هو وهي
أخر الموضوعات

“الكورونا” سلاح ذو حدين .. و المواطنين: آثرت إيجابياً في بعض الأمور من حياتنا

تحقيق: ولاء إبراهيم

علي الرغم من أن الأزمات التي قد تحدث في المجتمع وكل موقف يحيط بالإنسان مهما كان قاسي، لابد مع مرور الوقت نكتشف أنه كان يحمل بجوانبه أشياء إيجابية وليس فقط سلبية، فمنذ العام الماضي هلت على العالم جائحة”فيروس كورونا” تلك الازمة التي قلبت حياتنا رأسًا على عقب من خوف وتوتر وطوارئ عديدة، وعند انتهاء الموجه الأولي ظننا أن الأزمة انتهت، ولكن عادت بموجة آخرى تطارد البشرية، في تلك الفترتين حدثت مفارقات في  تعاملاتنا ومعايشتنا لما فرضته علينا” الكورونا”، ومن هنا قام موقع “لايف ويب” بإجراء استطلاع رأي المواطنين؛ لقياس مدي تأثير الأزمة عليهم, ومدى الاختلاف بين الموجتين على مجتمعنا.

في البداية تقول الدكتورة” سامية زايد”, مديرة مدرسة ثانوي, بأنه مازال الناس يتعاملون دون حذر في حياتهم اليومية مع الأسف كشراء الوجبات الجاهزة والتجمعات والتكدس في الأماكن العامة من مواصلات وخلافه، وحتى المرضى لم نرحمهم  من القبلات والأحضان، مضيفاً أنه طالما تم تأجيل الامتحانات وشددنا على دورالعبادة في أخذ الإجراءات الاحترازية  وغيره، فلا يصح أن تقابل الدولة هذا المجهود بعمل مباريات, أما على المستوى الشخصي فالأزمة حقا غيرت الكثير حيث أصبحت أركز في استخدام الأشياء الشخصية في الشغل وفي البيت، وأصبحت أركز أثناء الشراء والبيع ولو اضطررت لركوب مواصلة عامة بأخذ الكرسي الذي بجانبي على حسابي.

 أمّا عن “رحاب الهاشمي”, خريجة كلية آداب, تقول إن من سلبيات الأزمة أنه هناك الكثير من التدريبات في العمل قد ألغيت وكذلك ملتقيات للتوظيف ألغيت أيضا، ولكن أرى إيجابيات لها حيث إنها فتحت فرص آخري في كيفية العمل من المنزل بدلا من المكتب ويكون بنفس الإنتاجية بل أكثر وأسرع, و جعلتنا نفكر أيضا في كيفية تسهيل العمل علي بعضنا البعض, وهناك شيء إيجابي أحدثته فيا شخصيًا، أنها جعلتني أضع حدود كانت المفروض تكون في التعامل من البداية، ومهما يكن في الموجة الثانية فإن الناس بدأت تتعامل مع الإجراءات  بخلاف الأولى.

كما قالت “شاهندة محمد”, طالبة جامعية, بأنها إذا خرجت من المنزل فإنها تخرج بالكمامة و الكحول كما أصبحت لا تأكل من الخارج كما كان من قبل, خاصة أن حياتها قد تغيرت عن الأول فى أنها أصبحت تخاف ولا تأخذ راحتها في الأماكن التي تخرج إليها و في المناسبات و هذا احساس يضايقها.

وتقول “هناء هلال”, خريجة كلية خدمة اجتماعية, بأن أزمة الكورونا قد غيرت فيها على المستوى الشخصي، عندما أخذت أجازة كبيرة من العمل لتقليل عدد العمالة, خلالها تقربت إلى الله أكثر، وتواصلت أكثر مع أهلها، وقامت بإنشاء برنامج أون لاين للتناقش حول الموضوعات الاجتماعية, كما قامت بتأسيس مشروع اقتصادي صغير مستقل بنفسها, مضيفاً أماعلى المستوي العام فإن أغلب الأفراد أدركوا بأنه لابد الاعتماد على أكتر من دخل لمراعاة هذه الحالات الطارئة، وأدركنا أيضا قيمة الوقت بصورة أكبر، مشيرة إلي أن سلبيات الأزمة تتمثل في الوضع المالي للعديد حيث تأثر بعض الأشخاص فلجأوا إلى الاستلاف والبعض الآخر من الأشخاص ظهرت على حقيقتها وعند الأزمة اختفوا من حياة بعض، كذلك هناك أشخاص لم تدرك أهمية ارتداء الكمامة لأنه مع الأسف لا يوجد آي إدراك لدى العديد بخطورة الأزمة.

وفي سياق متصل ترى الدكتورة”دعاء حسين”, أخصائية تحاليل طبية, بأن الأزمة أظهرت الاستهتار في عدم الوعي والتعامل بعشوائية، من حيث الأناس الذين يخبئون مرضهم وتتعامل بشكل طبيعي وخروجهم قبل فترة انتهاء العزل، ولكن أظهرت إيجابيات معها ومع الفئة الأكثر فهمًا من حيث التطهير الدائم والاهتمام بالنظافة الشخصية أو العامة والبعد عن التجمعات ومحاولة التعامل بترتيب معين في المصالح الحكومية والبنوك وغيرها، مضيفاً إلي انها أظهرت إيجابياتها في الشباب المتطوع الذين كانوا يتجولون في الشوارع و المساجد وذلك على حسابهم الشخصي، وبالنسبة للوعي  فهو منعدم  لدى الكثير ولم يتحسن، فمن واقع عملها كطبيبة تحاليل فإنها إذا وجدت حالة والتحليل الخاصة بها ظهرت إيجابيتها تفهمها بأنها لابد ان تعتزل بالمنزل و كيف تتعامل مع المرض، ولكن الأمرالصادم أنها تجد حالات لا تلتزم بالعزل ولا بالإجراءات سوى مجرد ارتداء الكمامة فقط.

 و علي صعيد آخر, يوضح لنا الدكتور”الفنجري غلاب”, نائب مديرمركز الحداثة للدراسات الإجتماعية ومدرس علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة الوادي الجديد, بأنه لا يمكن إنكار خطورة السلبيات الناتجة عن تداعيات أزمة كورونا والألم الذي مازال يعاني منه الشعب المصري وخاصة الفقراء الذين تأثروا تأثيرًا كبيرًا بهذه الجائحة إثر تدهور الوضع الاقتصادي وتوقف العديد من العمال عن أعمالهم خاصة المهن المرتبطة بالعمالة غير المنتظمة، وعلى الرغم من المحاولات العديدة من الحكومة لمساعدة العمالة غير المنتظمة إلا أن هذه المساعدات لم تفلح في التخفيف من حدة المعاناة لهؤلاء العمال وأسرهم، ولكن من قلب هذه السلبيات ظهرت مجموعة من الإيجابيات تمثلت في فكرة التضامن والتكافل الاجتماعي من متطوعين لمساعدة مصابي الكورونا وتوصيل العلاج والغذاء مجانًا لمنازل هؤلاء المرضى ومساندتهم ماديًا ومعنويًا.

و أضاف “الفنجري” بأن ظهور المبادرات الشبابية وتبرع العديد من أهل الخير بمساعدات مادية وعينية؛ لمساعدة الأسر المتضررة من الأزمة سواء بطريق مباشر أوغير مباشر بواسطة مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية وتوصيل المساعدات إلى هذه الأسر في منازلهم, أثبت للعالم كله مدى ترابط المجتمع المصري بكل فئاته شعب وجيش وحكومة ومجتمع مدني.

الدكتور “الفنجري غلاب”

وتشير الدكتورة “سحرعبدالعظيم”, دكتورة في الصحة النفسية والإرشاد النفسي, أنه مع بداية انتشار الفيروس  في مصر فقدنا أشخاص كثيرة عزيزة علينا بسبب هذا الوباء، فانتشر معه القلق والتوتر أكثر، لكن مع البدأ بأخذ الاحتياطات والاجراءات الاحترازية وارتداء القناع والخروج إلا للضرورة القصوى أصبحت الأمور أفضل وبدأت تعود الحياة إلى طبيعتها، ولكن مع ظهور الموجة الثانية عادت الأجواء مرة آخري، وهذه المره أكثر انتشارًا ولكنها أقل في عدد الوفيات، كما لا يمكن إنكار بأن هناك إيجابيات للأزمة فهناك بعض المجالات غيرت من أساليبها التقليدية، على سبيل المثال: التعليم الأونلاين أو التعليم عن بعد استطعنا من خلاله مواكبة العلم وأصبح للتكنولوحيا دور كبير وقمنا باستخدامه في التعليم بشكل أكبر، كما كانت أيضا سبب في أنها جعلتنا نهتم بتقوية جهاز المناعة بتناول أكل صحي والابتعاد عن الأكلات السريعة المصنعة، وأتاحت فرصة كبيرة لتواجد الأسرة مع بعضها.

وعن التأثير النفسي بعودة الأزمة مجددًا, تقول “سحر”, أننا أصبحنا نتأقلم عليها بشكل كبير ونتعايش معاها فأصبح كل منا يذهب إلى عمله ويأخذ معه الإجراءات الاحترازيه، مؤكدة بأنه من أجل تحقيق الاستقرار النفسي  في ظل الأزمة يجب علينا الالتزام  بتعليمات وزارة الصحة والابتعاد عن متابعة عدد الوفيات وعدد الإصابات حتي لا نصاب بالقلق النفسي، والابتعاد عن كل الأخبار السلبية لأنها تؤثر على جهاز المناعة، والإيمان بأن” لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا”، والمداومة على أذكار الصباح والمساء وقراءة الكتب وشغل أوقات الفراغ بالأشياء المفيدة، وممارسة رياضة كالاسترخاء واليوجا فهي عوامل تساعد على الثبات النفسي وتقليل التوتر خاصة في ظل الظروف الحالية.

الدكتورة “سحر عبد العظيم”
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق