مقالات
أخر الموضوعات

الفيروس البرئ

بقلم: أحمد طلعت

لم أندهش من تدشين طلاب الجامعات المصرية هاشتاج “إقالة وزير التعليم العالي”، بعد رفضه إلغاء امتحانات الفصل الدراسي الأول، لذا قام الطلاب بصب جام غضبهم على الوزير معتبرين قراره استهتاراً بأرواح آلاف الطلاب، و يعرضهم للإصابة بفيروس “كورونا” المستجد، ولكن الأمر المفاجئ هو تصدره قائمة “التريند” في مصر، الأمر الذي يعكس كم من لا يرغب في أداء الامتحانات.

الطلاب ليسوا أبرياء في إطلاق هذه الدعوات، فنفس الطلاب الذين يدعون أن قرار الوزير لا يراعي قواعد السلامة ويجبرهم على النزول، هم أنفسهم من يغضوا البصر عن المقاهي كاملة العدد التي يجلسون عليها، هم أنفسهم من تمتلئ بهم المولات التجارية وقاعات السينما، حتى الشوارع والمحال التجارية والحدائق العامة لا تكاد تخلو منهم، لكن عندما يتعلق الأمر بالتعليم والدراسة والامتحانات تجدهم يتذكرون وجود الوباء ويخشون الإصابة به.

الوزارة أيضاً ليست بريئة، فهي من رفعت سقف طموحات الطلاب بإلغاء الامتحانات، فالعام الماضي قاموا بوضع نظام الأبحاث “الفاشل” شكلاً و مضموناً؛ فلم يستفد منه الطلاب على الإطلاق، ولكن للإنصاف لابد أن نذكر أنه كان الحل الوحيد للمرور بأصعب عام دراسي في تاريخ مصر، حتى قرار تأجيل الامتحانات لمدة أسبوع رفع من درجة توقعات الطلاب، واعتبره البعض بمثابة التمهيد لإلغاء العام الدراسي كما حدث بالعام الماضي.

فيروس “الكورونا” بريء تماماً من ادعاءات الطلاب، وفي اعتقادي أن السبب الرئيسي في هذه الدعوة يكمن في انخفاض المستوى العلمي لعدد كبير من طلاب الجامعات، فانظر لغالبية المتحمسين لإلغاء الامتحانات تجدهم – للأسف – ممن ينجحون بصعوبة وبدرجات الرأفة، لذلك يخشون من دخول الامتحانات حتى لا تنكشف حقيقتهم ويرسبون في الاختبارات، مما يعرضهم لإعادة العام الدراسي.

أيها السادة، استقيموا يرحمكم الله، لا تضيعوا الوقت في البكاء على “اللبن المسكوب”، فالامتحانات أصبحت أمراً واقعاً، ولا يوجد أي نية للتأجيل أو اعتماد النظام الإلكتروني أو حتى الأبحاث، و نصيحتي لكم أغلقوا صفحات التواصل الاجتماعي وافتحوا صفحات الكتب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق