تقرير: أميرة سيد
إن الإنسان مع التقدم بالعمر يتعرض لتدهور بشكل تدريجي في كافة وظائف الأجهزة الحيوية للجسم, بالإضافة إلي ضعف في القدرات البدنية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية، فأسلوب الحياة الصحي من خلال الانتظام في ممارسة الرياضة يقلل من حجم هذا التدهور؛ لذلك أصبح الاهتمام برياضة كبار السن ضرورة ملحة تفرضها متغيرات العصر الحديث لما يشهده العالم من زيادة في تعداد الأفراد وخاصة لكبار السن مافوق الـ60 عاما، ووفقاً لتقرير الأمم المتحدة 2020 فإن نسبة الأفراد مافوق الـ 60 عاماً لسكان العالم كانت 6٪ في عام 1990، ثم 9٪ عام 2019 والمتوقع أن تصل 16٪ في عام 2030، وفي مصر وصلت أعداد كبار السن مافوق الـ 60 عاماً في 2019 إلى 7631 مليون بنسبة 7.6٪ من إجمالي السكان, لذا جاءت فكرت إطلاق مبادرة “كن نشطاً فوق 60” للاهتمام بكبار السن, ولتكون أول مبادرة علي مستوي الوطن العربي.
يقول “محمود سيد هاشم”, الأستاذ الدكتور في رياضة كبار السن بجامعة حلوان، وهو صاحب فكرة المبادرة في مصر, بأنه قد تنبهت الدول المتقدمة بأهمية الاهتمام بكبار السن منذ ديسمبر 1990، حينما جاء قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتخصيص الأول من أكتوبر من كل عام “يوم عالمي للمسنين” وهو الأمر الذي جعل من الأهمية بأن تسعى الدول العربية لمواكبة واقع رياضة كبار السن عالمياً، فقد جاءت هذه المبادرة كخطوة أولى لوضع حجر الأساس لرياضة كبار السن على مستوي الوطن العربي.
وأوضح الدكتور “محمود هاشم”, أن أهمية المبادرة وأهدافها في كونها تسعى إلى تحقيق مستويات أفضل من الصحة لفئة فوق 60 عاماً، والتي أصبحت تمثل نسبة كبيرة جداً على مستوى العالم العربي، وأن المبادرة تسعى لتحقيق حق مشروع في تخصيص اتحادات رياضية نوعية لفوق 60 عاماً في الدول العربية فتوفر من خلالها منافسات رياضية مستمرة، مضيفا إلي أن أهدافها أيضاً تمثلت في تتبني وزارات الرياضة في الدول العربية فكرة المبادرة وأهدافها وتعزيز التوجه نحو تأسيس اتحادات رياضية نوعية لتلك الفئة العمرية من أجل توفير فرص الممارسة والمنافسة بين فوق 60 عاماً في ألعاب رياضية تناسب قدراتهم وفق قواعد وقوانين خاصة.
كما أشار إلي أن دعوة المهتمين في الدول العربية للبدء في إجراءات تأسيس اتحادات رياضية لكبار السن وفق القواعد والقوانين المنظمة لإشهار الاتحادات الرياضية النوعية في دولهم، والتواصل مع مؤسسي مبادرة كن نشطاً فوق 60 للإستفادة بلائحة النظام الأساسي ولائحة المسابقات اللازمة لتأسيس تلك الاتحادات بحيث يتم توحيد الألعاب الرياضية تمهيداً لتنفيذ بطولات عربية مجمعة, منوها إل أن تسعى الاتحادات الرياضية لكبار السن في الدول العربية (بعد التأسيس) إلى نشر الممارسة والمنافسة في الألعاب الرياضية المقترحة لفوق 60 عاماً في كلاً من المؤسسات التالية (الأندية الرياضية – الجامعات – دور رعاية كبار السن – مراكز الشباب والرياضة.
ويقول أيضا بأن الاستعداد لتنفيذ النسخة الثانية من المؤتمر الدولي كن نشطاً فوق 60 عاماً, ستكون بشكل موسع بعد عام من الآن، وستعمل علي تعزيز المشاركة العربية والدولية لكافة المؤسسات ذات الاهتمام، بحيث تعرض النسخة الثانية من المؤتمر النجاحات التي تم تحقيقها في الدول العربية فيما يرتبط بتأسيس اتحادات رياضية لفوق 60 عاماً، بالإضافة إلي تفعيل الممارسة والمنافسة في دوريات وبطولات، وأيضًا سيتم منح جائزة أفضل رياضي وأفضل رياضية فوق 60 عاماً في كل دولة عربية.
و يري “محمود هاشم”, بأنه لابد أن تتبنى المنظومة الإعلامية في كل دولة عربية تسليط الضوء على رياضة فوق 60 من خلال برنامج رياضي (أسبوعي) يتضمن محتواه (التمرينات البدنية المناسبة – عرض نماذج للممارسة والمنافسة في اللألعاب الرياضية – التغذية الصحية – الفروق في القياسات الصحية والبدنية قبل وبعد الانتظام في النشاط البدني – عرض مختصر لفعاليات الدورات والبطولات الرياضية التي سوف يتم تنظيمها – لقاءات مع عدد من الشخصيات فوق 60 المشاركين في المنافسات الرياضية), مضيفا إلي أهمية إبرام شراكة مع قسم رياضة كبار السن بكلية التربية الرياضية للبنين جامعة حلوان، باعتباره أول قسم علمي بالوطن العربي، ويضم العديد من الخبراء في مجال رياضة كبار السن والخريجين الذين يعدوا أدوات العمل في الاتحادات العربية مستقبلاً.
و ينوه الدكتور “هاشم”, إلي أنه من الضروري أن يزداد التكامل والتعاون بين الاتحادات الرياضية النوعية في مصر بتأسيس الاتحاد المصري لرياضة فوق 60 لتوفير فرص الممارسة والمنافسة، ليصبح من المؤسسات الدولية المعنية برياضة كبار السن مثل: “المنظمة الدولية لألعاب الأساتذة، والمنظمة الإسترالية لألعاب الأساتذة، المنظمة الأوروبية لألعاب القوى للأساتذة”، ولعل أكبر منظمة على مستوي العالم هي “المنظمة الأمريكية الوطنية لألعاب كبار السن”, مشيرا إلي أهمية مواكبة الاهتمام العالمي برياضة كبار السن والذي بدأ منذ أكثر من 30 عام لتخصيص اتحادات ومنظمات وجمعيات رياضية توفر الممارسة المستمرة والمنافسة في دوريات وبطولات سنوية للحفاظ علي مستويات أفضل من الصحة واللياقة البدنية، مؤكدا بأن المبادرة سوف تشهد تعاون كبير علي المستوي الدولي، وبالفعل لقت المبادرة الاهتمام الأوروبي من قبل المنظمة الأوروبية لألعاب القوى للأساتذة الذي يرأسها السيد “كورت كشكي” والمكونة من 51 دولة أوروبية ستكون داعمة بكل ما يمكن لتفعيل مبادرة “كن نشطاً فوق 60” في الوطن العربي.
