حوارات
أخر الموضوعات

“عمرو الجندي” أول من أدخل عالم “السيكو دراما” برواياته في السوق الأدبي

عمرو الجندي: رواية "313" اشاعت اسمى في السوق, والروايات الجديدة حدث ولاحرج

حوار: رندا ثروت

يملك منذ الصغر موهبة أدبية جعلت والديه يهتما بتنميتها، حتى صار من ضمن الكتّاب الذين وضعوا لأنفسهم بصمة خاصة بهم في مجال الرواية، فاقتحم بقلمه عالم السيكو دراما، وسار في درب النفس البشرية مستكشفًا لكل ما يدور بداخلها، ليصبح “عمرو الجندي” أول من أدخل السيكودراما بمعناها الصحيح إلى الأدب العربي عبر روايته “313” التي حققت نجاحًا باهرًا, لذا قرر موقع “لايف ويب” الالتقاء بالكاتب “عمرو الجندي” في حوار خاص حدثنا فيه عن الأدب وما وصلت إليه الحياة الثقافية، كما شاركنا الحديث عن آخر أعماله.

  • في البداية.. نود التعرف على الكاتب “عمرو الجندي”؟

إن كنا نتحدث عن الكاتب في هذا السياق، فأنا كاتب روائي عربي عضو اتحاد كتاب مصر وعضو اتحاد الناشرين.. صدرت لي العديد من الأعمال الروائية والقصصية ودرست الأدب الإنجليزي والدراما والسيكودراما من جامعات مختلفة حول العالم كما درست الجرافيك والبيزنس بجامعات أمريكية وأوروبية.

  • كيف بدأ مشوارك الأدبي؟

بدأ مشواري الأدبي مبكرًا فلاحظ والداي ميولي الواضح للأدب والدراما، فحصلت بفضل رعايتهما لموهبتي على المركز الأول على الجمهورية في إلقاء الشعر في الصف الخامس الإبتدائي وبعدها اتجهت لعالم القصة فنلت جوائز عديدة حتى وصلت إلى المرحلة الجامعية والتي طرقت من خلالها أبواب المسرح، فالتحقت بفريق المسرح الجامعي وقدمت العديد من العروض التي أشاد بها النقاد والجمهور ومن ثم بدأت رحلة الدراسة خارج مصر بمجرد انتهائي من دارستي وخدمتي في الجيش الوطني.

كما بدأت بدراسة البيزنس وخلفتها بدراسة الدراما في جامعة “ليفربول” وكان ذلك عام 2008 ثم اتجهت إلى كتابة أول عمل روائي لي متأثرًا بأحداث الحرب في الخليج حيث كنت أقطن خارج البلاد في ذلك التوقيت فكتبت رواية باللغة الإنجليزية بعنوان “يومين في بغداد” ولكن لم يكتب لها النشر فقررت بعدها نشر أول عمل أدبي وكان عبارة عن كتاب نصوص بعنوان “قصة حب سرية” ومن ثم أطلقت عملي القصصي الأول بعنوان “من أجل الشيطان” عام 2010 والذي حقق نجاحًا جيدًا في هذه الفترة.

  • من المؤكد واجهت الكثير من العقبات فكيف تعاملت معها؟

بالطبع كانت ثمة الكثير من العقبات وخصوصًا في عملية النشر لأنه بدوري كنت أقطن خارج مصر ورغبتي الملحة في النشر داخل بلدي كان أمرًا صعبًا للغاية خصوصًا مع عدم توافر المعلومات أو الصلات التي تتيح لي نشر عملي الأول ولذلك وقعت في فخاخ النصابين والمرتزقة ممن يتاجرون بأحلام الشباب في هذا الوقت، ولكن مع التعلم من الأخطاء استطعت أن ألتقي في إحدى أجازاتي السنوية ببعض الحالمين أمثالي ثم استطعت بشق الأنفس الوصول إلى دار نشر تقبل بعمل شاب في مقتبل طريقه مع الأخذ في الاعتبار أنه لم يكن لدينا كل هذا الكم من دور النشر التي يعج بها السوق في الوقت الراهن.

كما أن هناك حادث لا أستطيع نسيانه أثناء سعيي خلف حلمي وأتذكره دائمًا ولا أنساه بأن عملي الروائي الأول أرسلته إلى أكثر من 70 دار نشر حول الوطن العربي، لم أترك مكانًا إلا وطرقته وللأسف كان ثمة تجاهل من 90 % من هذه الدور التي لم تعير عملي اهتمامًا من الأساس حتى جاءت الفرصة وأتذكر جيدًا نجاحه الكبير ومبيعاته بمجرد صدوره في المكتبات.

  • من يدعمك وله الفضل فيما أنت عليه الآن؟

بالطبع هناك الكثير من دعموا مشروعي أولهم أمي -بارك الله فيها- وفي صحتها، التي تحدت الجميع وآمنت بمشروعي حتى وقفت على قدمين ثابتتين في عالم يضج بأشباه الموهوبين والمرتزقة ثم جاءت زوجتي الأديبة “أمنية الموجي” التي ساندتني في أكثر الأوقات ظلمة لأمر عبر عقبات لا عد لها.

كما أن مؤازرة قرائي وإيمانهم الشديد بموهبتي ومشروعي كان له كبير الأثر على نفسي حيث منحني حبهم الدفعة الكبيرة لاستكمال المشروع.

  • ما هي أكثر رواية حازت على إعجاب القراء وتركت أثرًا فيك؟

رواياتي لها جمهور كبير، كل رواية لها محبيها وقرائها ولا يمكنني اختيار عملًا بعينه، فرواية “313” كان لها كبير الفضل في شيوع اسمي في السوق ولكني لا أستطيع التغافل عن قيمة رواية “انتحار برائحة القرنفل” التي وضعتني في منزلة أعلى أدبيًا وأكثر صدقًا وعمقًا ولا يمكنني أيضًا تجاهل رواية “الشيطان يعرف الحقيقة أيضًا” التي فتحت أمامي طرقًا في العالم والسوق الغربي.

فجميع الروايات تركت أثرًا في نفسي بشكل أو بآخر، لا يوجد عمل صادق لا يترك أثرًا في كاتبه ومبدعه إذ يعد الرب والخالق الحقيقي لهذا العالم، فكيف لا يتأثر به؟!.

  • كم جائزة حصلت عليها منذ بداية مشوارك؟

حصلت على جائزة القلم الحر للإبداع العربي عن رواية “فوجا” وترشحت لأكثر من جائزة منها جائزة “البوكر والشيخ زايد وكتارا”، ولكن لم يحالفنِي الحظ ولكن على جانب آخر نالت الأفلام التي قمت بإنتاجها على جوائز متعددة منها جائزة لجنة التحكيم في مهرجان أسكندرية السينمائي.

  • هناك الكثير من الشباب تتطلع لكتابة الأعمال الروائية فما هي الأساسيات التي لا بد عليهم أن يملكوها؟

كي تصبح كاتبًا فعليك أولًا أن تكون قارئًا جيدًا لجميع أنواع الأدب وصنوفه المختلفة، ومن جميع آداب العالم كما عليهم بأخذ عهدًا بالالتزام والالتصاق بمشروعهم الذي يعد صنيعة أيديهم وسيحاسبون عليه، نحن هنا نتحدث عن جانب كبير من التضحية والتعلم ومحاولة الفهم لكسب الإدراك اللازم لخوض مغامرة الكتابة، فالكتابة ليست لعبة ولا مجرد هواية وإنما أمرًا شائكًا وصعبًا ومعقدًا ويحتاج لعقل واعي ومثقف وعلى جانب من الخبرة الحياتية التي حتمًا سيستخدمها في نسج خيوط أعماله، فكاتب بلا خبرات، ككاتب بلا قلم.

  • ما هي الأخطاء الشائعة التي تجدها في الروايات الجديدة وعلى الكتّاب الجدد تجنبها؟

في الحقيقة ثمة الكثير من الأخطاء أولًا أعيب على الروايات الجديدة بأنها معيبة في اللغة والأسلوب والبناء والشخوص، اللغة سطحية وركيكة, والأسلوب ساذج وفارغة من أي توجه أدبي أو معيار حقيقي، والبناء يكاد يكون مفقودًا أما الشخوص فحدث ولا حرج، المواهب حاضرة نعم، لكن بلا دراية أو ممارسة أو تدريب أو حتى خبرة حقيقية يمكن توظيفها في عمل وكل ذلك يرجع لقلة القراءة والاستخفاف بعملية الكتابة وسهولة عملية النشر التي أضحت متاحة لكل من “هب ودب”.

  • ما الفارق بين الكتابة الأدبية العربية والغربية؟

الفارق كبير بالطبع ودعينا هنا نتحدث عن الأدب العربي الحقيقي الذي صار يملأ الدنيا في دول المغرب العربي والخليج والشام، فهناك قامات ومواهب محترمة بحق، نحن نملك لغة لا يملكها أحد، وحس إبداعي لا مثيل له في العالم كله وأقول ذلك بمنتهى الثقة ولكن الأزمة لدينا أننا معزولون عن العالم، لا نجاري الأفكار العالمية والأيدولوجيات التي ينتهجها الغرب في عمليات الكتابة، فالقائمون على عمليات النشر هناك مثقفون وملتزمون ويعرفون تمامًا قيمة الأدب في نهضة الأمم كما يدركون تمامًا الفارق بين كاتب ومغشوش، نحن كل ما نحتاجه أن ننفتح على العالم ونعطي لأقلامنا مساحة أكبر من الحرية في بث أفكارنا، كما نحتاج لتغيير وجهة نظرنا عن الأدب التقليدي الذي توارى وتلاشى من الكتب بمواكبة الأفكار الجديدة بأقلامنا ولغتنا الثرية.

  • كيف ترى أدب “السيكودراما” في مصر، ولماذا اتجهت إلى هذا النوع من الأدب؟

“السيكودراما” هي أهم علم يعتمد عليه الآن في الكثير من الفنون كفن التمثيل مثلًا وهي إعادة برمجة الشخصية لتقمص شخصية جديدة أو حالة جديدة أو عمل كامل، السيكودراما تعني بالحس العاطفي والعقلي معًا معتمدة على الفلسفة وعلم النفس ودراسة مكنونات الشخصية وتفاصيلها الدقيقة بما يتيح لنا فيما بعد تشريحها والدخول إلى أعماقها لنخرج بأهم ميزاتها وعيوبها أيضًا كما أنها تعطي مساحة كبيرة من الخوض في عمق العمل نفسه والقضية التي يناقشها أي عمل.

لا يوجد أدب سيكودراما في مصر بكل أسف، فهو يحتاج لدراسة مستمرة ومواكبة لكل ما يطرأ على الساحة العالمية كما يحتاج لممارسة فعالة وكنت أول من قدمه إلى الأدب العربي عام 2013 في روايتي “313” التي حققت نجاحًا كبيرًا واختيرت من أهم خمسة أعمال صادرة لنفس العام كما ترشحت للعديد من الجوائز وما زالت تبيع حتى هذه اللحظة.

وللأسف البعض يعتقد أن أدب الرعب هو أدب السيكودراما، لكن أدب الرعب بشقيه البدائي والأنجلوسكسون يعتمد في الأساس على الظواهر الخارقة أو السحر بينما السيكودراما تعنى الدراما النفسية وهو علم يقوم على أساس ومعايير ونظريات وليست مجرد عرض في سيرك يقوم به بهلوان لبعض القردة.

  • ما هي أعمالك المستقبلية؟

سوف يصدر لي -إن شاء الله- هذا العام ثلاثة أعمال، الجزء الثالث من مجموعة الغرباء بعنوان “ليلة مقتل فرنسيس”, ورواية من الدراما الإنسانية والسيرة الذاتية الإبداعية, ورواية من الفانتازيا التي تناقش الوجودية والمعضلة الإنسانية الكبرى وهي “إلى أين نحن ذاهبون؟”, وسوف تصدر عن داري نشر أردنية ومصرية.

بعض من روايات الكاتب “عمرو الجندي”
اظهر المزيد

‫2 تعليقات

  1. أضاف الكاتب عمرو الجندي عبر كلماته القليلة في أكثر من لقاء مهمة أساسية كما يشير دائماً على الكتّاب المحترفين القيام بها وعلى الجدد أن يحذروا منها أشد الحذر ألا وهي “إمساك القلم لكتابة عمل سيُنشر بحِساب ، ونشر عمل إما أن يكون بداية طيبة أو نهايتك في هذا العالم و أنت من أختارها”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق