مقالات
أخر الموضوعات

جبر الخواطر

بقلم: سها سمير

علي الرغم من ان جبر الخواطر من الأمور البسيطة إلا أنها صعبة أحيانا, فقد من الممكن ان تأخذنا من “سابع أرض” و ترفعنا إلي “سابع سما”, فإنها نعمة من نعم الله علينا يهبها لمن يشاء من عباده, و علي ذكر هذه الصفة النبيلة سآخذكم و أروي لكم قصة تثبت مقدار حلاوة جبر الخواطر.

في يوم من الأيام كان هناك مجموعة من شباب من جامعة “Must” جالسين علي “كافية” في مدينة السادس من أكتوبر, و هم في مجلسهم جاءت إليهم فتاة صغيرة يظنون الناس بأنها “متسولة” و لكن من برائتها و ابتسامتها الجميلة لا يمكن ان تُري وكأنها طفل متسول كالأطفال المتسولين الآخرين, فهي لم تكن “تزن” علي مطلبها بل طلبت بهدوء و بكل طيبة, و الشباب أعطوها إثنين جنيها فاكتفت بيهم و لم تقم بالمجادلة علي كل شاب من هؤلاء الشباب للحصول علي مبلغ أكبر, و حينما كانت ستذهب وجدت هؤلاء الشباب يحاسبوا ” الكافية” و لكن يوجد مشكلة في الحساب علي اثنين جنيها, فقامت بدون تردد و اعطتهم الإثنين جنيها و قالت للشباب “كملوا بيهم”.

لم ينسوا هذا الموقف النبيل و البرئ من طفلة صغيرة فأخذوا يتعرفوا عليها و عن حياتها, كما تبادلوا الضحكات والنكات معها و عرفوا بأن اسمها “فاطمة” , ظلت الفتاة تحكي عن نفسها بكل براءة و عن فيما تتمناه بأن تصبح محبوبة و تصبح كباقي الفتيات في مثل سنها بان يكون لها أهل و أصدقاء و تحتفل بعيد ميلادها و تعزم كل من تحبهم فيه, خاصة بأن عيد ميلادها قد اقترب لذلك تتمني ان تتحقق أمنيتها و أحدا ما يحتفل بعيد ميلادها و يجلب لها تورتة و تطفأ الشمع كباقي الفتيات.

جاء موعد ميلاد “فاطمة” و هنا كانت المفاجأة .. فاجأوا هؤلاء الشباب الفتاة و احتفلوا بعيد ميلادها و اشتروا لها تورتة و هدايا و كل ذلك لجبر خاطرها, ليسعدوا قلبها الصغير البرئ الذي وعد بأنه لن يستطيع ان ينسي هذا اليوم من كثرت سعادته به, لذا كلا منا يحتاج لجبر خواطره ليستطيع ان يعيش و يتعايش مع قساوة الحياة, فاجبروا بخواطر بعضكم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق