مقالات
أخر الموضوعات

حرص ولا تخون

بقلم: إيمان شهاب

دائمًا ما كانوا يقولون لنا منذ الصغر “الصديق قبل الطريق”، و”احترس أن ينقلب صديقك لعدو؛ لأنه حينها سيصبح ألد الأعداء”.. هذه الكلمات حقيقية ولها قيمة، لكنك لن تفهمها وتدركها جيدًا إلا بعد أن يصبح لديك العديد من الأصدقاء المختلفين في شخصياتهم وبيئاتهم، حينها ستُدرك معنى هذه الكلمات وقيمتها، ولكن احذر أن تفهمها و تطبقها متأخرًا بعدما تكون قد لُدغت من الكثير منهم.

الأيدي الممدودة، والتضحية ، والكلام المعسول، والسؤال الدائم، والاهتمام, ليسوا دائمًا قد تكون نيتهم الحب والصدق تجاهك، ولكن قد تكون أيديهم تمتد لتخفي ورائها سم لك، والتضحية لشيء ما قد تكون نوعًا من التضحية بك فيما بعد عندما يستخدمها صديقك ضدك؛ ليبين للناس بأنه الصديق الصدوق وأنت الخائن الذي لم يُقدر هذه التضحية والصداقة، والكلام المعسول معروف بأنه ليس هناك أسهل منه، والسؤال الدائم لمعرفة كافة أسرارك لاستخدامها فيما بعد ضدك، والاهتمام لكسب ثقتك به واعتقادك بأنه حقًا يحبك وأنه الصديق الذي يحق له لقب صديق.

الأصدقاء لهم سر باتع، فإذا كانوا جيدين يقدونك إلى الطريق الصواب وإذا كانوا سيئين أخذوك إلى التهلكة، فقد قالت لي إحدى أساتذة علم النفس يومًا ما “ليس أذية الصديق بأن يطعنك بالسكين، بل قد تكون فعل أو حركة أو قول وحينها ستكون طعنتها أقوى من أي سكين مسموم؛ لأنه على دراية بكل تفاصيلك و نقاط قوتك وضعفك”.. هي حقًا صدقت فيما قالت؛ لذا احترس من أن ينقلب صديقك لعدو، ولا يعني هذا بأن تستمر في علاقتك معه خوفًا من أن يؤذيك، بل “حرص ولا تخون” يا صديقي.

هناك أصدقاء يملؤهم الشر من ناحيتك وكما هناك أصدقاء سيئون هناك أيضًا أصدقاء جيدون، فنسمع عن صديق ضحى بكليته لصديقه، وصديقة مازالت مع صديقتها حتى شابوا سويًا، وصديق دان صديقه ليخرج من مأزقه… وغيرهم من النماذج الجيدة ولكنهم قلة، فيا حظك ونصيبك إن كان لديك صديق صدوق ومازلتم معًا مهما مر عليكم حلو أو مر.

لا تيأس من أن تجد صديق حقيقي فإنهم موجودون، ولا يعني عدم وجود رفيق جيد بأنك شخص سيء بل هي أرزاق ياصديقي كرزق المال ورزق الزواج ونصيب أيضاً، فلا تحزن إن لم يكن لك صديق فإنه لم يحن وقته بعد، ولا تخون إذا كان معك صديق كن فقط حريص وفكر في أفعاله إن كانت نابعة بصدق أم بشر، وحينها ستدرك حقيقة صديقك، ولا أقول بأن تفقد رفيقك لمجرد غلطة أو غلطات صغيرة، بل أقول عن الأخطاء التي لا يمكن غفرانها، بل كن صريحاً معه وعاتبه حتي لا يكرر هذه الأخطاء مرة أخري, كما لابد أن تسبق صديقك في الخير فإذا سابقك عليه وحثك على استمرار الأفعال الخيرة.. اعلم أنه خير الأصدقاء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق