تقرير: محمود درويش
يُوجد العديد من الملاجئ، ودور الرعاية التي تهتم بالأطفال الأيتام والمشردين في مصر؛ حيث تقدم لهم العديد من الخدمات التي تؤهلهم للحياة الخارجية، وكأنهم قد تربوا في بيوت أبويهم بالفعل، فهناك العديد من تلك الملاجئ، التي تميزت وسطعت أسماؤهم في أذهان الناس، من خلال ما تقدمه من أنشطة مميزة، ومن تلك الملاجئ المميزة ملجأ ” لليان تراشر”، والذي أنشأته الأمريكية “لليان تراشر” في عام ١٩١١، في صعيد مصر وبالتحديد في مدينة أسيوط، هذا الملجأ هو أكبر الملاجئ في مصر، ويُعد ثاني أكبر الملاجئ في العالم؛ حيث تبلغ مساحته ١٢ فدانًا.
يُوجد في الملجأ العديد من الخدمات والأنشطة المختلفة التي تجعل من الملجأ مؤسسة قائمة بذاتها؛ حيث يُوجد به 3 ملاعبٍ، 3 حمامات سباحةٍ، 14 بناءً، وبها أيضاً مدرسة ابتدائية، بالإضافة إلى مباني السكن، ومباني التدريب المهني، والإدارة، ومبنى للمستشفى.
هذا الملجأ الضخم الذي بُني بأيادي أولاده، مر بالعديد من المشكلات التي أصابت مصر، ومنها: الاستعمار البريطاني، والثورات، والأوبئة، والكوليرا، والطاعون، وتخرج منه إلى الآن أكثر من ٣٠ ألف شخص، منهم: الطبيب، والمهندس، والمدرس، والتجار، والحرفي، وهم بدورهم يساندون في نفقات، ومصاريف الملجأ.
يقبل الملجأ الأطفال معلوم النسب من سن أيام، ومنذ دخولهم الملجأ يُنشأ لهم دفتر توفير، ويوضع فيه كل سنة مبلغًا ماليًّا يصل إلى ألف جنيه، يظل الأطفال في الملجأ إلى أن ينتهوا من التعليم سواء، كان تعليمًا متوسطًا أو جامعيًّا، ويُصرف له المبلغ حتى يعتمد على نفسه، وكذلك البنات يتم تجهيزهن، وتكاليف زواجهن، وكأنهن في بيت أبويهن ولا ينقصهن شيء؛ حيث يوجد لهن مبناهن الخاص بهن.
في ذلك الملجأ الكبير، والذي يسمونه البيت الكبير، يعلمون الصبيان الحرف والصناعات المختلفة، فيوجد في الملجأ ورشة للنجارة، وكذلك واحدة للحدادة، كما يوجد بها مزرعة للمواشي، وكذلك تعليم الصناعات المختلفة، مثل: السباكة، والكهرباء، فهم يعاملون الأطفال وكأنهم أولادهم الحقيقيون، حيث يعطوهم الحنان الكافي والمراعاة الكافية، كما يعلمونهم أساس الحياة والتعامل مع الآخرين، ويجعلوهم يعتمدون على أنفسهم؛ لكي يتخرجوا ويصبحوا مواطنين صالحين دون أن ينقصهم شيء.
