مقالات
أخر الموضوعات

أوعى القطر هيفوتك!

بقلم: إيمان عبد المنعم

من الجُمل التي كلما مرت على آذنيك يمكنكِ سماعها بصوتين في اتجاهين منعكسين تمامًا” مش هنفرح بيكي بقى” يمكن لهذه الجملة أن تمر مرور الكرام عليكِ، وكأن شيئًا لم يُقال، ويمكن أيضًا أن تقتلك بسكاكين الواقع المرير, حيث تمر هذه الجملة على أغلب الفتيات مصحوبة بصورة للفستان الأبيض وفارس الأحلام ذو البدلة السوداء.

وتظل هذه الصورة محفورة بخيالها لذلك اليوم الموعود المقدس لمعظم فتيات مجتمعنا العربي، وفي رأيي أن هذه الصورة ليس إلا حلم مزروع داخل كل فتاة من وقت نعومة أظافرها نتيجة لتعايشها مع معتقدات وجمل عفوية تجعل محيط تفكيرها يدور حول محور واحد فقط، وليس مسموح بالتغير أو الخروج عنه وهو”عش الزوجية”، ومن هنا ومع قرأة كل سطر في هذه القضية يحضر أمامنا جميعاً المشهد المعتاد لهذه الحياة.

“لما تتجوزي سافري مع جوزك واخرجي براحتك”، “لما تروحي بيت جوزك ابقي اتأخري زي ما أنتِ عاوزة”، “احنا بنعلمك عشان تقدري تساعدي ولادك لكن الشغل ده لما تروحي بيت جوزك أنتِ وهو أحرار”،  “لا مافيش تغير في أي حاجة في البيت أنتِ هنا ضيفة لما يبقي ليكي بيتك ابقي اعملي اللي يعجبك مع جوزك”، “البنت مالهاش غير بيتها وجوزها إنما الشغل والكلام ده مش هيفيدك بحاجة”.

وغيرها من المشاهد التي تحيط بها وتجعل تفكيرها ينحصر في الزواج فقط، وتخيلها أنه مصدر إلهامها وتحقيق كل إنجازاتها في الحياة، وحتى تصل لتحقيق كافة أحلامها لابد أولاً أن تحقق ذلك الحلم المستحيل وهو الزواج من فارس الأحلام، وطوق النجاة الذي سينتشلها من ضياعها ويدعك بفانوسه السحري ليحقق أهدافها وأحلامها المخطط لها منذ الصغر, وبالتأكيد هذا النموذج من الحياة ما يجعل أغلب قصص الزواج في مجتمعنا لا تكون أفضل شيء على الإطلاق.

وهناك اتجاه منعكس تماماً لهذه الجملة عند البعض الآخر من الفتيات، فعند سماعها يحتل وجهها ملامح من الاستنكار والاستعجاب وتبدأ بالسؤال هل هناك بيدي شيء لم أفعله؟ هل قمُت بخزل كل من حولي وتحطيم آمالهم؟، ويبدأ شعور الإحباط يسيطر على كافة حواسها وكأن في مقدرتها شيء لم تقم بإنجازه بإخلاص، وتظل دائمًا تحت” الميكرسكوب”من الجميع حتى تقوم بالنجاح في هذا الاختبار.

لن ننكر أبدًا أهمية الزواج ووجود الزوج في حياة أي امرأة، ولكن لن نقبل فكرة أن هذه المهمة هي المهمة الوحيدة التي يجب إنجازها في حياة أي فتاة، وذلك لأن هناك فروع و زوايا آخرى في حياتها تحمل نفس الأهمية ” تعليمها، حياتها العملية، شغفها بحلمها والذي يجب تحطيم أي حواجز لتحقيقه”, وأخيرًا وليس آخرًا يجب عليكي التفكير في وجود العريس كحافز ومكمل لكِ وليس لتقف حياتك وتنحصر في وجوده.

سيفرح الجميع بكِ ولكن الفرحة ليس بالزواج وحده، هناك الكثير من الخطوات في حياتكِ منها ما فات ومنها ما سيأتي تستحق تلك الفرحة، لا تسمحي للجملة بإحباطك وافرحي بنفسك وبذاتك ولاحظي الفرحة في عيون الجميع من حولك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق