مقالات
أخر الموضوعات

ماذا عن البيتكوين؟

بقلم: رواء حسن

صورة لحرف “B” وخلفية صفراء هذا أول شيء يحضر في بالنا عندما نتحدث عن “البيتكوين”، ففي السنوات الأخيرة ظهر لنا ما يسمي بالعملات الإلكترونية، وكانت عملة البيتكوينBitcoin” ” أشهرهم وكثيرًا ما كنّا نتساءل ما هى عملة البيتكوين؟، وكيف يتم تداولها؟، وماذا عن مستقبلها وهل ستصبح هى العملة الرسمية والمُوحدة في نظام الدفع العالمي؟! فنعرفها على إنها عملة إلكترونيه بصورة كاملة تتداول عبر الإنترنت فقط دون وجود فيزيائى أو مادي لها، وأنها أول عملة رقمية لا مركزية فهو نظام يعمل دون مركز محدد أو مدير واحد ويتم المعاملات بها بشبكة فرد لفرد بين المستخدمين بشكل مباشر وبدون وسيط من خلال استخدام التشفير. اخترعها “ساتوشي ناكاموتو” Satoshi Nakamoto” ” وأُصدر كبرنامج مفتوح المصدر فى عام ٢٠٠٩.

أما عن مفهوم “البيتكوين” فهى اختصار “Peer To Peer” فهو مصطلح تقني بمعنى التعامل المباشر بين مستخدم وآخر دون وجود وسيط، وكان الهدف من هذه العملة التى طُرحت للتداول هو تغيير الاقتصاد العالمي بنفس الطريقة التي غيرت بها “الويب” أساليب النشر.

ومع بروز التكنولوجيا وزيادتها وانتشار عملة البيتكوين بين الأفراد واعتمادُها من قبل العديد من المؤسسات الكبرى والدولية أدى ذلك إلى سن تشريعات دولية كنوع من الأمان التشريعي يواكب الأمان المعلومات فى هذه النوعيات من العملات الجديدة.

الأرض الذى لم يشتريها أجدادنا في الماضى هى ذاتها عملة البيتكوين التى لم تشتريها أنت”.. عندما قرأتُ هذه المقولة تساءلت هل حقاً المستقبل سيكون لمثل هذه العملات الإلكترونية؟، وهل ستزول وتنحصر العملات الورقية وهل ستدخل التعاملات في إطار جديد كما دخلت العملات الورقية على نظام المقايضة فتبدل شكل التعاملات بين البشر وخاصة مع ظهور منافسين جدد لعملة البيتكوين، ففى عام ٢٠١٦ ظهرت عملة “Ethereum” كادت أن تُوقف على شهرة البيتكوين ولكن جاء التحذيرات حول سهولة اختراقها وأيضاً تحذيرات من ملاحقتها أمنياً دفعت بها إلى التراجع وبقاء عملة البيتكوين بالصدارة .

جاء شهرة البيتكوين على أنها إبداع تكنولوجي جديد وغير سيغدو مثل الذهب وإن كانت البنوك هى الوسيط فى العمليات التجارية الكبيرة إلى الآن فإن العملات المشفرة -الإلكترونية- لا تحتاج إلى وسيط وذلك يجعلنا نسأل عن مصير البنوك ومستقبلها.

لاشك أن الأزمات التي شاهدها العالم فى الفترة الأخيرة أَحدث الكثير والعديد من التطويرات والتغيرات على الصعيد السياسي والاقتصادي والمالي وغيره وخاصة أزمة فيروس “كورونا” المستجد، ومع إغلاق كافة الدول لمطاراتها وحركة الانتقالات زاد انتشار وصيت عملة البيتكوين وزاد تداولها بين الأفراد؛ مما أدى إلى زيادة سعرها أثناء هذه الأزمة وأصبحت تُقارن الآن  بالذهب وبات يُعلن عن أسعارها كما يعلن عن أسعار الذهب.

تعتمد هذه العملات على تقنية “Block Chain” وهي تقنية صعب اختراقها ولا يتدخل بها العنصر البشري فهي معادلات صعبة ومعقدة يحلها الحاسب الألي فقط وتتطلب طاقة وجهد كهربائي ضخم جداً وكذلك مساحة هائلة.

كان لا بد أن أنوه بأن حجم سوق البيتكوين وصل إلى ما يقرب من ٤٥٠مليار دولار في عام ٢٠١٧، وإن كانت عملة البيتكوين أول عملة مشفرة تحظى بهذه الشهرة العالمية فقد سبقتها العديد من المحاولات لإنشاء هذا النوع من العملات فى الفترة ما بين عام ١٩٩٨ إلى ٢٠٠٩  مثل عملة “Bit Gold” لم يتم تطويرها بالشكل الملقى فهى لم تتجاوز حد المحاولة.

وعلى النقيض الآخر فإن هناك دول ترى فى العملات المشفرة تهديداً لأنظمتها البنكية والتشغيلية كما ترى أنها من الممكن استخدامُها في أنشطة غير قانونية مثل غسيل الأموال, ويظل التصارع ما بين الترغيب والتنفير والصد عن التعامل بالعملات الإلكترونية سواء البيتكوين أو غيرها من العملات أمراً مُحيراً يستلزم الكثير من الأبحاث والمعرفة قبل الخوض في التعامل بها وإن كانت مراحل تقبل أو شيء جديد يتخذ هرماً معيناً يبدأ من إدراك الفائدة وينتهي بجودة النتائج مروراً بسهولة الاستخدام و السمعة التى تتميز بها هذا الابتكار وكذلك المعايير الذاتية لدى الأفراد فهى تختلف من فرد إلى آخر فكل منا له معاييره واعتقاداته الخاصة وكل منا له حد معين في التعامل مع المستجدات قمنا من يبادر باقتناء الأشياء الجديد ومنا من ينتظر حتى تنتشر وتصبح شيئا متداول, وكذلك الأفكار والمنتجات الجديدة تمر بمراحل حتى تصل  وتنتشر إلى البيئة الاجتماعية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق