تقرير: أحمد الدخاخني
كانت لأغنية “بنك مصر” عن أبناء مصر حقيقة بكل المقاييس لأنهم يتمتعوا بقدرات و مهارات متميزة نراها دائما فيهم خاصة لما يحاولون من تقدم و تطور دائم محاولة لإثبات ذاتهم و رفع اسم بلدهم فوق الجميع من خلال ما يحققونه أبناء مصر من إنجازات أو بطولات في كافة المجالات الحياتية العلمية منها و العملية.
“ماركو يوسف زكي” هذا الطبيب المصري الذي ولد في محافظة المنيا، و قد تخرج من كلية الصيدلة بجامعة المنيا عام 2009، وحصل على درجة الماجستير في الكيمياء الحيوية فيها عام 2014، ثم لحق بمجموعة من الباحثين في جامعة”نيوكاسل” ببريطانيا في عام 2015، اجتهد في البحث العلمي في سبيل خدمة البشر ونفعهم وإسعادهم، و الذي أثبت أن العلم ليس مجرد شهادة أو أقل أهمية من الماديات والنجومية، بل كان داعماً للمشروعات البحثية بين الجامعات المصرية والجامعات البريطانية، وذلك في سبيل المساعدة على مواجهة التحديات الصعبة التي تواجه المجالات المختلفة في مصر.
كان تركيز”ماركو” في مجال بيولوجيا سرطان الكبد، وعمل على تطوير مشروعه حول البيئة الميكروبية للكبد وهو محرك سرطان الكبد, ونجح”ماركو” في تطوير هذا المشروع العلمي في جامعة”نيوكاسل” بإنجلترا، حيث يهدف هذا المشروع إلى اكتشاف طرق ووسائل تساعد على وقف انتشار سرطان الكبد، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن هذا السرطان يتسبب في وفاة 788000 شخص سنوياً أي أكثر من مليون إلا ربع حالة وفاة حول العالم.
بفضل هذا المشروع العلمي سيكون سبباً في إنقاذ حياة الملايين حول العالم الذين يعانون من سرطان الكبد؛ وذلك لإن هذا المشروع لا يقوم فقط بالوقاية من هذا المرض، بل يتعلق أيضاً بإنشاء بيئة بحثية أقوى من الممكن أن تدعم هذا المجهود في سبيل التغلب على هذا المرض، وعبر”ماركو” عن سعادته بالعمل الشاق الذي قام به طوال هذه السنوات و الذي أدي به إلى النجاح.
فاز”ماركو زكي” بجائزة”نيوتن” البريطانية الدولية، وهو أول مصري يحقق الفوز بهذه الجائزة، وذلك بعدما نجح في عمل بحث كشف عن الجين المسئول عن سرطان الكبد، واختير ببحثه بجانب 4 باحثين آخرين من بين 27 بحث في القائمة النهائية للجائزة العلمية والتي تقدٌر قيمتها 200 ألف جنيه إسترليني, ولكنه لم ينسي وطنه والمكان الذي تعلٌم فيه؛ فقرر تخصيص نصف مبلغ الجائزة 100 ألف جنيه إسترليني لكلية الصيدلة جامعة المنيا التي تخرج منها و عمل معمل في تخصصه منه للجامعة، والنصف الأخر في سبيل استكمال أبحاثه حول الكبد بهدف القضاء على سرطان الكبد نهائياً.
وقد هنأ السفير البريطاني بالقاهرة السير”جيفري آدامز” عبر حسابه على موقع”تويتر” الدكتور”ماركو” على جائزة”نيوتن” كأول مصري يفوز بهذه الجائزة، والتي تعد هذه دفعة كبيرة للشراكة بين مصر و المملكة المتحدة في البحث العلمي.
