مقالات
أخر الموضوعات

سقطت أوراقي الجورية..

بقلم: هاجر البلتاجي

عُشاق الشتاء والمطر، لم يُشبع هذا العشق هذه المرة.. فالشتاء دافئًا زيادة عن اللزوم والمطر قليل، أذكر العام الماضي كان الشتاء قارص قبل أن يبدأ موعده، على عكس هذا الشتاء الذي لم نرى فيه المطر إلا قليل، فالمطر أصبح عزيز علينا يأتينا على فترات بعيدة جدًا، يجعل الروح جدباء عطشى لقطراته الندية.

سقطت قطرات المطر الآن بعد اشتياق من قلبي له فأخيرًا جاءتني قطرات المطر؛ لتغسل روحي وتُحيي بداخلي كل أمل قد مات كالأرض الجدباء التي اهتزت وربت بمجرد سقوط أول قطرات من المطر، فلم أجد على هذا الكوكب شيء قادر على أن يغسل الأرواح والأجساد كالمطر, فقلبي يهتز وروحي تنتفض بمجرد سقوط أول قطرة على يدي.

أقف بعكس البشر وكل المخلوقات تحت المطر، بينما يجري الجميع؛ كي يحتموا منه، لكن قدماي تأخذني كي أقف تحته؛ حتى يغسل روحي من الهموم والقلق والتوتر, وحينها أشعر بسكينة العالم كله، أشعر أن الله يربط على قلبي حين تسقط القطرات على وجهي، حقًا أشعر أنني ملكت الكون وأنه لا شيء هناك لن أقدر عليه، وأن كل العالم سيُسخر لي فقط من بعض القطرات الصغيرة التي تسقط على روحي قبل جسدي.

لكن هذه المرة سقطت أوراقي الجورية، ولكنها لم تذبل مازالت براقة تسر الناظرين، مازال لونها يُشبعك بالحنين والجمال والقوة فهي رغم رقتها قوية وصامدة مهما هزتها الريح مازالت متماسكة بجمالها وقوتها.

تساقطت الأمطار تزامنًا مع سقوط أوراق أزهاري وأوراق روحي لعلها إشارة من رب الكون أنه ليس كل سقوط سيىء، قد يكون سقوط قوة، قد يكون سقوط يغسل الروح بالماء الحديث العهد بربه، قد يكون سقوط لتكون سويعات إجابة لدعوات ما للسان بترديد غيرها، قد يكون سقوط يأذن بعهد لتلك الروح المنهكة من جديد، قد يكون سقوط لتجديد عهدي بربي فالذي فطرني ما أبدًا ليُضيعني، قد يكون بداية قيامتك ولكن لا تلاحظ هذا، فقريبًا سيأتي الفرج ولو حتى بعد السقوط، وسيأتي الأحباب ولو حتى بعد البعاد، وستأتي روحك لتحلق من جديد حتى وإن هجرتك منذ زمن بعيد، فقريبًا سيأتي كل خير وكل عوض يقينًا بالله الذي رفع السموات بغير عمد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق