فيتشر

“مفيش مستحيل”.. شاب انطوائي إلى معلم لآلاف الطلاب والخريجين

كتب: أحمد الدخاخني

“العزلة” هي أكثر الأمور التي تضيع أيامنا في لا شئ لتجنبنا لكل ما في الحياة, ويرجع أسباب عزلة الفرد لأمور عديدة, ولكن “الشاطر” الذي يخرج نفسه من ظلمات الإنطواء إلي نور الحياة و الأحلام.

“محمود غزلان”, هذا الشاب الخريج من كلية العلوم جامعة الأزهر دفعة 2020، كان لا يحب التحدث مع الآخرين أو تكوين علاقات مع الناس، بل كان يحب العزلة والجلوس في غرفته كثيراً، هذا الأمر بدأ بعد وفاة والده وهو في الثانوية العامة، فلم يكن يحب أن يذاكر لأحد، حتى أتت اللحظة التي تظهر لأي طالب ثانوي في هذه المرحلة “لحظة الخوف من السقوط و الفشل”، ولذلك بدأ”محمود” في المذاكرة للثانوية العامة، ثم التحق بكلية العلوم جامعة الأزهر بمحافظة أسيوط في 2016، رغم أنها لم تكن حلمه ولكنه وجد فيها نفسه.

قرر بعدها “محمود” التغلب على الانطوائية وأخذ يبحث عن الأنشطة الطلابية داخل الجامعة حتى انضم إلى أكثر من نشاط، ثم دخل لجنة العلاقات العامة لكنها لم تفيده حيث قال: “كنا نقوم بعقد اجتماع, ولكن كنا نضحك فيه ولانستفيد منه أي شئ”.

بدأ البحث عن مجاله على مواقع التواصل الاجتماعي وعلي “جوجل”، والتي ساعدته في اكتشاف هدفه وتحقيق جزء صغير منه، وكيفية الوصول إلى المعلومات التي يريدها بنفسه وبدأ يُعلم نفسه بنفسه، كما شارك معلومات المجال لزملائه الذين معه في النشاط الطلابي، رغم أنه يصفها بأنها كانت معلومات بسيطة ولكنها لم تكن موجودة عند الطلاب، كما عمل على إقامة شبكة علاقات مع أشخاص مشهورين في مختلف المجالات وهذا الأمر الذي ساعده بعد ذلك.

في عام 2017 حوّل”محمود” من كلية علوم أسيوط لعلوم القاهرة، وذلك بعد حصوله على مجموع 84% في الفرقة الأولى و لم يبقى على درجة الامتياز سوى 1% فقط ثم انضم في جامعة القاهرة إلى بعض الأنشطة الطلابية، وقام بعمل نشاط طلابي خاص به وانضم له عدد من زملائه وحققوا نجاحاً مبهراً، ولكنه لم يجد فيها أي جديد فترك الأنشطة الطلابية واتجه نحو العمل لكي يحقق ربح مادي خاص به.

تكريم “محمود غزلان” كمسئول عن محافظة القاهرة في المؤتمر الدولي للتحاليل الطبية و تشخيص الأورام

عمل في أكاديمية تعليمية تسمى”SFA” في دمنهور بمحافظة البحيرة، وعمل كمسوق”سوشيل ميديا” و شارك في أول مؤتمر دولي للأكاديمية وكان ناجحاً بشكل كبير في التسويق، حيث قام محمود بحملة إعلانية ضخمة للمؤتمر وحضر فيها أكثر من 2000 شخص، وقرر رئيس الأكاديمية بأن يعمل”محمود غزلان” كمدير منطقة في الأكاديمية للقاهرة بالكامل وهو يبلغ من عمره أقل من 20 عاماً، كان العمل مرهقاً عليه ما بين عمل حسابات وعلاقات وحجوزات وغيره، ولم يكتفِ بذلك، بل أيضاً ترأس تنظيم الجزء الثاني من نفس المؤتمر الدولي وذلك بعد نجاح الجزء الأول من المؤتمر وتم تكريمه من قِبل نائب محافظ البحيرة.

كما انضم”محمود” لشركة“SMG” وعمل فيها كمتخصص للعلاقات العامة، وكان العمل قائم على التواصل مع ممولين ومحاولة إقناعهم على مشاريع تحت الإنشاء وشركات كبيرة بهدف تمويلهم.

وتابع قائلا: “لم أكتف بذلك، ففي عام 2018 قررت أن أطور نفسي في اللغة الإنجليزية فعملت كمترجم على موقع”Freelancer” بالإضافة إلى عملي كمتخصص علاقات مستقل بعد حصولي على دبلومة العلاقات, و في الفترة بين عامي 2019 و 2020 قررت تعليم الناس كل ما تعلمته، فقمت بصنع محتوى وعرضه في أماكن مختلفة و في مواقع الإنترنت، حتي نجحت في تكوين علاقات بشكل أوسع من السابق، وتدريجياً أصبحت مطلوباً في التسويق، فقد تعلم على يد ذوي الخبرة في مجال التسويق في كيفية وضع خطط تسويقية، واستطاعت وضع خطط تسويقية لأكثر من شخص وأصبحت معروفاً بوزير العلاقات العامة وزير الـ PR، رغم أنني لا أحب الألقاب”.

وأسس”محمود غزلان” نظاماً للتعليم الأونلاين يسمى”مدرسة الوحوش” والهدف منها تخريج مجموعة من الشباب المؤهلين لسوق العمل بشكل كامل وتم تخريج 3 دفعات، كذلك عمل معلماً لأكثر من 50 ألف طالب، كما أنه خريج أساسيات سوق العمل والتجهيز للحياة في أرض الواقع.            

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق