منوعات
أخر الموضوعات

أبو الأطفال “النبوي المهندس” .. أسطورة من عهد عبد الناصر

كتبت: أميرة النبراوي

 لقبوه بالأسطورة، صاحب العصر الذهبي، مهندس صحة مصر، كما لقب بأبو الأطفال، حيث كان يعتبر نفسه مسؤولا عن صحة كل طفل بالإضافة لذلك يُعتبر أحد مؤسسي النظام الصحي الحديث في مصر، ورابع وزير للصحة في عهد ثورة 1952م، حقق العديد من الإنجازات التي نعيش علي آثارها حتي يومنا هذا, إنه الأستاذ الدكتور محمد النبوي المهندس.

تباشر به أهله، فأسموه محمد النبوي المهندس حيث ولد في يوم المولد النبوي الشريف، في مدينة جرجا بمحافظة سوهاج، في يناير 1916م،  أكمل دراسته الابتدائية والثانوية،  ثم التحق بعدها بكلية الطب جامعة القاهرة،  تخرج بدرجة البكالوريوس في الطب والجراحة عام 1940م،  ثم أكمل الماجستير باختصاص طب الأطفال، وتابعها بالدكتوراه من جامعة القاهرة عام 1945م،  ثم تعين فيها مدرسًا، فأستاذًا مساعدًا، فأستاذًا لطب الأطفال بمستشفى أبو الريش للأطفال بالقاهرة.

شارك في نقابة الأطباء، فكان له دورًا مؤثرًا مع نقابة الأطباء في نهاية الخمسينيات،  حيث حول تفكير الأطباء من الاهتمام بمصالحهم الشخصية إلى دور قيادي وسياسي، وجعل الأطباء يفكرون في الخدمات الطبية في مصر، كما أعتلي بعدها منصب سكرتير مجلس إدارة نقابة الأطباء لثلاث دورات متتالية (1950- 1961).

بدأ المهندس من الصفر، حيث تبني مشروع العلاج في الريف، وأنشأ وحدات صحية هناك، وكان له دورا بارزا في إنشاء الجمعية المصرية لطب الأطفال، وقام بأبحاث مهمة في مجالات سوء التغذية وأمراض الكبد عند الأطفال، وتعاون مع كبار علماء عصره في هذا المجال  وعلي رأسهم الدكتور (إيميت هولت الابن)، الأستاذ البارز في مجال طب الأطفال وأمراض سوء التغذية بجامعتي جونز هوبكنز ونيويورك المرموقتين, كما نظم أول مؤتمر إقليمي لطب الأطفال في مارس 1960.

 اختارته جامعة لندن ليكون أستاذًا زائرًا بها، لكنه اختير وزيرًا للصحة في هذا العام, و ذلك في أكتوبر 1961م، أختار الرئيس المصري جمال عبد الناصر,  النبوي المهندس لشغل منصب وزير الصحة في مصر، كما أصدر قرارا بتعيينه رئيساً لمجلس إدارة المؤسسة العامة للأدوية، إضافة لعمله أستاذاً بكلية الطب جامعة القاهرة ورئيساً لجمعية الهلال الأحمر.

بدأ في ملف صحة مصر من الصفر، ليحقق حلمه في توفير خدمة صحية للقرى والنجوع والكفور، فأنشأ لها أكثر من 2500 وحدة صحية، كان حريصًا علي راحة الفريق الطبي، حيث اهتم بالمرتبات والبدالات وخاصة بدل العدوي.

أنشأ المساكن المريحة،  وأسس نظام التكليف لتوزيع الأطباء للعمل بين المحافظات حسب درجاتهم, كما أسس معهد القلب، ومشروع التأمين الصحي، و مشروع تنظيم الأسرة, و حملات التطعيم ضد شلل الأطفال، و أسس معهد السمع والكلام.

 كان أول من يزود سيارات الإسعاف بأجهزة التنفس الاصطناعي ونقل الدم, كما قام بإفتتاح مراكز صحية في الأرياف، و قام أيضا المهندس بإفتتاح أكثر من 10 مستشفيات كبرى في المناطق الحضرية لمصر، واضعاً بذلك الحجر الأساس لنظام الإحالة بين مراكز تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية والثانوية والثلاثية, و في عهده تم تأميم الأدوية، وأنشأ المهندس خمس مصانع من الأدوية، ومن ثم كان المواطن في الريف يعالج ويصرف له الدواء بالمجان.  

أطلقوا عليه لقب (أبو الأطفال)، حيث كان يعتبر نفسه مسؤولا عن صحة كل طفل،  فهو أول من وصف التغيرات المرضية في الكبد بسبب سوء التغذية، ورأس وحدة بحوث تغذية الأطفال بالمركز القومي للبحوث، كما ساهم في إنشاء الجمعية المصرية لطب الأطفال، فضلًا أنه كان عضوًا في جمعية طب الأطفال الدولية.

توفي الدكتور محمد النبوي المهندس إثر تعرضه لنوبة قلبية مفاجئة بتاريخ 3 أغسطس 1968،  فكان لوفاته أثر الصدمة على الأوساط الحكومية والشعبية المصرية، وشيعت جنازته من قبل مئات الألوف من الجماهير الغفيرة، وفاءً لخدماته الطبية والأكاديمية الجليلة في مصر.

 كما أقدم الرئيس المصري (عبد الناصر) بمنحه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى بتاريخ 19 ديسمبر 1968،  إضافة إلى منحه جائزة الدولة التقديرية والميدالية الذهبية في 10 يوليو1971, كما أطلقوا اسم النبوي المهندس علي شارع من أهم شوارع كفر الشيخ,  والإسكندرية. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق