مقالات
أخر الموضوعات

ديوث المجتمع

بقلم: إيمان شهاب

“أنت مجنون؟.. أنت مش عارف أنت بتكلم مين؟، دا “هاني” “.. هذه الجملة قيلت في مسلسل يسمى “هذا المساء”، ويتناول المشهد الذي قيلت فيه هذه الجملة أن الزوج والذي قام بدوره “إياد نصار”، عندما عاد إلى منزله قد وجد زوجته والتي قامت بدورها “أروى” ومعها صديقها المقرب، فكان من الطبيعي كأي رجل أن يثور ويغضب، أمّا عنها فبدلاً من أن تُعطي أعذار أو مبررات، قالت له: “أنا لو فيه حاجة بيني وبين “هاني” أنت مش حتعرفها”! .. لا تستعجب يا عزيزي من هذا المشهد الذي قد يظن البعض بأنه لا يحدث في الواقع، ولكن الحقيقة الصادمة بأنه حقيقة وحقيقة مؤلمة؛ لأن هناك الكثير من هذه المشاهد تحدث بالفعل في الواقع وفي العلن بدون خجل أو احترام ظنًا بأن هذه حرية و “أوبن مايند”.

“اتعاملي يا حبيبتي عادي مع صاحبي دا ثقة”، “إيه الغيرة دي كلها؟، دول أصحابي البنات”، “ماتيجي تكلم صاحبك يخرج معانا ولا يقعد عندنا في البيت يومين”.. هذه بعض النماذج أيضًا التي تتواجد حولنا ويوجد مثلها الكثير، العجيب أن الخطأ هنا ليس خطأ المرأة، بل خطأ الرجل الذي لا يحافظ على محارم منزله وبدلاً من أن يحافظ عليها يضعها في موضع الشبهات, وحتى إذا كانت تقوم بذلك، أظن يا سيدي بأنك الرجل وعليك احتواء الوضع ونصيحتها ومنعها من التصرف بأي فعل خطأ يكون ضد الدين والعرف بجانب أنه يقلل من رجولتك، فلا تظن أنك عندما تسمح لزوجتك أو أختك أو ابنتك بأن تتعامل مع الرجال دون حدود هذا يسمى تحضر، بل هذا مفهوم خاطئ؛ لأنه حينها سيُطلق عليك “ديوث”.

الديوث.. هو من لا يحافظ على محارم أهل منزله، إن كان يسمح لهن بارتداء ملابس عارية أو شبه عارية، أو يقبل أن يتحدث الغير معهن بدون حدود ويهامسهن أو يخرج معهن ويلامسهن، حتى ولو حيضحك معهن وهما يتحدثا معاً، فمن يسمح لزوجته أو أخته أو ابنته أو والدته بالفواحش يسمي “ديوث”، والرجل الذي يسمح لزوجته بالتعامل مع أصدقائه الشباب بكل حرية حتى ولو كان يثق فيهم ثقة عمياء يسمى أيضاً “ديوث”… وغيرهم من النماذج العديدة الذي نراها ونستمع إليها كل يوم في حياتنا، ولأن ديننا لا يقبل ذلك فيُطلق على هذه النوعية من الرجال كلمة “ديوث”.

عَن النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم-، قَال: “ثَلاثة لا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْعَاقُّ وَالدَّيُّوثُ وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ تَشَبَّهُ بِالرِّجَالِ”، وعن حديث آخر قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ دَيُّوثٌ”.. أي أن عقاب أي رجل لا يغير علي جسد وعفة وكرامة زوجته وابنته وأخته وأهل بيته أجمعين يكون عقابه بألا يدخل الجنة ولا يرضى الله عنه، فكيف تسمح بذلك ونحن كل ما نتمناه أن ينظر الله إلينا ويُدخلنا جنته وهذا أعظم ما نسعى إليه في الدنيا لنناله يوم القيامة.

إذن فالغيرة عند الرجل الشرقي العربي تعد من أعظم النعم التي قد ينعمها الله علي الرجال، ولكنها لا توجد لدى الغرب، فلا تُقلد يا سيدي الرجل الغربي لتكون مثلهم في الحرية والتحضر فالحرية والتحضر، لا تقوم بمثل هذه الأفعال، بل هنالك أمور آخرى قد تجعلك إنسان متحضر وتتمتع بالحرية مع مراعاة ديننا وأخلاقنا وعفتنا، فإذا لم تجدي هذه الصفة يا سيدتي في زوجك أو ابنك أو أخيكِ فافعلي كل ما تستطعين فعله؛ كي يعود إلى رشده ويتق الله.

الأفلام والمسلسلات تظهر لنا شخصيات يمثلون شخصية “ديوث المجتمع”، ويظهروهم في صورة مثالية على أنهم مثال وقدوة للغير دون النظر إلى أن هذا يفسد أخلاق أبنائنا، ولا أعلم هل هذا عن قصد أم دون قصد؟!، ففي الحالتين لابد من حظر مثل هذه المشاهد؛ لأن ما نراه الآن من انحلال في الأخلاق وضياع التربية لآبنائنا وبالأخص المراهقين الذين يفعلون مايحلو لهم دون النظر إلى ما يفعلونه إن كان صحيح أم خاطئ، بل يقلدون أي شيء ظناً بأنهم هكذا سيكونون “أوبن مايند”، وهذه الكلمة التي تُخفي ورائها العديد من الأفعال العلمانية.

عذرًا يا أعزائي، إن كنتم ترغبون بالعيش في مجتمع يعيش فيه “ديوث”، فلا تنتظروا بأن يتقدم أو يباركه الله، لذا احذروا فإن ضياع ديننا وأخلاقنا ستكون بسبب هؤلاء الأشخاص الذين يروجون لأي فكر محرم وخاطئ تحت اسم العلمانية أو التحضر أو الاستقراطية أو “الأوبن مايند”… وغيرها من المسميات فلا تنخدعوا بها ظناً بأنكم ستعيشون حياة راقية.. فإذا تود أن تعيش حياة مشرفة راقية لابد عليك أولاً و أخراً بالعفة و الالتزام بالدين والأخلاق و العرف، وهذا يبدأ من الأب والأم فهم أساس تكوين كل شيء، وعليهم تربية أبنائهم تربية صحيحة بعيداً عن الانحلال، بل على الحب والدين والاتصاف بالأخلاق الحميدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق