مقالات
أخر الموضوعات

أنت تستطيع

بقلم: سها سمير

وكما تعودنا أن يتجدد لقاؤنا الإسبوعي بقصة من الواقع تحمل بداخلها الكثير من المعاني، ربما تكون رسالة موجهة لنا, وقصتنا  اليوم دارت أحداثها عام1977م, وكانت بطلتها الأمريكية “لورا شولتز”، والتي تبلغ من العمر 63 عامًا، وقد تعرضت لموقف رهيب بمعنى الكلمة، إذ تعرض حفيدها لحادث طريق فقد أختل توازنه وسقط على الطريق، بينما كانت تمر سيارة  فصدمته؛ وكانت النتيجة ذراع حفيدها تحت إطارها.

“لورا” رأت ذلك أمام عينيها, فماذا فعلت؟ .. الطبيعي أن تصرخ أو تنهار، ولكن ما قامت به شيء يفوق حد الخيال فماذا فعلت؟، توجهت إلى السيارة لتقوم برفعها بيديها فقط يديها؛ لتحرير ذراع حفيدها من تحتها, هل يمكن مجرد تخيل المشهد؟!، “لورا” كانت كأي جدة تشتكي آلام العظام والمفاصل، كما لم تكن رياضية بأي حال من الأحوال، فهي سيدة منزل بالمعنى الحرفي, لم ترتاد النوادي الرياضية، ولم ترفع أثقال في حياتها, ولكن بمجرد رؤية ذراع حفيدها تحت إطار السيارة تحولت إلى بطل أوليمبي؛ لرفع الأثقال لإنقاذ حفيدها، وقتها قام العديد بتصوير ذلك الحدث الغريب، وبعده ذاع أمر الجدة البطلة، وكانت حديث الساعة وقتها، وأثناء حديث صحفي لها فجرت مفاجأة وهي عدم رغبتها في الحديث عن ذلك الموضوع، وبعد الإلحاح أوضحت سبب حزنها، فقالت:”بالرغم من قيامي بعمل بطولي أشبه ما يكون بمعجزة، إلا إننى حزينة فقد اكتشفت في الوقت الضائع من عمري سر الحياة كلها”.

سألت الجدة عن ذلك السر, فقالت:”إننا قادرون على عمل المعجزات إذا أمنا بقدرتنا وكان لدينا الرغبة والحافز، فعندما رأيت ذراع حفيدي تحت إطار السيارة لم أشك للحظة في عدم قدرتي على رفعها, فلم يخطر في بالي أن أجرب رفعها، بل على العكس كنت في تلك اللحظة على يقين بقدرتي على رفعها، وبعد ذلك استعرضت حياتي الماضية كشريط سينمائي، فرأيت أن بالماضي كان هناك الكثير من الأشياء، كم كنت أتمنى لو أفعلها ولكن الخوف من الفشل قد منعني، وقتها اكتشفت أن قدرتي كانت موجودة ولكن إيماني بنفسي لم يكن له وجود، فسر النجاح يكمن في إيمان الشخص بنفسه وقدرته أولًا وأخيرًا”.

وانتهت حكاية الجدة، ولكن كما أشرنا سابقًا أن هناك رسائل يبعثها الله لنا كي نأخذ منها حكمة، والحكمة هنا هي: لا شيء بإمكانه تحديد مصيرك سوى نفسك، فهي كما تستطيع هزيمتك أو قهرك، تستطيع أن توصلك إلى النجاح, فالمطلوب فقط منك إيمانك بنفسك وقدراتك حتى تنجح.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق