هو وهي
أخر الموضوعات

“طنط حشرية” .. نموذج للتدخلات التي نتعرض لها في حياتنا

السيدات: لا نسلم من التداخلات .. وأساتذة علم النفس و الاجتماع: التجاهل هو الحل

تحقيق: مريم بدوي

“إنتي ما خلفتيش لغاية دلوقتي ليه”, “هو مافيش حد بيتقدملك”, “أنت مش ناوي تتجوز” .. هذه نماذج وأمثلة لجمل تُقال لنا بدون استثناء, فهناك أشخاص تحاول التدخل في حياتنا من خلال تساؤلاتهم العديدة التي تتدخل في خصوصياتنا, حيث أن هذه العادة من العادات السيئة المنتشرة في المجتمع, وهو تدخل بعض الأشخاص في حياة الغير و التساؤل المستمر فيما لا يعنيهم وذلك بشكل مستمر و مُلح في كافة أمور حياتنا التي لا يحق لأحد معرفة خصوصيات الآخرين, مما قد تؤدي هذه الأقاويل المباشرة و الغير مباشرة للتدخل إلي التأثر السلبي نفسياً ومن ثم جسدياً.

“روضة محمد”, التي تبلغ من العمر 23 عاماً, تروي لنا عن التدخلات التي تتعرض لها يومياً: “أستقبل العديد من التدخلات والتعليقات والمواقف المؤذية من أصغر شخص إلى أكبره، بداية من دائرة العمل أو شخص يعرفني للتو، حيث أتعرض لنظراتهم التي تعتليها الشفقة والرأفة لأنني أعيش “سينجل”, و رد فعلي وقتها تكون على حسب طبيعة الموقف إمّا بها جدية أو بها نوع من الفكاهة، لكن عند عودتي مساءً للمنزل أتأثر نسبيًا، ولن أقول بأني قوية فلقد مرت علي ليالي ثقيلة من شدتها كنت أبكي حتى تتورم عيناي، كنت حينها أغوص في نوم عميق حتي أنس الأقاويل التي سمعتها، ومن اللحظات التي كنت أشفق فيها عليهم عند تغير بعض من صديقاتي عند ارتباطها 180 درجة في طريقة تعاملها معي”.

وتتابع “روضة” قائلة: “أمّا فيما يخص بدوائري القريبة أو التجمعات العائلية فإنني أتعرض منهم للعديد من التعليقات كمثلا أنني بلغت من العمر 23 عاماًولم أتزوج بعد، وتنهال عليا بجمل بعدها كمثلا: “أكيد تضعين شروط تعجيزية لهم؟، أم أنك تريدين شخص ليس موجود في الوجود”، وعلي الرغم من هذه الأقاويل التي تُقال إلا أنني على اقتناع تام ويقين بالله إنه نصيب وكله سوف يأتي في وقته، أمّا بالنسبة لأهلي من الدرجة الأولى فلهم نوع خاص من التعليقات وأنا متفهمة جدًا وأعذرهم، فهم يُريدون الاطمئان علي و رؤيتي مع أفضل شخص في الدنيا والاستقرار مع الشريك الصحيح”.

أما عن “هاجر أحمد”, التي تبلغ من العمر 22 عاماً, تقول: “قبل ارتباطي لم أسلم من كلمة لما الاستعجال، حيث ينظرون لي بتعجب تتبعها علامات من الغرابة كأنهم يقولون بداخلهم “هتموتي وتتجوزي على إيه”, حينها أحسست وأن بي خطأ ما أنا لا آراه أحسست وأن للزواج سن معين وأنا لا أقدر عليه، وبعدها مرت الأيام وتم عقد قراني و لا زالت كلماتهن تُلاحقني، ولكن كان هناك أقاويل آخري أكثر استفزازًا لي وهي: “وماذا وإن حدث خلاف بينكم؟، ستحملين لقب مطلقة في سنك هذا ستكون كارثة” وغيرها من الكلمات التي جعلتني أدخل للحياة الزوجية وأنا خائفة.

وتضيف “هاجر” قائلة: “وبعد ولادتي كانوا يرددون أقاويل آخري مثل: “أتعتقدين أنك على قدر كافي من المعرفة بهذه المرحلة”, ومن ثم ينهالون علي بفتاوهم دون ثقافة منهم، وعند اعتراضي على ذلك وأخبرهم بالمعلومات والتي من مصادر مؤكدة يقولون بأنني لم أكتسب الخبرة بعد, هذا غير احساسي الدائم بأني مراقبة ومحاطة بالعديد من التدخلات والتعليقات السلبية في طريقة تربيتي لطفلي، وأنا على اقتناع تام أن كل جيل له طريقة خاصة وأدوات ووسائل مختلفة, ولا يحق لأحد أن يتدخل فكل إنسان حُر”.

“لاتفرق معي نهائياً” .. هذه الجملة التي قالتها “مها سامي”, البالغة من العمر36 عامًا, وتعمل “لايف كوتش” لصالح المطلقات, وفيما يخص بالتدخلات والتعليقات السلبية في الحياة الشخصية تقول : “لا تفرق معي نهائي وهي بالنسبة لي مشكلة في الاي كيو عند المقتحم، لأن المنفصلة هنا فعلت شيء كانت مرجعيتها فيها الكتاب والسنة، كون أن هناك شخص يحكم علينا فهذا بناءًا على ما تربى عليه أو وفقًا لقناعته وخلفياته الضئيلة والعقيمة، وهذا لابد من علاج لوجود مشكلة عنده في طريقة تفكيره وحكمه وهذا دائمًا ما أدرب الفتيات عليه وأقوله لهم في الورش، وعن التدخلات التي تعرضت لها فإنه لا يتجرأ أحد أن يتلفظ بكلام سلبي بالتأكيد, ولكني وجدت ذلك في بداية طلاقي ولكن بعدما حققت العديد من النجاحات سواء مجال مهنتي وعلى المستوى الشخصي والاجتماعي بفضل من الله لم يتجرأ أحد, لذا فأنتي من تقومين برسم حدودك التي لا يُسمح لأحد بالتعدي عليها.

مها سامي

وفي هذا الصدد, يفسر لنا سبب وحل لمشكلة التدخلات, ” الفنجري غلاب”, نائب مدير مركز الحداثة للدراسات الاجتماعية والتنموية ومدرس علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة الوادي الجديد, إن تدخلات الأهل غالبًا تكون في الأسر الممتدة وليست في الأسر النووية الصغيرة وبالتالي يفضل الاستقلال في السكن؛ لأن الإقامة في بيت العائلة تعطي فرصة التدخل في أمور الزوجين مع الاحتفاظ بصلة الأرحام والزيارات المنزلية, لذا فالبعد في الإقامة يمنع تدخل الأهل في العلاقات بين الزوجين، بالإضافة إلى حل المشكلات الزوجية بين الزوجين دون اللجوء لطرف ثالث حتى لا تتفاقم المشكلة، كما أن التفاهم بين الزوجين يجعلهم يتجاهلون كافة التدخلات سواء من الأهل أو الجيران أو غيرهم، مع عدم إعطاء الفرصة للآخرين في التدخل في حياتهم.

وتابع “الفنجرى”, إن الحل يكمن أولاً في حسن الاختيار، فلابد أن نختار ذوي الدين لأن تحلى الشخص سواء الزوج أو الزوجة بالقيم الدينية يجعل الحياة يسودها الود والرحمة وعشرة بالمعروف أو تسريح بإحسان، أما ثانياً يكمن في التفاهم بين الزوجين وتقدير كل منهما لدور الآخر المكمل لدوره في الحياة، مع التفكير في مستقبل الأبناء، وثالثاً في عدم التسرع في إتخاذ قرارات مصيرية والتأني قبل إتخاذ القرارات التي تتعلق بمستقبل الأسرة، أما عن النقطة الرابعة تتمثل في استخدام المناقشة والحوار في حل المشكلات بدلًا من تدخل الأهل أو استخدام العنف، والنقطة الخامسة تكون في البدء في إيجابيات الآخر قبل التفكير في سلبياته والتماس العذر لبعضنا البعض حتى يمكننا فهم بعضنا البعض، وأخرهم النقطة السابعة التي تمثل في البعد عن عادة الزواج المبكر للجنسين حتى يستطيعا فهم طبيعة الحياة الزوجية وما تتطلبه من تضحيات, مضيفاً بأن التجاهل هو الحل الوحيد لذلك لأن مجرد المقاومة أو الرد يأتي بآثار سلبية ربما يترتب عليها محاولة الطرف الآخر إلى تأليف إشاعات أو محاولة إيذاء الشخص كنوع من رد الاعتبار.

الدكتور الفنجري غلاب
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق