“الجالاكسي”, “الماندالا”, “الأنمي” .. رسومات “جنة” في المعارض
جنة أحمد: حالة الرسم يكون مرتبطاً بحالتي المزاجية
كتبت: مريم بدوي
“حقول حاجة هي بتضحك شوية، بس ملقتش غيرها علشان أقدر أتحكم في رعشة إيدي، وأنا برسم تفصيلة صعبة ومهمة محتاجة دقة وتركيز، غير إني أكتم نفَسي” .. بنبرة صوت طفولي تسرد “جنة أحمد” البالغة من العمر 15 عامًا تفاصيل تجربتها مع أنماط مختلفة من الرسم، ومن ثم وصولها إلى نقطة تلاقي روحها وسكونها في أنماط معينة منه، تبدأ ذات الملامح الهادئة قائلة: “نشأت الموهبة معي منذ الصبا، عندما كان عمري وقتها خمس سنوات، وقمت بتطويرها حتى وصلت إلى ما أنا عليه الآن، ومازلت أرسم “الجالاكسي” و”الماندالا” و”الأنمي””.
بالنسبة لنوع “الجالاكسي” فهو عبارة عن دمج ألوان مائية يتم فيها إدخال أكثر من لون واحد، كألوان الفضاء مثلاً، أما “الماندالا” فهو عبارة عن دائرة ذات زخرفة تحوي تفاصيل قد تكون معقدة بعض الشيء، وأخيرًا “الأنمي” التي تُشير إلى الرسوم المتحركة.. كانت تلك الرسومات في البداية مجرد هواية، ولكن مع الوقت أصبحت مشروعًا لي عن طريق وضعها بشكل مهندم في “إطار”، ثم عرضها في معارض عديدة.
وتحكي “جنة” عن أول رسمة قامت بها: “جاءت أول رسمة لي قمت برسمها على خلفية سوداء بدلًا من البيضاء كنوع من كسر رتابة الملل، وبدأت في عرضها في معرض أضاف إليّ العديد من الخبرات، كان من أهمها الالتقاء بعديد من الفنانين ذوي الخبرات المهنية العالية، فقد زوَّدوني بالمعلومات التي كنت أغفل عنها، وشجعوني على الاستمرار في تطوير ذاتي؛ للوصول إلى ما أرغب في تحقيقه”, كما أن دخولها في حالة الرسم يكون مرتبطًاً بحالتها المزاجية، فبقدر تحسنها تستطيع الإقبال والإنجاز بشكل جيد وفي وقت قليل، هذا بالطبع إذا كانت تفاصيل الرسمة لا تستدعي وقتًا طويلًا، أما إذا كانت تفاصيلها دقيقة فإنها قد تأخذ فترة طويلة، قد تطول إلى شهر أو أكثر، حتى وإن بدت للبعض سهلة لبساطة شكلها الخارجي, ولتكملة حالتها المزاجية تستمع إلى موسيقى هادئة، تمنحنها لذة الاسترخاء؛ لتهدئة ما بي من ضجر.
تجد “جنة” معاناة في شراء الأدوات لحرصها الدائم على جودة رسوماتها، ولكن أحيانًا قد لا تتناسب مع ميزانيتها بعض الشيء؛ لغلو سعرها، وبالطبع يؤثر ذلك على بعض رسوماتها؛ فتضطر حينها إلى تجميع المال لوقت معين حتى تستطيع شراء أدوات ذات إمكانيات عالية, وبنبرة يسيطر عليها لوم النفس قالت: “سبب تأخري بعض الشيء هو نفاذ صبري، ومقاومة ذلك الشعور صعب جدًا، ولكن من رحمة الله وجود أهلي بجانبي، ومع الوقت أستمد شحنة حماسي من خلالهم، وممن هم في دوائري القريبة، ومن ثم أتجه إلى متابعة فيديوهات أو صور، بها تفاصيل عميقة وصعبة ودقيقة لأمرن نفسي على الصبر، حتى لو كانت النتيجة غير مرضية لي، ولكن الأهم هو الإصرار وتدريب نفسي على الضبط والصبر”.