مقالات
أخر الموضوعات

أنا والأمومة

بقلم: إيمان عبد المنعم

في بداية مشواري كزوجة في عش الزوجية والذي أخذ من الوقت والمجهود حتى يكتمل بناؤه، لم تكن الأمومة آنذاك من أولوياتي لم تكن حينها قط في حساباتى، ولكن يشاء القدر ويهاديني الله بابنتي “مليكة” في أول عام من زواجى.

على الرغم من عظمة وجمال الرزق والهداية فإنني مررت بما يدُعى ” اكتئاب الحمل”، واستمر حتى ٦ شهور من بعد الولادة، لم ينته بسلام كما زعم البعض، للأسف انتهى اكتئاب حملي بهبوط حاد في الدورة الدموية، وكأن صحتي وهرموناتي تصر على أن تفقدني لذة الفرحة بصغيرتى.

في هذا الوقت كان يناتبني شعور الفقد لكل شيء، بالإضافة إلى شعور الاحتياج، الاحتياج فقط إلى “مليكة”, وكما رزقني الله بمسؤولية الأمومة، فقد ألهمني القدرة على التأقلم والطاقة لتكملة مسيرة الأمومة تلك بسلام, وأثناء مسيرتي وحتى الآن اكتشفت أنها أعظم رحلة يمكن لإمرأة أن تمر بها؛ ذلك لأنه حينما أصبحت أم اختلفت نظرتي للحياة واكتشفت جانب آخر مضيء مبهج؛ بهذا الجانب أصبحت حياتي مكتملة بالمعنى الحرفي.

لن أنكر وأبالغ في التعبير، فهناك بعض الوقت الذي أشتاق فيه إلى فنجان قهوتي في هدوء وسكينة تامة، وأوقات أخرى يخاطرني أن أخذ حمامًا دافئًا دون استعجال؛ للالتحاق بصيغرتي والتي انهمرت في البكاء حين تركتها لثوانٍ معدودة، ولكن في ظل هذه المشاعر الغير مفهومة ما بين حضن صغيرتي وبين الهروب إلى الراحة تعلّمت معنى الحب والعطاء دون مقابل، وكيف بي أن أتنازل عن راحتي وتفاصيلي واهتمامتي في الحياة دون أنانية في مقابل راحة وسعادة صغيرتي وتلبية احتياجاتها؟.

تعلمت أيضًا في هذه الرحلة العظيمة الصبر والهدوء رغم سرعة الحياة وعدم توقفها لحظة، ورغم قلة النوم وعدم الراحة الكافية، رغم شحوب عينى، و آلام جسدي، تعلمت كيفية القدرة على التواصل واستمرارية يومي بطاقة وتركيز لكل تفصيلة فيه, تعلمت أن اكون إيجابية باستمرار وذلك بالتركيز في كل مرحلة تنمو بها صغيرتي دون النظر إلى أي فوضى تصاحب ذلك التطور، نستمتع سويًا بكل مرحلة ونتأكد من توثيق تلك اللحظات والتي سرعان ما تمر.

واخيرًا وليس بأخرٍ، أريد أن أخبر كل أم برسالة كلماتها بسيطة .. “عزيزتي الأم، تأكدي أن تلبية احتياجات الكائن الصغير والمساعدة في تكوينه الشخصي والذهني من أعظم المهام التي يمكنك القيام بها طوال حياتك، فعليكِ الاستمتاع بكل تفاصيلها حتى لا تندمي على ما سوف يفوتك، وعليكِ إدراك أن كلام من حولك له دور رئيسي في تكوين نفسيتك أنتِ وطفلك، فعليكِ الحرص جيدًا فيما تدخليه إلى عقلك، لا تسمحي لأحد أن يحبطك أو يقلل من دورك كأم فلا أحد يحب طفلك كما تحبيه أنتِ”، وفي نهاية حديثي رسالتي لـ “مليكة” قلبي وحياتى، “حياتي بيكِ اكتملت لأنكِ تحليها بكل ذكرى بنخلقها سوا”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مقال رائع استاذه ايمان احياكى
    فعلا احلى احساس ربنا بينعم عليه اى ست
    ماهوا الجنه هتكون باذن الله جايزتنا
    ربنا يدمها علينا نعمه ونفرح بكل اولادنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق