مقالات
أخر الموضوعات

حياة أون لاين

بقلم: زينب محسن

في الوقت الذي أصبحت فيه الحياة “أون لاين”, وكل شيء أصبح عن بعد (تعليم، تدريب، عمل، وتسوق) فكان لابد لكل فرد منا أن يبحث عن فرصة عمل جديدة، أو موهبة يمتلكها ربما كانت مغمورة؛ ليستفاد بها”أون لاين”.

وكنت أنا شخصيًا ضمن من بحثوا داخلهم عن موهبة، أو مهارة تصلح للعمل “أون لاين” بجانب عملي في مجال”مؤسسات المجتمع المدني”، وبعد بحث توصلت لعدة أهداف منها: هدف الشهرة عن طريق شيء أحبه، موهبة ربما مارستها بشكل طفيف من عدة سنوات سابقة، وأرغب في تجربتها بشكل أوسع  ألا وهي (الكتابة، وصنع الفيديوهات، والتسجيل الصوتي).

وبعد تخطيط فوجئت بأن الغالبية العظمي ممن وصلوا للشهرة، وتحقيق المكاسب المادية عن طريق “السوشيال ميديا” قاموا جميعهم بصنع عمل مكرر لا تجديد فيه مثل”صنع فيديوهات عن الميك أب، الأكلات، والموضة…وإلخ”، وربما كانت غير هادفة مثل بعض فيديوهات “التيك توك”، وفيديوهات “اليوتيوبر” المشهورين التي لا هدف منها، كما أنهم يعلنون عن تفاصيل حياتهم الخاصة، و مايحدث بداخل منازلهم لمتابعينهم، تفاصيل لا يحق لأي شخص معرفتها ولكنهم يبررون فعل هذا بجملتهم الشهيرة “وجوب جعل حياتهم جزء من حياة متابعينهم”.

 وعلي الرغم من أن “السوشيال ميديا” أصبحت أرضًا خصبة للمجال المهني، وتوفير الشهرة لأي شخص، إلا أنها في الفترة الأخيرة أصبحت مصدر قوة، وتهديد لأي شخص يستغل شهرته بشكل خاطئ، وعلي سبيل المثال : ماحدث بالفيديو الأخير المنتشر للقصة الوهمية(مصطفي وسماح) ليبدأ الموضوع بالتشهير بسمعة “فتاة” أمام منزلها، ووجود “والديها” في شرفة المنزل دون أي رد فعل منهما، بعيدًا عن أنه فيديو تمثيلي تم صنعه؛ لمجرد هوس الشاب بالشهرة، وحبه ورغبته الشديدة للتمثيل كما قال في أحد “برامج التوك شو” مستغلًا أصدقائه في لعب دور “الأب والأم” للفتاة لينتهي به المطاف في قسم الشرطة، ويجد نفسه وسط حزمة من التحقيقات، والاتهامات؛ وكان ذلك استجابة لرغبة المتابعين علي “السوشيال ميديا، والإعلام” بسرعة القبض عليه.

 وإذا نظرنا إلي جانب أخر من التهديدات نجد أن أي خطأ يُرتكب الآن من قبل المطاعم، أو الشركات… في تعاملهم مع الزبائن، والعملاء، أو تقديم المنتج إليهم بشكل غير لائق فتبدأ الشكاوي، والهاشتاجات تنهال عليهم من كل صفحات، ومجموعات “الفيس بوك، وتويتر….”.

وعند تصفحي اليومي كالعادة علي”الفيس بوك” وجدت واحدة من أشهر صانعات الفيديوهات الخاصة بالموضة تأخذ أراء متابعينها بأنها طلبت سرير ذات “مسند خلفي قصير” كما شاهدته بالصورة المنشورة علي إحدي صفحات “السوشيال ميديا” لتتفاجئ بوصول “سرير ذات مسند أعلي” من الصورة، وبالطبع كثرت التعليقات المساندة للبنت مهاجمين الشركة، وخلال أيام قليلة نشرت الفتاة منشور أخر تتحدث فيه عن اتصال”المسؤول عن الشركة” بها شخصيًا؛ ليعتذرعن الخطأ المرتكب، وسرعة تغيير “السرير” في الحال.

 وعندما أفكر فيما أشاهده يوميًا علي صفحات “السوشيال ميديا” أتساءل دائمًا، هل سنظل تحت رحمة منشور، أو تغريدة، أو هاشتاج؟ إلي متي ستستمر شهرة مقدمي المحتويات الضعيفة الغير هادفة؟ هل هروبنا من الواقع إلي العالم الإفتراضي هو الحل؟ هل سيبقي الوضع علي ما هو عليه؟, أم الوضع سيتغير في يوم من الأيام, و تصبح وسائل التواصل الاجتماعي منأقوي الوسائل للمعرفة و التثقيف فقط لا “للتفاهات”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق