الأم والطفل
أخر الموضوعات

العِناد عند الأطفال؛ أسبابه وعلاجه

تقرير: إباء السنوسى

مَن منَّا لا يسمع شكاوَى الآباء من عناد أبنائهم؟ فقد يظهر العند في المراحل الأولى من الطفولة، وخاصة عندما يتمكن الطفل من المشي والكلام؛ نتيجةً لما يشعر به من الاستقلالية، ولكن هل يمكن أن نطلق على هذا الطفل أنه عنيد؟, وما أسباب العِناد عند الأطفال؟, وكيف نتعامل مع الطفل العنيد؟, سنجيب على كل هذه التساؤلات في السطور التالية.

  • تعريف العناد عند الأطفال ومظاهره: 

العناد عند الأطفال هو ردة  فعل الطفل بالرفض تجاه الأوامر والنواهي الموجهة إليه من قِبَل الوالدين، وقد يصل أحيانًا إلى الخروج عن القوانين والقواعد والضوابط المتفق عليها داخل المنزل، إذا تعامل الوالدان مع الطفل بطريقة غير تربوية، كالضرب والقسوة, فلا يوجد ما يسمى بـ (مرض العند)، ولكنه قد يكون عَرَض لمرض آخر، وذلك عندما يكون الطفل عنيد في أي وقت ومع كل الناس، ولكن إذا كان الطفل عنيد مع طرف واحد فقط داخل المنزل، فهنا تكمن المشكلة في العلاقة بينه وبين هذا الطرف، فالعند في حد ذاته ظاهرة سلوكية طبيعية، تظهر في سِنٍّ مبكرة من العمر، وذلك عندما يتمكن الطفل من المشي والكلام؛ نتيجةً لما يشعر به من استقلالية بصورة معقولة، بالإضافة إلى نمو خياله وتصوراته الذهنيه، كما أنه يتعلم كلمة (لا) قبل تعلم كلمة (نعم).

  • مظاهر العناد عند الأطفال:

1- رفض الأوامر وعصيانها.
2- عدم أداء المَهمَّات مباشرةً، والتأخُّر في الإجابة، بالإضافة إلى التسويف.
3- الإصرار على ممارسة السلوكيات السيئة وغير اللائقة.
4- الإصرار على سلوك الاستبداد، والاستيلاء للحصول على أهدافه.                 
5- كثرة الغضب لأتفه الأسباب. 

  • أنواع العناد عند الأطفال:
    العناد عند الأطفال له أنواع عديدة نذكر منها:

1- العناد الطبيعي: وهو ظاهرة ضرورية، ولا تُعدّ خطورة على الطفل، بل ظاهرة صحية، ويبدأ من سن الثانية؛ حيث يتمكن الطفل من المشي والكلام، ويشعر بنوع من الاستقلال، ويسمى أيضًا بالتصميم، والمثابرة، ومثال لذلك: الطفل يجلس لساعات لتصليح لعبته، فيجب على الوالدين دعمه على الإصرار.

2- العناد غير الطبيعي: وهو العناد المُشكِل، وهو صورة متطورة من العناد الطبيعي؛ نتيجةً للتعامل الخاطئ معه من قِبل الوالدين، وإذا استمر فإنه يولد العنف واللامبالاة وعدم الرغبة في التعليم، مع انعدام الدافعية لدى الطفل، وقد يصاب بعدم التواؤم النفسي؛ مما يؤدي إلى أمراض نفسية وعقلية؛ ولذلك فعَلَى الوالدين الاستعانة بذوي الخبرة.

3- عناد الاضطراب السلوكي: ويظهر حين يعتاد الطفل العند كسلوك وصفة ثابتة في شخصيته؛ مما يؤدي إلى اضطراب في الانفعالات والعلاقات مع الآخرين، ويحتاج إلى متخصصين لعلاجه. 

4- العناد الفسيولوجي: وسببه خلل فسيولوجي, مثل: إصابات الدماغ، والتخلف العقلي.

5– العناد نتيجة لمكابرة الطفل: والتى ينتج عنها صراع بين رغبات الطفل في استمراره في العند، وبين اشتياقه واحتياجه لما يعرض عليه، كطفل يرفض الطعام وهو جائع.

6- العناد المفتقد للوعي: كأن يصرّ الطفل على زيارة الأقارب في وقت غير مناسب، فهو يُعدّ عِندًا غير محمود.

7- العناد العَرَضي: وهو يكون لحظيًّا، ويحدث بصورة طبيعية؛ نتيجة للتقلبات النفسية والتغيرات المزاجية، وهو يزول بزوال المسبب.

8- العناد المرضي: وهو مصاحب للأمراض النفسية والعصبية، ومن علاماته: التأخر في الكلام، والتوحد، ونوبات الغضب، والانتقام، وهو نادر الحدوث ويحتاج إلى متخصصين لعلاجه.

  • أسباب العناد عند الأطفال:
    تكمن أسباب العناد عند الأطفال في طريقة التربية للطفل، وأيضًا في رغبات الطفل، ونذكر منها ما يلي:

1- استخدام أسلوب التدليل المفرط والحماية المفرطة من قبل الوالدين، والإفراط في تلبية احتياجات الطفل، والاستجابة السريعة لبكاء الطفل. 

2- استخدام أسلوب القسوة المفرطة والعنف، وعدم وجود مناقشة داخل الأسرة.

3- التذبذب في المعاملة، وعدم الاتفاق على أسلوب محدد ومعايير محددة.

4- إصرار الوالدين على تنفيذ أوامرهما، دون شرح السبب للطفل وإقناعه.

5- كثرة الأوامر من قبل الوالدين، وتلقي الأوامر المثالية والطلبات التعجيزية؛ فذلك يزيد من مستوى التوتر للطفل.

6- التشبه بالكبار ومحاكاة الوالدين وتقليدهم في العصبية.

7- كثرة الترديد على مسامع الطفل أنه عنيد؛ فإن ذلك يرسِّخ في ذهنه صفة العند.

8- اختلاط الطفل بأقران عنيدين وعاصين؛ فيقوم بتقليدهم للحصول على رضاهم.

9- البرامج التلفزيونية والمسلسلات التي تساعد في غرس صفة العناد لدى الطفل.

10- رغبة الطفل في تأكيد ذاته، والحصول على الاستقلالية والقوة والحماية الذاتية.

11- لفت انتباه الوالدين، وخاصة عندما يشعر بعدم الاهتمام وعدم تلبية وإشباع رغباته الأساسية، مثل: الجوع الشديد، والشعور بالنعاس.

12- يعاند الطفل أحيانًا نتيجةً لتلقِّي ردة الفعل وللانتقام.

13- شعوره بالعجز نتيجة إعاقات مزمنة، أو مواجهته للصدمات بسبب خلافات داخل الأسرة؛ فالعناد وسيلة لمواجهة الشعور بالعجز.

14- القيود التي تفرض على مهاراته الحركية، كضيق المكان؛ فالطفل العنيد لديه طاقة وحركة مفرطة. 

15- قد يكون بسبب ذكاء الطفل -وهو يشعر بذلك-؛ فيتجه إلى العند، والطفل هنا يحتاج إلى الحوار والمناقشة.

16- قد يكمن في شخصية الطفل، حيث تكون شخصية قيادية واستقلالية، فهو يكره الأوامر، وهذه النوعية من الشخصيات تحتاج إلى الأسلوب الاختياري عند التعامل معها، مثل تصميمه على “جاكت” والجو بارد، فعلى الوالد أن يعطي للطفل بدائل، ويتحمل مسؤولية اختياره.

17- عدم تأقلم الطفل مع البيئة المحيطة به.  

  • خطوات علاج العناد عند الأطفال:

1- التخلص من السلوكيات الخاطئة في التربية، كالنقد، والسخرية، والتوبيخ، والعنف، والقسوة، أو التدليل المفرط، والحماية الزائدة.

 2- إقامة علاقة جيدة مع الطفل، وذلك بالتعبير عن الحب، والتشجيع، والحوار، مع إتاحة الفرصة لحرية حركة الطفل، واستخدام أسلوب المدح.

3- وضع قواعد لسلوك الطفل، وخاصة مَنْ تحوَّلَ عِندُه من عندٍ إيجابيٍّ إلى عِندٍ سلبيٍّ.

4- تجاهل السلوك غير المرغوب فيه ما دام الطفل لم يكرره؛ وذلك لأن التعليق على سلوك ما، يعززه. 

5- اتباع أسلوب الثواب والعقاب، بحيث نضع امتيازات للسلوك الإيجابي ونسحبها وقت السلوك السلبي.

6- تنمية المهارات المتنوعة لدى الطفل، وإشراكه في نوادي لتفريغ طاقته.

7- الثبات في المعاملة، وعدم التمييز بين الأبناء.

8- البعد عن الأوامر المباشرة؛ فالعنيد لا يستجيب للأوامر بقدر استجابته للمشاعر، وأفضل أساليب التعامل معه هو الأسلوب الاختياري.  

9- إعداد الطفل مسبقًا، فعند زيارة الأقارب مثلًا، يجب على الوالدين إخبار الطفل بموعد الزيارة.

10- عندما يرفض الوالدان طلبًا للطفل، فعليهما إخباره بسبب الرفض، وخاصة مع الطفل الذي لديه ثقة بالنفس واستقلالية.

11- البعد عن إرغام الطفل على الطاعة؛ وذلك لأنها تنتج عنادًا فيما بعد.

12- تجاهل بكاء الطفل حتى يهدأ ويتوقف عن الصراخ، ولفت انتباه الطفل لشيء آخر محبب له، وخاصة عند عُمُر السنتين.

13- عدم صياغة طلباتنا من الطفل بطريقة تشعره بأننا نتوقع منه الرفض؛ لأن ذلك يفتح أمامه الطريق لعدم الاستجابة والعناد.

14- وهناك بعض التحذيرات أشارت إليها دراسات تربوية، ومنها:

حذارِ من تعدد الطلبات في آنٍ واحد.

حذارِ من مخاصمة الطفل العنيد.

حذارِ من تحوُّل الطفل العنيد إلى طفل متمرِّد؛ نتيجة لعدم إدراك الوالدين لطريقة التعامل معه.  

15- على الوالدين أن يكونَا مدركَيْن -عند تعاملهما مع الطفل- أن العناد عند الأطفال ظاهرة طبيعية وصحية، وأن يكونَا على وعي بكيفية التعامل مع الطفل؛ فعلاج العناد ليس بالأمر السهل؛ لذلك فلا بُدَّ من التحلِّي بالصبر والبعد عن العنف والقسوة والقمع.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق