فيتشر
أخر الموضوعات

“حربي” .. بصيراً بلا عينين يُشكل أجمل المنتجات الفخارية

كتب: محمود درويش

في قرية صغيرة من قرى الصعيد تدعي قرية “أولاد علي” بمركز “نقاده” بمحافظة قنا, وفي عام 1972 ولد “حربي محمد”، هذا الشاب الذي يعمل والده في صناعة الفخار،  تربي وترعرع في كنف أمه وأبيه، وشيئاً فشيئاً  تعلم مهنة  والده ألا وهي “الفخار”, وبعد وفاته مبكراً تولى “حربي” مسؤولية المنزل، فقرر أن يُكمل تعليم مهنة “الفخار” ليكمل مسيرة والده و يساعد في إدارة و مصروفات المنزل, فقام بتعلمها و إتقانها على يد أخيه لكي يساندوا بعضهم البعض.

في ظل هذه الظروف الذي مر بها لم ينسي تعليمه حيث التحق بالمعهد الأزهري لينتهي من المرحلة الإعدادية ثم الثانوية، ولم يكتفي بالتعليم على هذا القدر ففي عام 1996 التحق  بكلية الدراسات الإسلامية ليحصل على الشهادة العليا، ومثل أي مصري انتظر ليتعين، وحينها لم يتوقف عن العمل في مجال “الفخار” فهي المصدر الرئيسي لدخل الأسرة، ولكن بسبب تضاعف العمل عليه خاصة بعد أن فقد أخاه الأكبر بصره لإصابته بالماء البيضاء حاول البحث عن وظيفة آخري بجانب مهنة “الفخار”, حيث يقول: “فقد أخي الاكبر عينه بسبب إصابته بالمياه البيضاء فقد ذهبنا إلي القصر العيني للعلاج, ولكن بسبب عدم مقدرتنا علي تكلفة العلاج لم يكمل العلاج و رويدا رويدا ومع مرورالوقت اصبت بما اصاب اخي نظراً لطبيعة عملنا الذى يعتمد على الأفران التي توقد بالحطب ، وفي 2009 فقدت عيناي أيضا مثل أخي”.

حدث “لحربي” كما حدث لأخيه ولكن لم يستسلم وتغلب علي حالته فاستمر في العمل، حيث يتابع قائلاً: “بعدما فقد أخي بصره لم أجلس في المنزل واستمريت في العمل على الدلاب (الآلة التي تصنع الفخار)، وبعدما فقدت عيني أنا أيضا أخذت أخي قدوة لي عندما كنت آراه جالساً علي آلته  في تناغم تام وكأنه مُوسيقار يعزف على الكمنجا، فتنحدر يده على الطين لتشكل أجمل المنتجات الفخارية، لاتستطيع أن تميز بين منتجاته ومنتجات شخص آخر مبصر, فاستمرينا معابالعمل في مهنة والدنا ولم ننتظر من الجمعيات الخيرية ولا من أحد أن يتكفل بحالتنا”, ولكل عمل صعاب، ومن الصعاب التي تواجه “حربي” هي المياه، حيث أنه لابد أن يعبر الجسر للحصول علي المياه من الترعة، والعربيات علي هذا الجسر سريعة جداً فيصعب عليه عبوره وينتظر مطولاً حتي يعبره.

اظهر المزيد

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق