هو وهي
أخر الموضوعات

أيهما أفضل “زواج الحب” أم “زواج الصالونات”؟

هبة ممتاز: "زواج الصالونات ما هو إلا عرايس ماريوت" .. وفاطمة خالد: "مراية الحب عامية"

تحقيق: زينب محسن

قرار الزواج من أصعب القرارات المصيرية وبيت الزوجية لا يبنى بعشوائية فلابد أن يكون الأساس في الزواج هو حسن الاختيار من الطرفين سواء كان بالزواج التقليدي (زواج الصالونات) أو الزواج العاطفي (زواج الحب) فلكل منهم تجارب ناجحة وأخري فاشلة ويبقي المتحكم الأول والأخير هو الحب فحينما وجد الحب والتفاهم وجدت الحياة، ولكن السؤال أي طريقة زواج هي الأفضل والتي تضمن بقاء الحب وتضمن بقاء “عش الزوجية” لمدي الحياة, هل هو “زواج الحب” أم ” زواج الصالونات”؟!.

ترفض”نرمين”, البالغة من العمر 36 عاماً, زواج الصالونات قائلة: “الاختيار بعناية والتفاهم بين الطرفين هو المتحكم الأساسي في أي علاقة فهناك زواج صالونات ينجح والأخر يفشل والتفاهم هنا لا يقتصر على المستوي المادي أو الاجتماعي أو التعليمي فقط وإنما التوافق في التفكير أيضًا، أمّا الزواج عن حب يوفر وقت للطرفين أن يفهموا بعض فيصبحوا كتاب مفتوح خصوصًا إذا كانت المعرفة من فترة الدراسة، وأنا تزوجت عن حب والمتعة هنا وجود ذكريات مشتركة بيننا منذ الكلية نذّكر بعضنا بها من وقت للآخر”.

أمّا عن الخلافات تقول:”زواج الصالونات به نسبة كبيرة تعاني من صعوبة الإتفاق وبالتالي صعوبة التفاهم أثناء المشكلات بعد الزواج وذلك لدمج طباع وثقافة شخصين مختلفين ومحاولة تأقلم كل طرف مع الأخر, أمّا في زواج الحب فالتفاهم المسبق يوفر وقت كبير ليبقي اكتشافات بسيطة يتم التأقلم عليها بسهوله بعد الزواج”.

أمّا “هبة ممتاز”, البالغة من العمر 27 عاماً, توصف زواج الصالونات (بعرايس ماريوت) فتقول: “يختلف زواج الصالونات قديمًا عن هذه الأيام فقديماً كان أساسه الصراحة بين الطرفين منذ المقابلة الأولي أمّا الأن يلعب الأطراف دور(عرايس ماريوت) يظهرون نصف الحقيقة ويمثلوا اللطف فكل شخص يظهر أجمل ما عنده أثناء فترة الخطوبة مرورًا بالزواج لينتهي الأمر بمحاكم الأسرة, لأنه لم يصارح كل شخص غيره من البداية بطبعه ويزداد الأمر إذا كان الشاب مقيم بالخارج للعمل فغالبًا ينظر الأهل للماديات وتنظر الفتاة للمظاهر ليجدوا الصدمة بعد الزواج فهو ارتباط ملئ بالكلمات المعسولة ونقص الصراحة، ومن ناحية أخري يجد الطرفان مجاملات كثيرة عند السؤال عن بعضهما من الجيران أو الوسيط  ولم يتوفر الوقت الكافي أحيانًا للتأكد من طباع كل شخص ربما يرجع لقصر فترة الخطوبة أحيانًا ورفض الأهل إعطاء الطرفان فرصة الجلوس بمفردهم للتعرف على بعض, كما أن هناك جملة متداولة عند أول خلاف يحدث وهي” أهلي اللي رشحوك/ي ليا ومقدرتش أرفض” لذلك أرفض زواج الصالونات حتي لا أتعرض لهذا الموقف”.

“له ما له وعليه ما عليه” هكذا عبرت” مروة الجزار”, البالغة من العمر 31 عاماً, عن الزواج بتلقائية قائلة: “رغم أن زواج الصالونات أحيانًا ناجح فهو في كثير من الأحيان يكون كالبطيخة أنت وحظك شخص غريب تقدم للخطبة تم القبول المبدئي ثم الموافقة والخطبة فالزواج لتكون سنة أولي زواج هي سنة الاكتشافات ويبدأ طرف منهم في محاولة التحمل خصوصًا إذا وجد أبناء من البداية فنضطر لتحمل العيوب والاختلافات أمّا زواج الحب يبني على معرفة سابقة للطرفين فتكون خلافات ما بعد الزواج بسبب مسئوليات الحياة وبالتالي يلعب الحب دوره في تخفيفها”.

وعن نظرية قبول العريس تسرد ” أماني أحمد”, البالغة من العمر 33 عاماً: “في بداية حياتي تمنيت زواج الحب لكن لم أمانع زواج الصالونات، عند مقابلة الأشخاص كان تركيزي علي القبول ثم الحب فالزواج كان من وجهة نظري الحب ثم الحب ثم الحب ولكن بعد النضج اقتنعت أن الحب مهم لكن الأهم التوافق الاجتماعي والثقافي والتفكيري والبيئي والمهني”.

واستكملت حديثها عن الاختيار قائله: “أثناء اختياري تعرضت لاختلاف في الاختيار بيني وبين أهلي إمّا رفض مني أو منهم حتي توصلنا لنظرية مشتركة وهي عند تقدم شخص لخطبتي لابد أن يتوافر به 50% من احتياجات أهلي و 50% من احتياجاتي، وتزوجت زواج تقليدي ولكن حياتي ناجحة خصوصًا بعد أن تعايشت مع قصص حب كبيرة جدًا لأصحابي وانتهت بزواج تقليدي من شخص أخر ومازالت مستمرة، فهذا يدعم كلامي فزواج الصالونات من شخص مناسب أفضل بكثير من حب مخادع”.

وعن طريقة الارتباط والانفصال يري “محمود المهندس”, البالغ من العمر 28 عاماً: “أن زواج الصالونات هو الأفضل فكل طرف يفكر جيدًا في الآخر مع اختيار فترة خطوبة مناسبة لكلاهما للتعرف علي بعضهما, وحتي إذا حدث انفصال يكون باحترام كما أن به راحة نفسية لوجوده في النور ليجدوا الحب بعد الزواج، أمّا في حال الارتباط قبل الزواج يكون التعرف علي شخصين فقط وليس الأهل رغم أهميتهم في الاختيار وبالتالي وقت الانفصال يكون صعب فكل طرف من الممكن أن يؤذي مشاعر الآخر”.

محمود المهندس

“مراية الحب عامية” هذا ما تراه “فاطمة خالد”, البالغة من العمر 27 عاماً, حيث قالت: “أي كان مسمي الزواج فهذا يختلف علي حسب الأشخاص فهناك من يتزوج زواج صالونات لكن لديهم استعداد نفسي لتقبل بعضهم البعض ويتحول ذلك إلى الحب الدائم وهناك من يتزوج زواج حب لكنه سرعان ما يفشل بسبب تغيير طباع كل منهم بعد الزواج بسبب حدوث ملل في العلاقة، أمّا أنا تزوجت الزواج التقليدي (صالونات) وتقبلت عيوب زوجي قبل مميزاته وهو كذلك فكنا حريصين علي الصراحة منذ فترة الخطوبة وبالتالي تفادينا التصادمات بعد الزواج مما كنت أسمعه من أصدقائي سواء في وجهات النظر أو الأفكار وذلك للمعرفة السابقة لطباع بعضنا خلال فترة الخطوبة وتقبلها أمّا في حالة زواج الحب يكون الشخصين في حالة تغافل تام عن عيوب كل منهم فلم تكذب الأمثلة حينما قالت “مراية الحب عامية” فحقًا هذا صحيح”.

أمّا “محمود محمد”, البالغ من العمر 22 عاماً, يقول: “الشباب في الوقت الحالي يتمنون زواج الحب أمّا وجهة نظري أن أي شخصين تزوجوا عن حب فاحتمالية فشل زواجهم بعد فترة بسيطة تكون أكبر بسبب استنفاذهم المشاعر خلال فترة الخطوبة وما قبلها مما يحدث حالة من الملل واللامبالاة بعد الزواج بفترة لاستهلاكهم بقية المشاعر وتبدأ مرحلة التعود على الوجود الدائم للشخص بجانب الآخر ثم الدخول في مشاكل على أتفه الأسباب حتي تصل إلى الطلاق، وبالنسبة للزواج التقليدي فهو في الأغلب من أنجح العلاقات وذلك  لأكثر من سبب أبرزهم أن الشاب والفتاة يكونان أكثر نضجًا ربما لمرورهم بتجارب كثيرة جعلتهم يرغبون في الاستقرار وتكوين أسرة ومن ناحية أخري فهناك شباب يلجأون للزواج التقليدي لعدم رغبتهم في صنع قصص حب ومن الممكن أن يكون الموضوع غير مريح للبنت فتجد صعوبة في التأقلم مع شخص غريب والتعامل معه عكس الشاب ولكن يختلف الأمر بعد الزواج خصوصًا في حالة وجود الحب الذي يأتي بالعشرة”.

محمود محمد

الزواج هنا ينقسم لشقين من الأجيال تحدثت عنه الدكتورة “مديحة أنور فرغلي”, دكتورة نفسية, فتقول: “الزواج هنا ينقسم لشقين من الأجيال شق الثمانينات والتسعينات وهم من يفضلون زواج الصالونات وشق ما بعد ذلك يفضلون زواج الحب”.

وأضافت:” من يفضلون زواج الصالونات ينظرون للعيشة وأركانها وهي البيت والشخصيات والعائلات أي أسرة تختار أسرة وليس رجل وسيدة فقط فهو قائم على التناسب الاجتماعي والعقلي والمودة والتعارف ويعتمد أيضًا على رأي الكبار بنسبة كبيرة أي وجود” كبير العائلة” سواء والد وعم وخال وهنا لا يكون تقييم فردي بل جماعي بالاشتراك مع الأسرة فرأي الكبار مفيد في الحكم على اتمام الزواج كما يوفر مرجعية للتصالح عند أي خلاف لاتصفاهم بالعقل والحكمة ورفضهم لخراب البيوت، وهم أيضًا مسئولون عن السؤال علي الطرف المتقدم للخطبة من سلوك وسمعة ودخل، وأثناء الإتفاق في هذا الزواج تكون المدة أطول فكل طرف يحتاج لاختبار الأخر أكبر وقت كافي”.

وتستكمل حديثها قائلة: “أمّا من يفضلون زواج الحب فيعتمدون على سرعة القرار وبالتالي سرعة التنازل عنه والاستغناء بسهولة عن الحياة الزوجية فالقرار هنا فردي للولد والبنت حيث يعتمدون بشكل كلي علي العاطفة “حياتي ممكن تدمر من غيره”، “مش هقدر استغني عنها”، أي يعيشون فترة من” الحب الحب الشوق الشوق” بصوت ” اللمبي” لتنتهي الحياة بينهم بعد سنة سنتين وربما شهور وبالتالي نجد أغلب قصص الطلاق ممن تزوج بهذه الطريقة فهو زواج اختلافاته كثيرة واستمراريته قليلة”.

الدكتورة مديحة أنور

ويؤيدها في الرأي الدكتور “عبد الحكيم حشمت” معيد بقسم علم اجتماع فيقول: “الزواج رابطة اجتماعية قائمة على اتفاق مصالح الزوجين لبناء الأسرة وجزء من هذه المؤسسة الأطفال وإذا لم يثمر الزواج غاب عن الرابطة أحد أهم عناصرها، وعلى الرغم من أن معظم الزيجات في الدول العربية زواج تقليدي عكس الغرب قائم على زواج الحب ولكن الأسر في العالم العربي أكثر تماسكًا وصمودًا أمام مصاعب الحياة”.

وأضاف: “من أسباب فشل زواج الحب هو أن الحب عاطفة متغيرة تتجاهل عناصر الشراكة المهمة بين الزوجين ومنها التقارب الفكرى والاجتماعي -الهيام والافتنان- يمكن زواله مع انجاب طفل يغير الحياة الملونة ومن هنا نقول أن الود هو ما يبني الأسرة وليس الحب الغرامي”.

الدكتور عبد الحكيم حشمت
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق