منوعات
أخر الموضوعات

تعرَّف علي كذبة أبريل .. ومصدرها

تقرير: ثريا سامي

“كذبة أبريل” أو “كذبة نيسان”.. هي مناسبة تقليدية في عدد من الدول ولكنها لا تُعد يومًا وطنيًّا أو مُعترف به قانونيًا، لكن هذا اليوم اعتاد الناس فيه علي الاحتفال، فذهب أغلبية آراء الباحثين علي أن “كذبة أبريل” تقليد أوروبي قائم علي المزاج، يقوم فيه بعض الناس في اليوم الأول من أبريل بإطلاق الإشاعات والأكاذيب، ومن يصدق هذه الإشاعات والأكاذيب يُطلق عليه اسم “ضحية كذبة أبريل”.

تُوجد حقيقة مؤكدة لأصل هذه العادة، رجحت بعض الأراء أن أصل هذا اليوم هو أن الكثير من مدن أوروبا ظلت تحتفل بمطلع العام في الأول من أبريل؛ حيث بدأت هذه العادة في فرنسا بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام 1564م، وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم، وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ في يوم 21 من مارس، وينتهي في الأول من أبريل بعد أن يتبادل الناس هدايا عيد رأس السنة الجديدة.

ويرى آخرون أن هناك علاقة قوية بين الكذب في أول أبريل، وبين عيد هولي المعروف في الهند، والذي يحتفل به الهندوس في 31 من مارس من كل عام، وفيه يقوم بعض البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية، ولا يُكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء اليوم الأول من أبريل.

وهناك جانب آخر من الباحثين في أصل كذبة أبريل يرون أن نشأته تعود إلى القرون الوسطى؛ إذ إن شهر أبريل في هذه الفترة كان وقت الشفاعة للمجانين، وضعاف العقول؛ فيُطلق سراحهم في أول الشهر، ويصلي العقلاء من أجلهم، ومن ذلك الحين نشأ العيد المعروف باسم عيد جميع المجانين أسوة بالعيد المشهور باسم عيد جميع القديسين.

وهناك باحثون آخرون يؤكدون أن كذبة أول أبريل لم تنتشر بشكل واسع بين غالبية شعوب العالم إلا في القرن التاسع عشر, والواقع أن كل هذه الأقوال لم تكتسب الدليل الأكيد لإثبات صحتها، وسواء كانت صحيحة أم غير صحيحة؛ فإن المؤكد أن قاعدة الكذب كانت، ولا تزال أول أبريل، ويعلق البعض علي هذا بالقول أن شهر أبريل يقع في فصل الربيع، ومع الربيع يحلو للناس المداعبة والمرح.

وقد أصبح أول أبريل هو اليوم المباح فيه الكذب لدى جميع شعوب العالم، فيما عدا الشعبين الإسباني والألماني؛ والسبب أن هذا اليوم مقدس في إسبانيا دينيًّا، أما في ألمانيا فهو يوافق يوم ميلاد “بسمارك” الزعيم الألماني المعروف.

في رومانيا أيضًا حدث أن نشرت إحدى الصحف خبرًا جاء فيه: “أن سقف إحدى محطات السكة الحديدية في العاصمة هوى على مئات من المسافرين قتل عشرات، وأصاب المئات بإصابات خطيرة، وقد سبب هذا الخبر ذعرًا شديدًا، وطالب المسؤولون بمحاكمة رئيس تحرير الصحيفة؛ لكنه أصدر ملحقًا كُذِّبَ فيه الخبر، وقال: “كان يجب على المسئولين قبل أن يطالبوا بمحاكمتي أن يدققوا في قراءة صدور العدد الذي نُشر فيه هذا الخبر، فقد كان في الأول من أبريل، ومن يومها استمرت الجريدة على نشر خبر مماثل في أول أبريل من كل عام.

وإلى جانب هذه المواقف المضحكة، فقد حدث أن أشتعلت النيران في مطبخ إحدى السيدات الإنجليزيات في مدينة لندن؛ فخرجت إلى شرفة المنزل تطلب النجدة، ولم يحضر لنجدة السيدة المسكينة أحد؛ إذ كان ذلك اليوم صباح أول أبريل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق