هو وهي
أخر الموضوعات

الصديق الحقيقي .. رزق

"إيمان": المدرس كان يرفض جلوسنا جنب بعض في الفصل, و"وفاء": اشترت ليًا طقم كامل لأحتفل به في العيد

تقرير: ولاء إبراهيم

هي كنز في حياة من يمتلكها لأنها هبة يمن الله بها على بعض عباده، إنها الصداقة، فلا ينكر أحد أنه بالرغم من المواقف التي تصدمنا في الأشخاص التي تربطنا بهم سنين إلا أنها تأتي  لتثبت لنا من كان يستحق  لقب صديق، فالصداقة تتطلب من الشخص أداء دور في حياة صديقه، فما أجملها عندما نجد صداقة منذ الطفولة لا غيرتها الأيام ولا المصالح، فهناك بعض النماذج التي تمتلك هذه النعمة منذ الصغر, وتعبر عن مدي عظمة وجود صديق حقيقي في حياة الإنسان والتي قد يستمر ثمارها بعد الموت.

عن علاقة صداقة دامت أكثر من 12 عاماً, تُحدثنا “إيمان عبدالمنعم” عن صديقتيها “أماني علي, وإسراء محمد” حيث قالت: “إنني دائماً أراهم في مقولة الرافعي “الصديق هو الذي إذا حضر رأيت كيف تظهر لك نفسك لتتأمل فيها وإذا غاب أحسست أن جزءًا منك ليس فيك”، فنحن أصدقاء منذ أكثر من 12 عام، ومن كثرة اقتربنا لبعضنا قد تظن الناس بأننا إخوات, كما انه عندما كان أى أحد يحب أن يسأل على أحدا منا كانوا يقولون مثلًا “أمانى اللي هي معاها إيمان وإسراء والعكس””.

وتضيف “إيمان” قائلة: “وفي الثانوية العامة كان أي مدرس يقول لنا من قبل ما يبدأ الحصة “إنتو التلاتة ماتقعدوش جنب بعض”, ويأكد في أخر الحصة بأنه عندما تأتي الحصة القادمة لا يجدنا جالسين بجوار بعضنا وذلك بسبب كثرة كلامنا معاً داخل الفصل, وبالطبع كان يحدث بيننا خلافات وخناقات تبعدنا عن بعضنا, ولكن كنا نزعل من بعض ثم نعود ونتصافي, وعلي الرغم من دخول كل منَا جامعة مختلفة وأصبح لدينا أصدقاء آخرين إلا أننا نكون الأساس مهما كانت انشغالتنا لا نستطيع أن ننشغل عن بعضنا فنحن الونس لبعضنا البعض”.  

“إيمان عبدالمنعم” وصديقتيها “أماني علي, وإسراء محمد”

ويقول”طاهر مصطفى” عن صديقيه “شهاب أحمد, ومحمد أسامة”: “نحن أصدقاء من حضانة ومازلنا حتي الآن معاً حتي وصلنا للجامعة, فدائماً معاً نسافر سوياً في الصيف و نخرج مع بعضنا في الأجازات, كما أنه هناك أحدا منهم سافر روسيا ليدرس وأخواته كلهم بنات فدايمًا كنت أسال عليهم في البيت إذا كانوا يحتاجون لشئ، لأن صديقي يشعرني بأنني سندهم في غيابه, لذا أتمني أن تستمر صداقتنا للأبد لأنه لا يوجد أحد منَا يتمني أذي للأخر”.

“طاهر مصطفى” وصديقيه “شهاب أحمد, ومحمد أسامة”

أما عن “وفاء نعيم” فتحكي عن صديقتها “ريم مصطفي” قائلة: “ريم أعتبرها أختي وليس مجرد صديقة لأننا متربيين سوياً من أولى إبتدائي ونحن مع بعضنا، والمواقف بينا لا تعد ولكن هناك أمور تركت بصمة معايا في جدعنتها فمثلا عندما كنت أمرض كانت تكون واقفة بجواري، وفي كل مرة أشعر بخذلان من اللي حواليا أو أمر بظروف قاسية أجدها تحاول أن تجعلني أبتسم وتخرجني وتحاول أن تهون عليا, وتقول لي دائماً “أنا معاكي مهما الناس راحت ولا جت إحنا سوا”، ويوما ما وضعت في موقف محرج ولم أكن أعلم ماذا أفعل؟, أجد بعدها “ريم” تحل المشكلة”.

وتستكمل قائلة: “هي أحن عليا من ناس كثيرة؛ لإن “ريم” تفعل أي شئ لتراني سعيدة، وضريبة صداقتنا نجد أناس تحاول ان تبعدنا عن بعضنا وتستكتر ترابطنا وصداقتنا فيخلقوا خلافات بيننا ولكننا في كل مرة نعود أفضل من الأول, لذلك فهي الأمان و نصفي الثاني, ففي يوم وقفة العيد أتذكر أنني كان لدي ظروف فلم أستطع أن أشتري لبس العيد, وأنا بطبعي متعودة إنني إذا لم أجلب لبس جديد لا أشعر بالعيد، فكنا في ذلك الوقت نتحدث معاً وعلمت بذلك, فقامت ونزلت يوم الوقفة بالليل وأشترت طقم كامل ليًا لكي نحتفل بالعيد سوياً, وحينها سُعدت كثيراً وكلما انظر إلي هذا الطقم أتذكر هذا الموقف الجمل من صديقتي”.

وفي سياق متصل عن الصداقة تقول “إسراء علي” عن صديقتها “ندى أحمد”: “كنا مع بعض منذ المرحلة الإبتدائية ومن بعدها أصبحنا أصدقاء عاديين وليس بالقوة التي نحن عليها الآن, فبعد ذلك تطورت علاقتنا في المرحلة الإعدادية وبدأنا نقترب من بعضنا بنسبة قليلة أيضا, ثم تدريجيا أصبحت أعز صديقة, وعلي الرغم من أن كلاً منًا له أصدقاء آخرين إلا أن دائما صداقتنا لا تهتز حتي بعد زواجها لم تنشغل عني فدائما تقف بجانبي و تساعدني كما ساعدتني من قبل عندما كنت أبحث عن وظيفة وهي تركت وظيفتها لتتزوج فأعطتني مكانها”.

“إسراء علي” وصديقتها “ندى أحمد”

“أنا عندي مجموعة أصحاب منذ طفولتي وغلاوتهم واحدة عندي” .. هذا ما قاله “محمود السيد” عن أصدقائه “عمر شديد, أحمد معروف, عبد الرحمن عبد الفتاح, معاذ مجدي, عمرو رأفت”, حيث يحكي لنا عن صداقتهم قائلاً: “كنا معاً في السعودية وعندما جاءت فترة الجامعة افترقنا فاثنين ذهبوا السودان, وواحد ذهب إلي ماليزيا, واثنبن هنا في مصر, لذلك بعدما افترقنا قمنا بعمل جروب لنتواصل دائما مع بعض من خلاله ونتحدث عليه دائما, وأتذكر عندما توفي صديقنا “عبد الله” – الله يرحمه- هذه الفترة كانت صعبة علينا جميعاً ولكننا تخطيناها سوياً فقمنا بعمل عمرة له وأعمال خير أيضا من إفطار صائم وصناديق مياه لصلاة التراويح فعملناها صدقة ” لعبد الله”، فمهما البعد الذي نمر به إلا أننا نلجأ لبعضنا في حزننا و فرحنا لذلك كلنا في “الشلة” محظوظين بهذه الصداقة ومقدرينها؛ لأنه من الصعب وجود صاحب تضمنه وتثق فيه ويحافظ علي كل أسرارك ويكون معك في كل فترات عمرك، فعلاقتنا في المجمل حاجة نادرة وصعب تواجدها مرة أخري”.

“محمود السيد” وصديقين من أصدقائه
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق