حوارات
أخر الموضوعات

“يا أبو كف رقيق وصغير”.. بكار يعود من جديد

محمد محمود: شخصيتي كانت قريبة من بكار لكن هو أشطر مني في الرسم

حوار: أية صالح

مائدة مستديرة، رائحة الطعام الشهي تمليء البيت، قرآن المغرب يذاع في ميكروفون المسجد المجاور بصوت عالي، صوت الصواريخ يرتفع مع مدفع الإفطار، الأسرة بأكملها من الأطفال والكبار يجلسوا لتناول الطعام، و صوت التلفزيون يعلو على مسلسل ” بكار”، لا شك بأن هذه هى ذكريات رمضان زمان عندما نتذكرها نتذكر تلقائيًا اسم” بكار”، فهو ليس مجرد مسلسل كرتوني بل هو أكبر بكثير فهذه الشخصية ارتبطت معنا بذكريات وأيام لا تُنسى محفورة دائمًا في القلب، و سنظل ممتنين دائمًا لكل من ساهم في وصول” بكار” لقلوبنا. 

وبمناسبة شهر رمضان المبارك فكر موقع “لايف ويب” باسترجاع هذه الذكريات الجميلة وخاصة مسلسل “بكار” فالتقينا بمؤدي هذه الشخصية لإجراء حوار خاص معه يقصي علينا فيه حكايته مع هذا المسلسل وذكرياته ومدى التوافق بينه وبين شخصية “بكار”.

  • في البداية… نود التعرف على صاحب الأداء الصوتي لشخصية “بكار”؟

“محمد محمود حسن”، أبلغ من العمر ٣٠ عامًا، مدرس مساعد بكلية الحسابات و تكنولوجيا المعلومات بجامعة المستقبل، ومؤدي شخصية” بكار” لمدة 5 سنوات. 

“محمد محمود” المؤدى لشخصية “بكار”
  • منذ متى وأنت تقوم بالأداء الصوتي؟ 

كانت بدايتى مع برامج الأطفال بالإذاعة ومرت فترة طويلة من الصف الثالث الإبتدائي وحتى أولي إعدادي وأنا أسجل العديد من البرامج للأطفال في الإذاعة والتلفزيون.

  • وكيف تقدمت للقيام بهذا الدور؟ 

شاركت في هذه الفترة مع الأستاذة الكبيرة “سهير بدراوي” في بعض الأعمال الإذاعية وهي صاحبة الأداء الصوتي لأم بكار حيث رشحتني للعمل في مسلسل بكار، وفعلًا اجتزت اختبار أمام دكتورة “منى أبو النصر” واختارتني من بين مجموعة كبيرة كانت متقدمة في هذا الوقت، وسجلت أولًا مع “بكار” العديد من الأدوار أهمها دور”همام” صاحب” بكار” وكان وقتها الزميل الأخ “عمرو مصطفى” هو من يقوم بصوت “بكار”، وبعدها بدأ صوت “عمرو” يكبر على “بكار”، فتم اختياري وقتها من الدكتورة “مني ابو النصر”  لأجل مكان “عمرو” لتميز صوتي، وتقريبًا نفس الإيقاع الصوتي “لبكار” بالإضافة إلى إتقان اللغه التي كان يتحدث بها دائمًا.

أخبرونى بأن أهم شيء هو أن صوتي فيه احساس “بكار”، وقمت بالدور فعلًا على مدى خمسة سنوات، وقتها اشتهرت في التلفزيون وشاركت في العديد من البرامج ومسلسلات الإذاعة والبرامج الخاصة بالأطفال، كما إنني شاركت في الكثير من حملات التوعية بالقراءة وبرامج ترشيد والحفاظ على ماء النيل وكثير من الإعلانات وأفلام كرتونية خاصة بالأطفال. 

  • وما شعورك عندما قدمت أداء صوت” بكار”، خاصة بعدما نال إعجاب الجميع؟ 

نتيجة لبعض لقاءاتي في التلفزيون المصري مثل صباح الخير يا مصر، أصبحت مشهور في المدرسة والشارع إتعرفت وأصبح الكل ينادوني ببكار، ومن المواقف الكوميدية إن كان دايمًا أصدقائي وأصحابي يطلبون مني تقليد بكار والتكلم بصوته أمامهم, وإحنا جالسين مع بعض غير إنهم كانوا دائمًا يريدوا أن يعرفوا منى ما الذي سيحدث في الحلقة القادمة قبل أن تُعرض.

فبعد هذا المسلسل تغيرت  حياتي إلى لقاءات وأعمال و تليفونات، حتى وصلت للصف الثالث الثانوي، انقطعت للمذاكرة وكان صوتي قد كبر على برامج الأطفال، لكن استمريت فترة قصيرة مع أحد القنوات الدينية فى عمل أداء صوتي لكثير من الأفلام التسجيلية والأعمال الدينية وبعض البرامج التعليمية للأكاديمية العربية. 

  • ما هي ذكرياتك التي لا تنسى مع هذا المسلسل؟ 

ذكرياتي مع مسلسل “بكار”  كانت صعبة جدًا وهي وفاة الدكتورة “منى أبو النصر” بعد ثاني سنة شغل مع هذه الشخصية العظيمة مما أثر جدًا على أدائي ولكن وجود الأستاذ “شريف جمال” ابنها قاد العمل بعدها وتغلبنا على مشاعر الحزن واعتبرنا أن نجاح المسلسل بعد وفاتها هو أعظم وفاء وأقل شيء نقدمه لروح الأستاذه الدكتورة” منى أبو النصر”.

 ومن أجمل الأشياء هو لقائي مع الأستاذ الكبير “محمد منير” عندما جاء الأستوديو لوضع لمسات على مقدمة المسلسل, كما أن من المواقف التي لا أنساها أنهم طلبوا مني في المسلسل عدة أغاني خاصة بالمسلسل وكان يجب على “بكار” أن يؤديها بصوته، وكان الأستاذ “شريف نور” الملحن هو من دربني وسجل لي الأغانى بأستوديوهات خاصة به، وأعجب جدا بأدائي ونجحت هذه الحلقات جدًا. 

  • ما أصعب وأجمل المواقف التي واجهتها عند تأدية هذا الدور؟ 

من أصعب المواقف كانت أثناء التسجيل في رمضان فقد كنا نتأخر لأوقات تصل إلى الفجر وأنا كنت نائم وكان الجو بارد وأنا تعبان جدًا وجاء دوري لكى أدخل أسجل فجاء والدى ليوقظنى ويحاول يفوقني لكن عندما دخلت الأستوديو وبدأت أقرأ الدور سجلت كأني مافيش حاجة والجميل فى هذا الموقف أنه لم يشعر أى حد بشئ.

وأجمل الأوقات التى كنا نعيشها هو استمتاعنا بوجودنا مع الأستاذة “سهير بدراوي” التى كانت تصنع حالة مبهجة بالإضافة إلى نصائحها لنا، وكيفية الأداء الصوتي واللهجة التي نتكلم بها، وكانت دائمًا تمتعنا بصوت “حسونة” والأم و”رشيدة”، والأستاذ “عادل خلف” صاحب الأداء الصوتي لشخصية “مشرط” والأستاذ “رشوان” من أجمل وأحلي الأصوات والأداء. 

  • هل نجاح المسلسل أثر أو غير في حياتك أو شخصيتك، وما هو هذا التأثير؟ 

نجاح المسلسل أثر في حياتي كثيرًا لكن لم يغيرها، فقد أصبحت مشهورًا بين الناس وناس كثيرة عرفتني وهذا بالطبع جعلنى مبسوط وخصوصًا أننى أقوم بعمل شخصية “بكار” الذى كان يتابعها ملايين بعد الفطار مباشرة، لكن الفكرة إن شخصيتي كانت قريبة من بكار من ناحية الهدوء، الخجل، وحبه لأهله وأصحابه، لكن بصراحة هو أشطر مني في الرسم. 

  • ما هو سبب عدم انجذاب المشاهدين له في أخر جزء سنة ٢٠١٥؟ 

من وجهة نظري إن غياب “بكار” عن العرض كذا سنة أثر عليه والجيل الجديد ذهب لأعمال أخرى ظهرت في الوقت الذي لم يعرض به “بكار”، ولكن مع الوقت إذا عاد “بكار” للعرض ثانيًا باستمرار سيعود – بإذن الله- لمكانته الطبيعية بين الأطفال والكبار أيضاً.

  • ما الفرق بين مسلسل” بكار” وأي مسلسلات كرتونية أخرى.. من جهه نظرك؟

عظمة الشخصية الكرتونية التي تمثل هذه الشخصية المصريه لطفل مصري أصيل نوبي شرب من نيله وتربي علي خيرها، فأصبح بكرمه وأخلاقه وإيجابياته وتعاونه وإخلاصه وحبه لأهله وأصحابه ومدرسته ومدرسينه جعلته قدوة فعلًا يتعلم منها الأطفال، ويستمتع بمتابعته الكبار، و وجبة دسمة من البساطة والأصول تعبر عن طينة مصرية أصيلة.

فهذا الفرق بينه وبين المسلسلات الاخرى, فنحن أحوج اليوم إلى بكار وأخلاق بكار، وأخلاقه في بيته وأهله، وأخلاقه في شارعه ومع أصحابه، وأخلاقه مع مدرسته ومعلمينه.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق