مرض التفكير
كتبت: مريم بدوي
يشتكي “م,أ” من مرض ما هو ليس بمرض جسماني ولا مرض نفسي وإنما هو مرض التفكير, فإن عقله لا يتوقف عن التفكير طوال الأربع و العشرين ساعة، فهذا المرض يلاحقه حتي عند صلاته وأثناء عمله و عند نومه أيضاً وبعد استيقاظه, كما يستيقظ في منتصف الليل بسببه وإذا أراد أن يهرب منه عن طريق نومه المزيف، يجد عقله لا يهدأ و يُفاجئه وقتها بأحلام شنيعة، لا يستطيع إيقافها أو التحكم بها.
يجيب الدكتور “محمد جودة”, عضو الأكاديمية العالمية للتدريب بكندا وأخصائي التأهيل النفسي، بأن المصاب بالتفكير يكون نتيجة لسببين إما أن يكون فسيولوجي أو ضغط نفسي, فإذا كان فسيولوجي سايكولوجي فإنها تكون بداية لخط من نوبات الوسواس القهري، وعلاجه يكون عن طريق أدوية مع ضرورة تدخل التأهيل النفسي، أما إذا كان سببه أنه إنسان يحب التدقيق في التفاصيل فلابد من نصحه وإرشاده بتخصيص وقت يومياً للتفكير في شيء واحد فقط مع وجود عزيمة وإرادة لديه لفعل ما يُطلب منه بالإضافة إلي قدرته علي تدريب نفسه على التفكير في أشياء محددة ومعينة، كما يضع أمامه هدف محدد لتحقيقه يومياً، أما عند صلاته ينصح له برفع صوته ليعلو علي صوت تفكيره وعند تناوله للطعام يحاول أن لا يستمتع به ويقوم بتشغيل التلفاز لمشاهدة شيء ما، بينما عند نومه يلزم الاستغفار والتسبيح بصوت عالي إلى أن ينتابه النعاس, وإذا تذكر حدث يُذكره بالماضي لا يفكر به ويسأل ذاته، “هل هذا الحدث لو افترضنا أنه صحيح أو خطأ هل تستطيع أن تعدله؟”، فهذا ما نقوم باتباعه مع شخصية يسيطر التفكير عليها .. أما إذا كانت مشكلة مرضية أو وسواس قهري فننصحه بزيارة الطبيب النفسي؛ حتى يساعده على تهدئة الذات قبل أن يزداد الأمر سوءاً وينقلب إلى “البارانويا”.