مقالات
أخر الموضوعات

بطلي الستيني

بقلم: وفاء زايد

دائمًا ما كنت أنظر إليه نظرة فخر وإعجاب أو ربما قل نظرة تعجب، متسائلة، كيف لأحد أن يضحي لأجل آخرين إلى هذه الدرجة وبكل هذا الحب؟, ولكني كنت أخشى سؤاله، فقط كنت أكتفي بحبه أكثر، إلى أن سألت شريكة كفاحه، ونصف قلبي الثاني، “إزاي ممكن حد يضحي براحته وفلوسه وأي شيء يملكه بالساهل كده؟” .. ابتسمت ابتسامتها الصافية وردت ببساطة شديدة “لما يبقى عندك عيال هتعرفي”، وصدقت فيما قالت، فلم أفهم يومًا ما قصدته أمي، إلا بعد أن أنجبت، وأصبح طفلي قطعة من روحي، أحب إليّ من نفسي، لا أشعر براحة إلا أن رأيته مرتاحًا هانئًا، لا ينقصه شيء، ودائمًا أفكر في مستقبله، وأحلم أن أراه أفضل إنسان خُلق.

هنا فقط أدركت تفانيك يا أبي، وحبك الذي ينير طريقنا، فكنت نعم الأب والصديق الذي يقتسم معنا كل كبيرة وصغيرة في حياتنا، خير مرشد لنا، دائمًا كنت أسعى للتفوق والنجاح لا لأجلي وإنما لأرى ابتسامة الفخر تعلو شفاهك؛ حتى أشعر أني أستحق أن أكون ابنة هذا الرجل العظيم الذي ما إن ذكر اسمه تلمع عيناي فخرًا لطيب سيرته.

أتممت عقدك السادس بعد أن قضيت مسيرة حافلة بالكفاح والنجاح، لا لأجلك وإنما لأجل راحتنا ونجاحنا وسعادتنا، بعد أن غرست بنفوسنا كل جميل، وقدمت ما لا يستطيع أحدًا أن يقدمه لنا ولو بلغنا من العمر أرزله.

أعلم جيدًا كم تحب عملك ويعز عليك فراقه، ولكن هذه سنة الحياة وقد آن الوقت لكي تستمتع بكل جميل فى حياتك، فليبارك الله لك ما أنجزت وما صنعت من سيرة نبيلة، يعلم الجميع أنك أفنيت عمرك في صنعها نال منها الكثير وازداد من علمك وإخلاصك، فقد كنت وستبقى دائمًا يا أبي مثالًا مشرفًا وقائدًا تربويًا مجتهدًا لا يعرف الكلل ولا الملل, فمتعك الله بالصحة والعافية، وجعل عملك فى ميزان حسناتك وأن يكون شاهدًا لك لا عليك، وأن يجعل ما هو آتٍ من عمرك خيرًا مما مضى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق