هو وهي
أخر الموضوعات

“الكورونا” .. ما بين الكمامة والكحول والتقرب إلى الله, والمتعافين: وجدنا نفور من الناس بعد الشفاء

تقرير: زينب محسن

مرت علينا لحظات قاسية عام 2020 نتيجة لظهور “الكورونا” وتنوع طرق انتشاره, ولكنا مازلنا نعيش فى عام 2021 لحظات أكثر قسوة مليئة بمشاعر من الخوف واللامبالاه والتواكل، وعلى الرغم من شدة الأزمة مازال البعض يتغافل عنها ولا يفيق إلا إذا فقد أغلى الناس لديه سواء بالعزل في المشفى أو العزل النهائي من الحياة.. فالكورونا هو اختبار من الله من ينجح به ويتعافي يعيد ترتيب أولوياته ويتقرب أكثر إلى الله.

وفي هذا الصدد تقول “شيماء حسن”, البالغة من العمر 34عاماً:”ذهبت إلى التسوق كعادتي؛ لشراء طلبات المنزل مع أخذ كامل الإجراءات الوقائية من كمامة وكحول، ولكن بعد التسوق بأيام قليلة بدأت أشعر بتعب شديد في الحلق وتكسير في الجسم مع كحة وسخونة وخلال يومين كنت بأخذ علاج عادي باعتبار أنه دور برد، وبعدها بدأ تكسير الجسم يزداد وهذا أثر عليّ من ناحية المجهود، كنت أتعب من أقل مجهود.. في هذا الوقت كشفت وقمت بعمل التحاليل والمسحة والأشعة المقطعية واكتشفت إنها “كورونا”، وبالتالي تم عزلي 15 يوم في البيت وكنت حريصة على رفع المناعة من خلال أكل الخضار المسلوق والفاكهة والعصائر، وخلال فترة تعبي كان أصعب شيء مريت به هو بعدي عن أهلي، ولم أكن أستطيع أن أري إخواتي، وعلي الرغم من ذلك إلا أنني وجدت الدعم منهم ومن زوجي، وخلال هذه الفترة لم أحاول ان أفكر بسلبية؛ لكي أساعد نفسي على الشفاء واعتبرته دور برد عادي أما بعد الشفاء واجهت خوف وابتعاد من الناس باعتباري مازلت حاملة للمرض”.

أمّا “غادة المهندس” البالغة من العمر 53 عاماً, تقول :”في البداية لم اهتم بأخذ الإجراءات الوقائية باستمرار، وفجأة حسيت بأعراض سخونة ورشح وكحة وضيق في النفس وجسم شعرت بتكسيره واسهال بسيط ظننت في بادئ الأمر بأنه نزلة برد، لكن فقدت الشم.. والتعب ظهر عليا بعد 3 أيام وعند الكشف وعمل التحاليل والأشعة ظهرت العينة إيجابية، وعزلت نفسي  في المنزل مدة 3 أسابيع، وكان ليا مستلزماتي الخاصة واعتمدت على شرب السوائل والأشياء الساخنة والفاكهة والشوربة، وبعد أسبوعين قمت بعمل تحاليل آخري وتم شفائي”.

وتابعت “غادة” قائلة:”في هذه الفترة شعرت بخوف من التعب وفضلت أدعي ربنا بالشفاء وتجنب الأفكار السلبية بذكر الله والدعاء، أما عن الدعم فكان من أهلي وأولادي، وكانوا يساعدوني كثيراً ويطمئنوا عليا ويقوموا بمتطلبات البيت، وبعد الشفاء شعرت بفرحتهم ولم أجد نفور من الناس، بل فرحة ودعم ومن وقتها اتعلمت فائدة الإجراءات الوقائية والتزمت بها بشكل دائم”.

غادة المهندس

وهناك من مر بتجربة قاسية مع “الكورونا”, وهو “أيمن منير”, أستاذ دكتور بمعهد بحوث صحة الحيوان, حيث حكي لنا تجربته مع “الكورونا” قائلاً:”رغم أنني ملتزم بالاحتياطات وزوجتي كانت من ضمن الطاقم الطبي العامل في العزل خلال الموجة الأولى، لكن أصبت بالكورونا فبدأت الأعراض بسخونة وألم بالعضلات ولم أتوقع أنها “كورونا” وأخذت خافض حرارة وأثر بشكل كافي في تخفيف الألم في اليوم الثاني، أمّا في اليوم الثالث اشتد الألم بالجسم بالإضافة إلى رعشة، وبعد مرور 3 أيام قمت بعمل تحاليل وظهرت النتيجة سلبية، وبالتالي عدت لحياتي و بدأت اتعامل عادي وقمت بزيارة والدتي في البلد، لكن أثناء الزيارة والدتي تعبت وأخذت علاج عادي، لكن مفيش تحسن وعندما فحصتها ابنة أختي وجدت نسبة الأكسجين قليلة، وتم نقلها إلى المشفى واكتشفنا أنها “كورونا”، وتم حجزها بالعزل، بعدها كررت الكشف علي نفسي مرة آخري فكانت العينة إيجابية وتم عزلي أيضًا، وبالفعل بدأت بالعلاج وانخفض الأكسجين، وبقيت 12 يوم بمستشفي الصدر علي جهاز الأكسجين، وكانت حالتي سيئة؛ فتناولت الأدوية بجرعة مكثفة, وفي اليوم الثاني عشر وبإشراف الطبيب تم رفع جهاز الأكسجين لمدة 10 ساعات وحينها أصبحت اتنفس بشكل طبيعي وتحسنت”.

وتابع “أيمن”, قائلًا:”أمّا عن الحالة النفسية، في هذه الفترة وخاصة عندما كنت في المستشفي كانت الحالة النفسية سيئة للغاية وبالأخص عند رؤية وفيات من الشباب والكبار، وانعدام الزيارات وتشابه الليل والنهار، وكم الحقن اليومية التي تؤخذ وتغيير المحاليل بشكل يومي, وعندما تحسنت حالتي طلبت الخروج، لكن الموضوع اترفض في البداية؛ لضرورة وجودي تحت الملاحظة أيام أخرى، لكنني أصريت على قراري فحالتي النفسية لن تتحسن إلا بالخروج من المستشفي، وكنت أتواجد 12 يوما في العناية المركزة بعدها أكملت لعلاج لمدة شهرين في المنزل وبعد ما خرجت بأسبوع والدتي توفت بسبب تأثير حساسية الصدر وكبر السن، بالإضافة إلى سوء الحالة النفسية للأسرة؛ لعدم قدرتهم على الاطمئنان عليّ أو على والدتي، كما أنني وجدت نفور وفوبيا من الناس في التعامل معي ولم أجد دعم نفسي منهم”.

واختتم حديثه:” ومن ضمن الأفكار السلبية التي كانت تسيطر عليّ هو الموت في أي لحظة خصوصًا بعد رؤية حالات وفيات من مختلف الأعمار، ففي لحظة ينتقل المريض من التحسن إلى التدهور.. فالكورونا مرض ليس له ثوابت يأتي بصور مختلفة أبسطها فقدان الشم والتذوق، وبعد العودة إلى الحياة أدركت قيمة التقرب إلى الله أكثر”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق