكل الإجراءات, ولكن كانت تأتي عليا فترات بمثابة أصعب أيام حياتي لم أكن أعلم فيها ماذا أعمل ومن سيساعدني وأنا بعيد عن أهلي؟!”.

محمد أحمد إبراهيم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق