عرائس “غادة” الهاند ميد .. صنعت في مصر
"غادة إبراهيم": لابد من تعلم أطفالنا فن الصناعة اليدوية، بدلًا من إهدار أوقاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي
كتب: أحمد الدخاخني
قد تتوقف الزوجة عن العمل من أجل بيتها و حياتها الأسرية, ولكن من الصعب أن تترك شغفها وحبها لموهبتها التي أنعمها الله عليها, ومن هذه النماذج كانت”غادة محسن إبراهيم”، السيدة التي تخرجت من كلية التربية الفنية بجامعة حلوان، وبعد التخرج عملت في الرسوم المتحركة بقناة النيل للأسرة والطفل، وبعد زواجها توقفت عن العمل بالقناة، لكن شغفها و حبها لفن الرسم والتصميم لم يتوقف؛ فكانت تقوم بإعادة تدوير وتزيين بيتها بأعمال فنية, حيث تحكي لنا “غادة”، الفنانة التشكيلية ومصممة العرائس قائلةً: “إنني من سبع سنوات شاهدت مقطع فيديو أسباني لتصميم العرائس؛ مما أيقظ بداخلي حب تصميم العرائس وعالمه الجميل، وتمنَّت أن أعيش داخل هذا العالم الخيالي؛ فبدأت بعمل أول عروس بالخامات القليلة التي كانت متاحة أمامي، وما زالت أحتفظ بأولى عرائسي”.
لم تجد “غادة” عدد كبير من الناس ليروا عملها، لكنها لم تستلم لليأس والإحباط؛ فقامت بالتسويق لعملها عبر قناتها على موقع “يوتيوب”؛ إلى أن صورت إحدى القنوات الفضائية أعمالها الفنية، وسعت إلى استضافتها برامج تليفزيونية عديدة؛ مما كان حافزًا كبيرًا لها ساعدها على بذل مزيد من العمل, وتتابع قائلة: “إنني صممت كثيرًا من الشخصيات الكرتونية، كأبطال أفلام “ديزني”، لكنني حاولت أيضًا الحفاظ على الهُوية المصرية؛ فقمت بتصميم شخصيات مشهورة، أثَّرت في ذكريات طفولتنا مثل: “بوجي وطمطم”، و”عم شكشك”، و”طنط شفيقة”، و”فطوطة”، بالإضافة إلى “بسنت ودياسطي”، وتصميم “عمو فؤاد” الذي ضممته من ضمن مجموعتي؛ لأنه من صانعي بهجة طفولتها”.
ومن الأدوات التي كانت تستخدمها الفنانة التشكيلية هم: “الفوم الملون، وكرات الفوم، وألوان، وأسلاك، وأخشاب”، و كانت الشخصية تستغرق في تصميمها من 3 لـ 4 أيام، ثم رغبت في تطوير أدوات عملها واستخدام خامات أخرى، فقامت بتشكيل عرائس بقماش “الجوخ”، و”الروزالين”، ثم “المهير”, وعبرت “غادة” عن سعادتها برد فعل متابعيها قائلةً: “أحمد الله علي أعمالي لأن هناك اناس كثيرة أعجبت بها، كما تم استضافتي ببرامج تليفزيونية متعددة”.
تحب”غادة” المشاركة بأعمالها في المناسبات، حيث تقوم بعمل الشخصيات الرمضانية مثل شخصية المسحراتي “سيد مكاوي” في شهر رمضان، وعرائس أمهات في عيد الأم، وعمل “سبَت” للبيض في شم النسيم، بجانب العرائس التي تناسب عيدي الفطر والأضحى، وعيد الحب، وغيرها من المناسبات, كما قامت أيضاً بتصميم أعمال فنية متعددة تناسب حفلات رأس السنة الجديدة مثل: شجرة “الكريسماس”، وأكاليل، وشخصيات بابا وماما “نويل”، ورجل الثلج، بجانب تصميم جنينة تزين شجر “الكريسماس”.
كما أضافت “غادة إبراهيم”قائلة: “إنني أتمنى أن تنتصر الصناعة المصرية، وخاصةً اليدوية، على الصناعات المستوردة، وأن يأخذ فن العرائس حقه أكثر من ذلك؛ لأن حقه مهدور للغاية، كماأتتمنى أن يصل عملي للعالمية, متمنية بأن يتعلم الأطفال فن الصناعة اليدوية، بدلًا من إهدار أوقاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الأعمال اليدوية توسع الخيال والإبداع، وتهذب الروح، وهذا ما تفتقده الأجيال الجديدة.