مقالات
أخر الموضوعات

الطلاق ناقوس الخطر

بقلم: هدير أحمد حسن

الطلاق ليس مشكلة مقصورة على الزوج والزوجة فقط، بل هو مشكلة مجتمع؛ لما ينتج عنه من آثار سلبية على الأبناء وعلى المرأة، ثم على الرجل؛ لأنه أقل المتأثرين بهذه الكارثة .. نعم، إنها كارثة بكل محتوياتها, ولها تأثيرات سلبية عديدة منها التأثير النفسي على الأبناء؛ مما يجعل الطفل شخصًا غير سويّ، أو -في بعض الأحيان- شخصًا مجرمًا أو مدمنًا، ليست مبالغة، ولكن التفكك الأسري لديه القدرة على تنشئة جيل مدمَّر فعليًّا أى جيل مشتت.

ومن جانب، سوف نرى الأب يتزوج مرة أخرى، وفي الغالب الأم أيضًا سوف تتزوج، ويظل الطفل في حيرة بين هنا وهناك, وليس زواج الطرفين هو المشكلة فحسب، بل -في كثير من الأحيان- نسمع عن حوادث تعذيب للأطفال من الأم أو الأب؛ بهدف الانتقام من الطرف الآخر، حيث تؤثر الحالة النفسية على جميع الأطراف، فمن يفعل مثل هذا الفعل مؤكد هو شخص غير سويّ.

ليست كل الحالات متشابهة، ولكن دائمًا هناك نتائج سلبية في كل حالة، تؤدي أخيرًا للكارثة التي ذكرتها, ثم ننظر من جانب آخر للمرأة المطلقة فهي لا تسلَم من نظرة وحديث الناس, لأن منهم من يتلفظ باتهامات، ومنهم من ينظر إليها كأنها فريسة سهل الحصول عليها، ومنهم من يتقدم لخطبتها ولكن بشروطه هو، وكأنها ليس لها حق الاختيار والعيش بكرامة لأنها مطلقة!, ويبدأ الناس في التحكم في سيرها وملبسها وتصرفاتها بل وحديثها أيضًا .. فهل لقب مطلقة يعني أنها ليست امرأة، من حقها أن تعيش كما تعيش أي امرأة أخري؟!, ومن هُنا تكون مضطرة للزواج مرة أخرى للهروب من الناس واتهاماتهم، وتبدأ حياة أخرى لا تعلم مصيرها.

أسباب الطلاق كثيرة وتكاد لا تحصَى، فهناك من تتزوج في عمر صغير (زواج القاصرات) الذي يكون في بعض الأحيان إجبارًا من الأهل، وفي أحيان أخرى يكون بموافقة الفتاة، ولكن هل تكون الفتاة واعية ومدركة حتى تتحمل نتيجة مثل هذا القرار؟!, كل ما في الأمر أنها ترى الموضوع مثل لعبتها التي كانت تلعبها وهي طفلة, ترتدي فستان زفاف وملابس جديدة، وتتوهم أنها تسير إلى طريق الرفاهية دون أي مسؤوليات، وعند أول تعثر في الحياة تبدأ المشكلة، وهي أن الفتاة ليست على استعداد كامل لتحمل هذه المسؤوليات؛ ومن هنا تطلب الهروب والعودة إلى حياتها كطفلة، ولكن هل الأمر بهذه السهولة؟!.

وهناك أيضا الزواج عن حب, ٩٩% من حالات الزواج عن حب تفشل, لأن هناك مثل يقول: “مراية الحب عامية”، فالحب مثل الإدمان يكون الطرفان مغيبيْن فاقدي الوعي, المدمن لا يرى الضرر الناتج عن الشيء الذي يدمنه، وكذلك من يحب لا يرى عيوب من يحبه، يكون مغيبًا باسم الحب والشغف، لكن حالات الحب تختلف.

هل “زواج الصالونات” لا يأتي بعده الحب؟ زواج الصالونات يتم فيه الاختيار, نختار أولًا بالعقل ثم يحب القلب، لكنه الحب للشخص المناسب الذي يأتي بعد التفكير جيدًا في مميزاته وفي عيوبه، عندها تكون لك فرصة التفكير والاختيار، وتقرر هل تستطيع التعايش مع العيب أو لا, و اللهفة والشغف يختفيان بعد الزواج, تتبقي العشرة، وبالطبع يوجد الحب، لكن كل طرف يبدأ في رؤية الطرف الثاني بكل وضوح من عيوبه ومميزاته.. أما الزواج عن حب، فالعيوب التي كنا نتغاضى عنها باسم الحب، أو لا نراها أساسا، تبدأ أن تكون عائقًا، وأحيانًا يصبح استحالة محاولة التعايش معها، وهنا يصدر القرار بأننا لا نستطيع التحمل, فالتنازلات التي تقدم قبل الزواج سوف يأتي الوقت الذي لن تستطيع فيه أن تقدمها بعد الزواج.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق