مقالات
أخر الموضوعات

لدي حلم

بقلم: أية سمير

اللحظات الأولى لاصطدامنا بالواقع لا تنسى ويصعب محوها من الذاكرة، ومنذ أن فتحنا نافذة العالم منذ نعومة أظافرها ونحن فى معركة الصدمات والوعي والمفاجآت التي لا تنتهى, حيث إن سحر الحياة يتلخص فى أن نعيش كل لحظة من لحظات العمر بشغف وحب وشباب دائم للقلب, ولكن كيف لذلك السحر أن يتحقق دون وجود عالم يرضى بإنسانيتنا؟.

ماذا لو استيقظت ذات نهار على صباح جميل، واستشعرت حينها قيمة الوجود وقيمة الكون بأكمله وعظمة الخالق؟, وتري عالم يسر العين بجمال قلوب البشر .. ماذا لو أن تزينت وجوه الخلق بابتسامة دائمًة تبعث التفاؤل والحب في نفوس الناس؟, ماذا لو تربى الأطفال على عقيدة المبادئ والقيم التي على وشك أن تمحي  ويغطيها الزمن, أليس من الرائع أن نغرس فى نفوس الأطفال الجمال والأمانة والضمير؟, وما أجمل أن تفني عمرك؛ لتصنع إنسانًا يصنع شعوبا وأممًا.

ماذا لو رأينا الله فى كل نفس وكل تصرف نفعله؟ فنجد أنفسنا نحترم الكبير والصغير, ونقتسم ما فى أيدينا حتى لو كان قليلًا لمساعدة المحتاج، ونتعامل برحمة مع الجميع, ماذا لو ننشر ثقافة الإنسانية أينما ذهبنا؟ .. إنني لدي حلم, بأن نزرع الحب والرحمة فى كل أرض، وكل نفس، وكل أرجاء الكون فالراحمون يرحمهم الله, و لدي حلم آخر بعالم إنساني رحيم ينبض بالأخلاق، عالم يرى الله فى سلوكه قبل كل شيء, ويكون هناك إنسانية, فإن مفهوم الإنسانية لا يقتصر على كونه مجرد مصطلح أو كلمة، بل إنها مفهوم أعظم وأعمق، فإنه منهج ورحمة من الله -عز وجل- خصها لأفضل مخلوقاته البشر, فمعني أن تكون إنسانًا يعني أن الله خصك بالرحمة واللطف والعبادة والتعمير والرأفة والسعي للخير فنحن أفضل مخلوقات الله.

كما لدي حلم آخر في أن تكون الإنسانية سلوكًا حتى لا نشفى, وأن يجاهد المجتمع من أجل التكامل، ولا بأس إن صعبت التجربة فالأشياء العظيمة والكبيرة بدأت بحلم، وأنا وأنت سنبدأ بأنفسنا حتى يتحقق ذلك الحلم, بأن كل شخص يؤدي وظيفته بإنسانية، وأن يكون الطبيب طبيبًا رحيمًا لا تاجرًا، والمعلم معلمًا بما يقدمه من قيمة العلم وليس بما يحصل عليه من مادة.

لا داعي أبدًا بتضييق الخناق على البشر، وتعقيد الحياة بالحياة فالرحمة أسهل بكثير, لذا لابد أن نكن دومًا محاربون من أجل الإنسانية، ومن أجل خلق عالم مثالي  بقدر الإمكان .. حارب الآن من أجل أن ترسم واقعًا أفضل، حارب حتى لا يصطدم أطفالك مستقبلًا يُعقد الواقع, أما أنا سأظل أحلم وسوف يتحقق الحلم قريبًا و نخلق جزء من الجنة على هذه الأرض، وسأحاول بكل قوتي أن تعود كل تلك القيم والمبادئ التي تهدد بالاختفاء, سأحلم وأحارب ليتحقق ذلك الحلم يومًا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق