هو وهي
أخر الموضوعات

“الدحيح” لقب الأول علي دفعته .. والمتفوقون: لا يوجد وفاق بيننا و بين أغلب دفعتنا

تحقيق: محمود درويش

كل طالب يحلم بأنه يصبح الأول علي دفعته, وهذا ماقد يتحقق للبعض و يشعروا بالسعادة عندما يصبحوا الأول علي دفعتهم, ولكن لكل شئ مقابل و المقابل لحصول الطالب المتفوق علي المركز الأول علي دفعته وجود بعض التلميحات و المعاملات و النظرات الغريبة اتجاه, فقد يجد هناك من يراه بأنه لا يستحق هذا النجاح, و الآخر يراه بأنه شخص مغرورو و متكبر لأنه الأول علي الدفعة, و البعض الآخير و هو الأغلب ما يطلقون علي أول الدفعة بأنه “يهودي الدفعة”, أو “الدحيح”, و لكن كل ذلك يتأثر به المتفوق سلبياً مما يجعله يتجنب دفعته ويهتم بدراسته فقط, ومما حاول أن يثبت العكس لا يجد أي جدوي, و تظل ذكري سيئة في ذهنه اتجاه مرحلته الجامعية.

وهذا ما حدث مع “محمد أشرف زكي”, المتخرج من جامعة جنوب الوادي, حيث يقول: “عندما كنت في الجامعة استطعت أن أكون الأول خلال الأربع سنين في كليتي، ولكن زملائي في الكلية كانوا ثلاثة أنواع,النوع الأول يتمثل في الطلاب الذين لا يفرق معهم الأول من الأخير علي الدفعة, و كل ما يهمهم هو النجاح و التخرج من الجامعة و كانت علاقتي بهم جيدة, و النوع الثاني وهم الطلاب المتفوقون و لكن لايستطيعوا أن يحصلوا علي مراكز وكانت نسبة الحقد أو الحسد لديهم قليلة, ولكن عندما كنت أقوم بمساعدتهم كانوا يعاملوني معاملة حسنة, أما عن النوع الثالث وهم المنافسين فكانوا يحقدون ويحسدون وعلاقتي بهم كانت سطحية”, مضيفا “إلي أنني كنت أساعد زملائي ولو بنصيحة علي قدر المستطاع, خاصة أنني خسرت الترتيب الأول علي الدفعة في مرحلة ما و أصبحت الثاني, بسبب أن أحد زملائي الطلبة نقلوا كلام لم يحدث لأحد الدكاترة”.

محمد أشرف ذكي

ولم تختلف حالة “محمد” كثيرًا عن حالة “آلاء أحمد صالح”، المتخرجة من أكاديمية أخبار اليوم, حيث تقول: “كنت في البداية لا أفكر بالترتيب وإنما حبي للمجال جعلني في السنة الأولى أحصل على إمتياز في جميع المواد وأصبحت الأولى، ولكن بعد نشر النتيجة بدأ البعض في تكوين الضغائن لي، وفي السنة الثانية تجمع الكثير حولي ليحصلوا على المحاضرات والمذكرات، وحينها تكونت معظم الصداقات على المصالح، ولذلك بدأت أفرق بين أصدقائي الذين يحبوني، وبين الذين يصاحبونني للمصلحة، وفي نهاية السنة الثانية حصلت علي المركز الأولى أيضًا فبدأ البعض يكرهني ويتكلم على أنني “دحيحة” وإنني لا أساعد أحد، لذلك اقتصرت على بعض الأصحاب المخلصين لي ولم أساعد أحد إلا الذين يستحقون”, مضيفاً:”كنت على وفاق مع بنات دفعتي، أمّا الأولاد لم نكن على وفاق فيما بيننا، وكانوا يكرهونني ويظنون أنني لا أريد أن أساعد أحد، ولم تكن الدراسة والمذاكرة تشكل عائق لي للاهتمام بمظهري الخارجي وملابسي، بل على قدر جهدي ومذاكرتي كان اهتمامي بمظهري جيدًا، حيث كنت ألبس كل يوم ملابس جديدة”.

وجاء “أحمد طلعت”, معيد بأكاديمية أخبار اليوم, مؤكدًا لكلامهما حيث قال: “معاملة الزملاء معي انقسمت إلى قسمين: القسم الأول كانوا أصحابي الذين يحبون لي كل خير وكانوا يفرحون بنجاحي، أمّا القسم الثاني كانوا يكنّون لي الكره على الرغم من أنني لم أعاملهم بسوء، فلم يتوقفوا عن الحديث عني وأنني  “الدحيح” والعبقري الذي لا تتوقف عنده شيء، على الرغم من أنني لم أكن أذاكر كثيرًا، مضيفا: ” فكرة أن تكون متفوقًا يجعل البعض متضايق ويغير منك، وأسوء الفئات من الطلاب الذين يريدون أن يكونوا الأوائل دون جهد وتعب، وأنهم يرون أنك حصلت على شيء ليس من حقك”.

أحمد طلعت

وفي هذا الصدد, تفيدنا الدكتورة “أسماء بهاء”, دكتورة بكلية الإعلام جامعة جنوب الوادي, حيث قالت: “الأول دائمًا يفرض نفسه ويحاول أن يستحوذ على اهتمام وحب الدكاترة، وذلك ما يجعل بعض زملائه يعتقدون أن الدكاترة يفضلونه عنهم، ومن ثم تحدث الضغائن، لكن الحقيقة أن الأوائل يركزون في المحاضرات ويلتزمون في الحضور، و يناقشون الدكاترة في المسائل التي تصعب عليهم، مما يجعل الدكاترة يبادلونهم نفس الاهتمام, ولكي يتم حل هذه المشكلة يرجع إلى طبيعة الطالب، فعليه أن يستحوذ على حب زملائه من خلال تواضعه وتعاونه معهم، لكن هناك بعض الطلاب لا يتعاونون خوفًا من خسارة ترتيبهم، وهذا ما يجعل زملائهم يكرهونهم ويشعرون بان هناك فرق بينهم”.

ويري الدكتور “الفنجري غلاب”, نائب مدير مركز الحداثة للدراسات الاجتماعية والتنموية ومدرس علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة الوادي الجديد، سبب هذه المعاملات قائلًا: “السبب الرئيسي في نوع المعاملة وسلوك الأفراد يكمن في البيئة التي نشأ فيها الفرد حيث يقول “اميل دوركايم” عالم الاجتماع الفرنسي “أن البيئة هي العامل الأساسي والفعال في تشكيل سلوك الفرد”، وبالتالي فإن البيئة الاجتماعية والثقافية التي ينشأ فيها الطالب سواء في الأسرة أو المدرسة هي التي تحدد علاقته بزملائه وسلوكه معهم”.

وأضاف “الفنجري” قائلًا: “كما يتأثر سلوك الطالب أيضًا بعملية التنشئة الاجتماعية التي يتلقاها في الأسرة، فمعاملته لزملائه تعكس أسلوب التنشئة الاجتماعية التي تلقاها في الأسرة فإن كان يتعامل مع زملائه المتفوقين باحترام وتقدير فهذا انعكاس لأسلوب تربية الوالدين، وإن كان يتعامل معهم بغيرة وحقد وكراهية فهذا أيضًا يعود لأسلوب تربيته، ولا يمكننا إنكار العوامل النفسية التي تعود لشخصية الطالب نفسه فهناك سمات شخصية تتعلق بالطالب ذاته وليست بالعوامل الاجتماعية كالشعور بالنقص والغيرة ومحاولة التعويض في مقابل الثقة بالنفس والإيثار؛ وبالتالي فإن سلوك الطالب ومعاملته لزملائه تتوقف على مزيج من العوامل الاجتماعية والنفسية لهذا الطالب”.وقد اختتم حديثه بنصيحة قدمها للطلاب الأوائل قائلًا: “على الطالب المتفوق أن يثق بذاته وقدراته وألا يلتفت لمثل هؤلاء، وأن يتعامل بأخلاقه وتربيته لا بأخلاق هؤلاء فإن لم يستطع رفع هؤلاء الطلاب إلى مستوى أخلاقه فعليه ألا يسمح لهم بإنزاله إلى أخلاقهم”.

الدكتور/ الفنجري غلاب
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. ما شاء الله عليك .. منشور جميل جدا وشيق وبداية جميلة وان شاء الله القادم افضل ..
    ألف مليون مبروك ..ونفع الله بكم وجعلكم منبرا للخير والرشاد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق