هو وهي
أخر الموضوعات

مبادرة “ومن أحياها” .. لتزويد مصابي الكورونا بالطعام والشراب والأدوات الطبية

مؤسسي المبادرة: تحول عدد من الحالات المصابة من مستشفى العزل إلى متطوعين

تقرير: مريم بدوي

بعد اجتياز الموجة الأولى من الكورونا بمساوئها ومحاسنها، إلا إنها جاءت علينا في هذه السنة بشكل أقوي, مما ترتب عليه زيادة مسؤولية الأفراد تجاه أنفسهم أولًا ومن ثم المجتمع، ومن ثم ظهرت الكثير من المعينات التي تساعد المصابين وذلك في شكل مُبادرات إنسانية لا تزال مستمرة حتى الآن منذ الموجة الأولى في تقديم المعونات لمصابي كورونا وماقد يحتاجونه من طعام و شراب و أدوات طبية حتي يتم شفائهم.

يقول “مصطفى علي”, والذي يبلغ من العمر اثنان وأربعين عاما, وهو مؤسس مبادرة”ومن أحياها”, أنه تم تأسيس المبادرة في شهر 7 عام 2020، وهي تقوم بتقديم المعونات لمصابي كورونا في جميع محافظات مصر, مضيفا إلي أنه كانت بدايته في التطوع  للأعمال الخيرية منذ ما يقرب من خمسة وعشرين عاماً أو أكثر، هو والكثير من أصدقائه من الجامعة الأمريكية حيث قاموا بالالتحاق بدار أيتام والدوام على زيارتها والعمل على العديد من الأنشطة التطوعية، حتي بدأ يتصاعد عدد المتطوعين وقاموا بعدها بعمل جروب وأطلقوا عليه اسم “آياتي” ومن ثم عملوا أيضاً العديد من الأنشطة التطوعية  إلى أن انشغلوا وتوقفوا فترة طويلة حتى ظهر و تفشي وباء كورونا, فعاود التواصل مع أصدقائه إلى أن أطلقوا المبادرة وكان وقتها هدفها الأساسي هو توفير أسطوانات أكسجين لمرضى كورونا وبعد هدوء الموجة الأولى تطورت فكرة الجروب وحرصوا على إضفاء أشياء عديدة أخرى, فأصبحوا غير مقتصرين فقط على توفير أسطوانات، بل والمساهمة في تقديم مشاريع مختلفة منها: الصداقات الجارية وتوصيل المياه بالتنسيق مع جمعية “مفاتح الخير” في الهرم وصولاً إلى توفير وجبات لمصابي كورونا, حتي نمي هدفهم إلى أن أصبح الحرص علي التنمية وتقديم المعونات والدعم النفسي قبل الجسدي لمصابي كورونا لجعله يتحسن على الأقل بشكل نسبي حتى يتمكن من خدمة نفسه فور شفائه وإبراء الذمة أمام الله.

وأضاف قائلًا:” بالنسبة للأفراد المتطوعين في المبادرة تم تقسيمهم إلى أربعة مجموعات: قسم خاص بتعقيم وتطهيرالخامات، وقسم خاص بإعداد الطعام سواء من متطوعين أو مطاعم تحرص على تقديم وجبات صحية، وقسم خاص بتوصيله، وآخر قسم خاص بالتنسيق والترتيب والتواصل مع المصابين سواء عن طريق استمارة يتم ملؤها من قبل المصابين أو هاتفياً، حتى نتمكن من التحري جيداً من كونه مصاب أم لا؛ نظراً لتعرضنا للكثير من عمليات النصب والاستغلال ويعتاد الكثير على فعل ذلك وتعد مهنة بالنسبة له ويتم اكتشافه من خلال تسجيله عند أكثر من مؤسسة في جروبات خاصة في إعداد وجبات الطعام، ونصادف ذلك عند محادثتنا لبعضنا البعض وهذا ما يعطينا مؤشر بوجود خطأ ما؛ لأنه هنا يؤدي إلى إهدار للوقت وللطاقات لصعوبة توصيل الوجبة سريعاً إليه وللأسف يتم حظر رقمه وحذفه من القائمة”.

وتابع حديثه قائلًا:” ومن ضمن الإيجابيات مؤخراً في المبادرة هو قلة عدد المصابين وشفائهم؛ نتيجة لوجود الوعي عند أغلب أفراد المجتمع وزيادة الخبرة لديهم  بشكل ملحوظ  وحرصهم على مساندة بعضهم البعض فور معرفتهم بمن أصيب بكورونا سواء من أقربائهم أو أصدقائهم أو حتى ممن هو في الدوائر البعيدة على عكس  ما كان يحدث  في الموجة الأولى، ونعمل الآن جاهدين في ترتيب وتجهيز خط جديد بالتوازي مع إطعام مصابي كورونا وهو تقديم وتوصيل وجبات رمضانية للأسر المستحقة  كبديل والحد من التجمعات التي تحدث في موائد الرحمن في ظل الكورونا، وتوسيع دائرة المتطوعين؛ نظراً لاختلاف الأمر تمامًا في رمضان هذا شق والشق الآخر نحرص على الاتفاق مع العديد من المطاعم والمطابخ التي تقوم بإعداد أكل صحي للمشاركة معنا بحيث إذا حدث لأحد من المتطوعين ظرف يكون فيه بديل، ومن جانب آخر نحاول إيجاد خدمة توصيل مشابه لتطبيقات الدليفري ويشترط الإلتزام وبتكلفة قليلة مقابل الترويج لهم إعلانياً على منصات التواصل الاجتماعي”.

وقال أيضًا:” أن أكثر العقبات التي تواجهنا هي عدم إلتزام البعض من المتطوعين وعدم فهمهم للهدف الأساسي من التطوع، فأحياناً قد يتواجد وفي اليوم التالي يقوم بالاختفاء دون وجود مبرر له أو سبب مقنع، ويختتم تحتاج المبادرة إلى دعم ليس مادي أو معنوي، ولكن دعم من خلال تواجد عدد كبير من المتطوعين معنا حتى يكون هناك إستمرارية ووجود نوع من المسؤولية الاجتماعية”.

أية مؤمن

وتكمل “آية مؤمن”, والتي تبلغ من العمر 21 عاماً، وتعمل منسقة لدى المبادرة:” بدأت عملي في المبادرة عن طريق إحدى الصديقات على منصة “الفيس بوك” تحدثت معي وأخبرتني بأنهم بحاجة إلى متطوعين للمبادرة بما أنني كنت سبق وأن أعددت العديد من الوجبات، فبادرت بالدخول في جروب الطبخ والتوصيل وتوفير الخامات وأصبحت من المتطوعين في قسم الطبخ، وأقوم حالياً بالتنسيق لكافة المحافظات عن طريق فورم يتم ملؤها من قبل المتطوعين سواء إذا أرادوا الالتحاق بقسم الطبخ أو توفير الخامات أو التوصيل، ويتم إرفاقها على جروب “الواتس أب” ويتم إبلاغه بعدها في حال كونه قادر على التطوع أم لا،  ويوجد فورم أخرى لتسجيل الحالات المصابة يتم ملؤها من خلالهم أو تسجيل أحد الأقرباء لهم، ومن ثم يتم إرفاق أساميهم في شيت ويتم مراجعته والتحري والتبين من كونه مصاب أم لا سواء من وجود تقرير من الطبيب المختص أو من نبرة صوتك، ومن ثم التنسيق مع المنسقة وفقاً للمحافظة التي يتواجد بها المصاب حتى تصله الوجبة، في القسم الخاص بإعداد الوجبات وذلك من خلال التنسيق مع المطاعم إما بأسعار مخفضة أو مجاناً أو متطوعين يقوم بإعداد الوجبات منزلياً ونحرص على تنبيههم أن تكون صحية ومتكاملة و تحتوي على عسل ومكسرات وخضروات وبروتينات ونقوم بتوصيلها سواء كانوا مقتدرين أو غير المقتدرين”.

وتابعت:” نقوم بإرسال وجبات للمصابين تكفيهم يومين أو ثلاثة وجبة الإفطار والغداء والعشاء، ونحرص على متابعتهم هاتفياً لمعرفة إذا كانوا في تحسن أم لا، أيضاً استطعنا توصيل وجبات لمستشفيات العزل في الموجة الثانية على عكس الموجة الأولى؛ نظراً لسوء جودة الوجبات داخل المستشفيات والمريض حينها يرفض تناول الوجبة بسبب انغلاق شهيته وتحسسه وتأزمه تجاه الوجبة، فنقوم وقتها بإرسال وجبة له، كما أن هدفنا هو دعم المصابين نفسياً في المقام الأول، وأذكر في مرة طلب أحد مصابي العزل بشكل صريح “كلموني كل يوم” لتضرر حالتي النفسية؛ لأنه متواجد في مكان جميع ممن هم حوله يتألموا ومصابين تنتهي أعمارهم أمام عينيه فتواصلنا معه حينها كنا بمثابة طوق نجاة له، وأيضاً من ضمن الحالات  المعزولة والتي كانت تحتاج لدعم نفسي شديد مصاب مغترب لم يقدر أهله على زيارته أو حتى التواصل معه، وفي ذات الوقت عدم قدرتنا على توصيل الوجبة داخل الغرفة التي يمكث بها؛ بسبب أنه لا يوجد صلة قرابة من الدرجة الأولى فيقتصر دورنا هنا على إعطاء الوجبة لموظف الأمن ويقوم بإيصاله له”. وتنهي حديثها:” من ضمن الأشياء الإيجابية التي حدثت هو تأثر مرضى من فكرة الحديث معهم هاتفياً ودعمهم وتحفيزهم والإطمئنان عليهم، جعلهم بعد شفائهم كانوا من أوائل المتطوعين لمساعدة ومساندة غيرهم، فتحول عدد من الحالات المصابة من مستشفى العزل إلى متطوعين ذوي أدوار فعالة في المبادرة، “خير عمال بيورث خير””.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق