مقالات
أخر الموضوعات

فاقد الشئ يعطيه

بقلم: سها سمير

من أكثر المقولات الخاطئة هي “فاقد الشئ لا يعطيه” وأنا ضدها في المطلق؛ لأنه يعطي ويعطي بسخاء فهو أكثر من ذاق مرارة الحرمان, وقصتنا اليوم عن النجار الأمريكي “ديل شرورد” الذي جعله الله سببًا في تعليم عشرات الأشخاص في الجامعة رغمًا من أنه لم يعرف أي منهم معرفة شخصية، تعالوا نحكي قصته..

عاش “ديل شرودر” حياة بسيطة جدًا منذ ولادته عام 1919 فقد كان فقير جدًا ولم يتزوج، وبالتالي لم يُرزق بأولاد وعمل كنجار في شركة واحدة طوال 67 عامًا، و لم يمتلك طوال فترة حياته إلا زوج من البنطلون الجينز، فقد كان مخصص أحدهما للعمل بينما الآخر للكنيسة، وكانت سيارته -الشيفروليه- القديمة الصدئة هي السيارة الوحيدة التي امتلكها.

يحكي المحامي “ستيف نيلسون” أن قبل موت “ديل شرودر” بفترة صغيرة قد زاره في مكتبه ليستشيره في كيفية استخدام مدخراته لمساعدة الطلاب الفقراء في ولاية “أيوا” ليلتحقوا بالجامعة بالطبع استغرب المحامي من هيئة “شرودر” وملابسه البسيطة فسأله عن قيمة المدخرات.. يقول المحامي “لا أخفي عليكم فقد استغربت هيئته البسيطة جدًا؛ فسألته وبداخلي سخرية عن قيمة تلك المدخرات فقد قلت في نفسي أنها بالتأكيد لن تتعد الألف دولار وذلك في أكبر تقدير، لكن رده كان بمثابة صفعة لي عندما قال بكل بساطة أنها 3 مليون دولار, حينها اهتز الكرسي من تحتي وكنت سأقع من المفاجأة والصدمة, ومنذ ذلك الوقت أصبحت أموال “شرودر” سببًا في تعليم 33 شاب من “أيوا” في الجامعة”.

ويقول “نيلسون” أنه قد قال له “أنا أريد مساعدتهم فقط؛ كي لا تتكرر حياتي ومأساتها”.. “شرودر” حالة من حالات كثيرة تعطي بسخاء ما افتقدته لمن يحتاج وتجد سعادتها في العمل علي تجنب الغير المأساة التي عاشها لذلك أقول أن فاقد الشيء يعطي ويعطي بسخاء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق